السبت، 8 أغسطس 2015

خطايانا العشر


في إعتقادي اننا إرتكبنا عشر خطايا أثرت على سير الإداره والانجاز في قطر بشكل ترك آثار سلبيه على الوطن والمواطن :
الخطيئةالأولى: أدخلنا في وعي المواطن فكرة الوجود"المؤقت" فهو مؤقت في سكنه , مؤقت في وظيفته, مؤقت في إمتيازاته , مؤقت في وجوده. فتحولت الطمأنينه الى قلق والاستقرار الى تهيؤ واستعداد دائم للمجهول.
الخطيئة الثانيه: لم تراع الخطط السكانيه الجديده تاريخ المجتمع القطري وإرتباطه بأرضه ,فأتت على مراكز تجمعاته التاريخيه الحضريه , وأخرجت سكانها من المواطنين لتضمهم الى مناطق جديده مع من إلتحق مؤخرا بالتركيبه السكانيه في قطر, فخسر الأولون تاريخيا ومعنويا وكسب اللاحقون مساواة أعفتهم عناء سنين الانتظار.
الخطيئه الثالثه:قمنا بإدخال نظام التأمين الصحي لجميع المواطنين وهذا شىء منتظر , ولكن القطاع الخاص والتراخيص التي تعطى له أقل من المستوى الأدنى المطلوب في مثل هذه الحالات , رأينا بيوتا شعبيه وغرفا مؤجره بإسم مراكز طبيه بها صيدليات تبيع الدواء ,فلا التشخيص يكتمل ولا الدواء شامل , ناهيك عن الحالات الطارئه لمليوني من البشر , هناك تسارع وتكالب لانشاء مراكز طبيه بالحد الادنى طمعا للكسب , الدوله تخسر هنا والمواطن لايستفيد استفاده كامله تغنيه عن مستشفى حمد العام , لابد من رفع مستوى القطاع الخاص وتأهيله.
الخطيئه الرابعه:الوزارات لم تعد قبلة لأحد, ليس لأن المؤسسات تقوم بدورها ولكن بسبب تضارب المصالح بينها وبين اشباهها من المؤسسات كالهيئات والمجالس العليا , فأصبح وزير في منزلة بين المنزلتين , تحته موظفين وفوقه رئيس أعلى , هذا التداخل يفقد مجلس الوزراء فاعليته ويقلل من دور الوزاره والوزير.
الخطيئه الخامسه:تعاملنا مع الهويه بشكل استهلاكي فهو متواجده إعلاميا , من خلال البرامج , مفقوده على أرض الواقع ,فعندما نضع قناة للبدع مثلا أين البدع الآن؟
عندما نشاهد قناة الريان أين الريان اليوم؟
الخطيئه السادسه:لغتنا العربيه لدى الناشئه اليوم , أين منها لغة الاجيال السابقه, أكاد أتحسر حتى الاحساس بالظلم لما فعلناه بالجيلين السابقين من أبناءنا وبناتنا, لغة ضعيفه , إملاء ردىء , عجز عن التعبير والعباره وبالتالي نقص في الهوية لاتعوضها لكنتهم الانجليزيه المتطفله .
الخطيئة السابعه:أسقطنا الرقابه على الصحف ولكن لم نسقط الخوف منها وهذا يدل على شكليتها "الصحافه"وعدم انتماءها لوجود اجتماعي بقدر ماهي قرار سياسي.
الخطيئه الثامنه:استنزفنا اموال ومدخرات المجتمع في فقاعات ماليه تبخرت ولم تعد على المواطن بأي نفع يذكر .
الخطيئه التاسعه: مجتمعنا تنقصه الذاكره , لم نستفد من جيل الامس ولامن خبرته ولامن استشارته ونصائحه , اعتمدنا مجتمع الشباب "عمرا" وأهملنا مجتمع النضج والخبره , لذلك اجهزتنا تولد جديده مع كل قادم جديد بلا تراكم خبرات ثقافيه أو إداريه.
الخطيئه العاشره: التخطيط وإرساء المشاريع , نحتاج فيها الى لجنة"ضمير" تراعي الله ورسوله والأمير والمجتمع , حرام هذا النزف في مشاريع على شاكلة طريق 22 فبراير وغيره من المشاريع الكبرى التي كلفت اضعاف ما كان مقدرا لها والحصيله قصور واضح ومثالب لاتخطيها العين.

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

قيم "الزحمه" ومفاهيمها


في مجتمعنا الصغير المتآلف كان المفهوم ذو دلالة واحده لايحتمل تفسيرا اخير نتيجه للثقافه الواحده, ولطبيعة القيم الاجتماعيه المشتركه , مع زيادة السكان الغير طبيعيه , أصبح من الضروري او من الثابت أن تتعد التفسيرات للمفهوم الواحد وأن تنقسم القيم حتى تستوعب كل هذه الاعداد المتزايده , سيكلوجية الزحام تفرض نطاقا ثقافيا جديدا يقوم على فرز للمصطلحات والمفاهيم يحمي بها المجتمع نفسه من بيئة الزحمه المصطنعه , الزحمه في مجتمعنا مصطنعه ولأنها كذلك فأن ميكانيزمات الدفاع للمجتمع تتصدى لها ثقافيا , , تقوم الجماعه على التخيل أنها مجتمع وأن كل فرد في المجتمع يعرف جميع أفراد المجتمع ككل وإن لم يلتق بهم , مما يقوي ميكانزمات الدفاع لدي المجتمع , في الزحمة التي نشهدها اليوم في مجتمعنا تفرز المفاهيم دلالات جديده لم نكن نعتني بها قبل ذلك , مفهوم البيت له تبعات نفسيه وارتباط وجداني اكثر من مفهوم المنزل الذي يُعرف احيانا بنقيضه وهو الرحيل , فالبيت إذن للمواطن قبل الزحمه وماخلفته , بينما المنزل للمستوطن القادم وان طال به النزول وأزمن, مفهوم الجيره وقيمها , لايمكن ان يستمرا كما كانا في السابق , فالجيران سابقا أهل للدار فليس هناك غريب لايعرفه احد من الجيران أو مقيم مجهول بينهم, لذلك من الملاحظ كثرة استخدام الابواب الاوتوماتيكيه المغلقه طوال اليوم , بعد أن كانت الابواب مفتوحه على مدار الساعه , مفهوم الوطن ذاته لم يعد كماكان في الذهنيه عند المواطن اصبح مفهوما يحتاج الى جهاد ونضال للتمسك به بعد أن كان لايشغل ذهنا ولا يمر على بال أحد. ولأن الزحمه مصطنعه فإن قيم المجتمع تتجلى في حدودها القصوى للدفاع عن المجتمع وهومانشهده حاليا في افتعال قضايا هي اصلا ليست قضايا ولكن لأن قيم المجتمع في حدودها القصوى فيؤدي ذلك الى حالة من الانفعال وعدم وضوح الرؤيه , فكل قرار لاتتضح الرؤية من وراءه هو يخدم الاجانب والوافدين , وكل تنظيم هو في صالح الوافد , حتى بعض القرارات الاداريه التنظيميه التي تتخذ هنا وهناك تسبقها ندبات وآثار الزحمه , فعدم اعتبار وقت الصلاه من الدوام الرسمي مثلا كما سمعت وقرأت بالامس وراءه الوافد والاجنبي المتنفذ . المجتمع لم يكن مستعدا لمثل هذه الزحمه لا نفسيا ولاعمليا , فالمعاناه النفسيه اكبر بكثير من المعاناه العمليه , الضغوط على نفسية المواطن تجعله دائم في حالة بحث عن مفردات جديده وتعريفات جديده لمفاهيم تربى وعاش عليها , الارضيه تكون معدة تماما للقادمين الجدد من المهاجرين بثقافاتهم في الدول الديمقراطيه , لأن ذلك تكفله الدساتير, لايشعر المواطن بضغط نفسي عندما يعرف حدود القادم الجديد وقوة قانونه ودستوره هو كمواطن, لايشعر بالزحمه لأنها تبدو خطيره أكثر كحالة نفسيه تضغط على الاعصاب والادراك وتشعر المواطن بالتهميش, فرغوا "الزحمه " من شحنتها النفسيه بتصحيح وضع المواطن بشكل يشعره بالاطمئنان , فرغوا الزحمه من قيمها السلبيه بحيث لابد الأمر إقتناص فرصه في مجتمع الثروه التي لاتنضب والشعب الطيب , كلما أسمع مدحا من نوع " الشعب القطري شعب طيب " أجد وراءه إبتسامة صفرا يكاد صاحبها أو يجاهد لإخفائها.

حوارات الدوحه ...المغزى والدلالات


شهدت الدوحة بالإمس لقاءات على جانب كبير من الأهميه بين أقطاب السياسه في وقتنا الراهن ووزراء خارجية دول الخليج العربيه على إثر تداعيات جديده يحتملها الوضع القائم في المنطقه منها, الاتفاق النووي الايراني- الغربي , وتداعيات الوضع المتأزم حول القضية السوريه , لست هنا على إطلاع بالنتائج ولكنني أحاول أن أرصد دلالات مثل هذه الحوار ومغزى المكان والزمان :
أولا: تأهيل النظام السوري أو القبول بالرئيس بشار الاسد مجددا , سقوط لمنظومة الاخلاق الدوليه , فالعالم أمام تحدي أخلاقي وحضاري خطير , العالم يواجه نفسه هنا مهما كانت المبررات .
ثانيا: الاتفاق على أن الحل في سوريا سياسي وليس عسكري , نتيجه متحصله لكن لايجب أن تعني أن مشروعية نظام بشار الأسد لاتزال قائمه .
ثالثا: تنتقل دولة قطر باستضافتها مثل هذه الحوارات بأطرافها المتنافره والمتباينه من المفهوم التقليدي للدوله الذي يحدده الحجم وعدد السكان الى مفهوم الثقل السياسي والتفاوضي والقدره على استيعاب المحاور مدون ان تكون ضوا في أي منها.
رابعا:تطمينات الجانب الامريكي للمنطقه من مستقبل الاتفاق النووي الايراني يجب أن يرجع المنطقه الى مرحلة السبات الشتوي الذي كانت تعايشه حتى اللحظه , لابد وفي غضون عدد قليل من السنوات ان تمتلك المنطقه إمكانية إمتلاك السلاح النووي.
خامسا:يجب استثمار عاصفة الحزم سياسيا بعد نتائجها الجيده على الارض , وذلك بإبراز موقفا متشددا من تدخل ايران في شئون المنطقه.
سادسا:إعادة صياغة العلاقات الخليجيه –الخليجيه على اسس جديده ترتكز على قضية الوجود ,بعيدا أهواء ورغبات وميول كل نظام السياسيه المتغيره , كما شهدنا من الموقف من "الإخوان" أو من ايران.
سابعا: التعامل مع أمريكا على اساس انها ليست الحليف الوحيد والدائم بعيدا عن تنمية الذات والاستعداد والاتكال على الذات أواغفال بقية القوى الدوليه الصاعده كروسيا من جديد والصين والهند.
ثامنا: تكتسب القياده القطريه الجديده مزيدا من الثقه الدوليه يوما بعد آخر مما يعزز قدرتها مستقبليا في زيادعم دور المجتمع ثقافيا وسياسيا كما نتطلع بإذن الله.
تاسعا: لايمكن التصور ان كل هذه القدره السياسيه لدولة قطر , لا يضاهيها تصورا في تطوير البنى السياسيه داخل الدوله من مجلس شورى الى قانون صحافه واعلام يتماشى مع هذه الانجازات.
عاشرا:الموقف من اليمن لايمكن الا أن يكون "عروبيا" اليمن هي مهد العرب عروبتها فوق الطائفه ,فأي جرح للعروبة فيها ستنزف له دماء الخليج أولا وستدفع ثمن ذلك من صيرورة بقاءها ووجودها.