الخميس، 21 يونيو 2012

"القران دستورنا" مقوله سياسيه

 سيُهاجم كل من يتحرى الصدق  ويتمنى الخير  لامته  والنقاء لدينه ومعتقده. عندما ننادى  بالدستور المدنى  المتفق     

 عليه يقفز من يقول  بأن دستور الأمه هو القرآن الكريم وكل من يخالف ذلك  فهو لايريد خير للإسلام  ولا  للمسلمين وربما ينحو

الأمر منحى آخر يصل إلى التكفير والإتهام بالزندقه والمروق  من الدين وما يترتب على ذلك من أحكام  شرعيه, وأعجب ممن قرأ تاريخ الأمه وعرف معظم  خلافاتها وحروبها   والقتال بين أطرافها وهم جميعا يقولون بالقران دستورا لهم  وقد رفع فوق أسنة السيوف  وحُمل فو الرؤوس  فيما أشتد القتل والتناحر . وليس أبلغ من سيدنا على كرم الله وجهه حينما وصف القرآن بأنه حمال أوجه, تعددت قراءات القران وتعددت كذلك تفاسيره وتأويلاته, فالجميع يستطيع أن ينهل منه , من يريد السلام ومن يسعى إلى الحرب , ومن يستعمل النسخ للآيات ومن يستعمل المجاز. هذا الكلام الذى وصفه أهل الجاهليه بالسحر له وقع عجيب  لمدى بلاغته وتأثيره  ولايزال الناس عاجزين عن فهم بعض الفاظه حتى هذه اللحظه ويجرى تأويلها من تفسير إلى آخر. هذا الكلام التعبدى  الذى يصل العبد بخالقه  هذه خصوصيته  للتعبد  فى الاساس , اذا ماتم طرحه كدستور يحكم بألفاظه  دخلنا فى مجالات أخرى كونه كما ذكرت حمال أوجه  لذلك سهل على السلطه إختيار ما يناسبها ويبرر وجودها بل وظلمها هنا وهناك عبر تاريخنا. يمكن أن يكون مصدرا لكثير من القواعد القانونيه  بعد تحديدها  بوضوح  وعموميتها ,بمعنى أن يكون أحد مصادر الدستور المدنى وهو كذلك   ,,لكن لايمكن ن يترك هكذا بألفاظه المتعاليه  يفسرها الكل حيث يريد وكيفما يود  وهو ما حصل عبر تاريخنا منذ الفتنة الأولى حيث تاريخنا فى معظمه فتن وهى اساسا إختلاف على شىء عجزت العقليات على حله فتحول إلى فتنه تنتقل من جيل إلى آخر  ويأتى النص القرانى ومعانيه وتفسيراته فى مقدمة  أسباب ذلك. مصدر الأصوليه هى الاقتراب من النص القرانى  وإلغاء المسافه الزمنيه  منذ نزوله حتى اللحظه  فيُحمل وجه وتُترك  أوجه أخرى ممكنه لفهمه. فإذا رأيت من ينادى بأن القران دستورنا هكذا , دونما تحديد ودونما  صب ما يتلائم  منه    مع العصر فى شكل قوانين ثابته محدده مجرده, بمعنى أن يكون مرجعيه أخلاقيه  لدساتير مدنيه  توضع بشريا ,فأعلم أنه لايريد خيرا لهذه الأمه , وبأنه سياسى التوجه, بل و يريد مزيدا من التطاحن وسفك الدماء والاقتتال حول نص أنزله رحمة للعالمين وتكفل بحفظه لكى يصبح مصدرا لاينضب على مدى التاريخ  لعقل رشيد وفكر سديد وهاذان, مع الأسف الشديد,أدعى للغياب عبر تاريخ الأمه, الأمر الذى أساءالفهم للنص الكريم وخلط دماء أبناءها  وجميعهم يحملون مصاحفهم على رؤوسهم بإجلال لامثيل له.