الثلاثاء، 12 يوليو 2011

لا شىء خارج جدلية الصراع



الشعور العربى  المبعثر حول نتائج الربيع العربى بين مؤيد بدأ يراجع قناعته وبين  ممتنع ازداد إقتناعا بأنه ليس فى الامكان احسن مما كان. مثل  هذا النمط من التفكير ,سببه الرؤيه الميتافيزيقيه التى تقوم عليها الثقافه العربيه  وهى رؤيه دينيه ترى  فى وجود حلول  مكتمله تتنزل دفعة واحده, فالديمقراطيه من وجهة النظر هذه روشته فبمجرد إزالة الاستبداد تتكشف وتنتشر , والاصلاح كذلك بمجرد زوال الفساد يتَسيد  ويغطى المكان , والعداله تتَنزل بعد الظلم, نظره آخرويه ميتافيزيقيه دينيه بإمتياز  . هذا مايسبب التململ اليوم بعد زوال نظام مبارك الاستبدادى وعدم بزوغ  فجر الحريه والدوله المدنيه والعداله والمساواه, وهى إيضا مايسبب التشاؤم فى تونس بعد رحيل بن على , والتردد فى اليمن بعد  إصابة صالح , فى نفس الوقت تتأكد مثل هذه النظره  ويزداد أتباعها  وتترسخ فى البنيه العقليه  كطريق أحادى للخلاص  فى مانشهده فى ليبيا وسوريا  وإنسداد الأفق الى حد ما فى وجه التغيير, فكرة"الصراع" غائبه كجدليه  مستمره وطريق وحيد  لتحقيق الرؤى والتطلعات. الديمقراطيه منجز  ولكنه صيرورة صراع , العداله النسبيه قيمه ولكنها صيرورة صراع , الحريه قيمه إنسانيه كبرى ولكنها صيرورة صراع , لاشى خارج جدلية الصراع ,  فلا يتشاؤم البعض من عدم إكتمال الحلم  لأن على الشعب أن يكمله , ولا عن  عدم تحقق الأمن لأن الشعب من يحققه,ولا عن الحريه لأن الشعب من يصوغها , لاشى مكتمل  بل الامور فى عباره عن صيرورة صراع مستمر, الايمان نفسه عملية تجدد وإستمرار , الانسان فى الحديث الشريف قد يصبح مسلما  ويمسى كافرا.  ثمة صراع مستمر داخل النفس البشريه بل وبين البشريه بأكملها. عندما تفكروا فى الحلول أيها الساده , لاتنسوا جدلية الصراع  كمنظومه حاكمه , حتى  لانفرح ولانيأس  فالطريق بين الاثنين سالك وأحرى بأن يتبع.