الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022

الطيبة لا تبني وطنا

اكبر صك او شهادة يمكنك الحصول عليها في مجتمعنا القطري ان يقال عنك انك" طيب"الطيبة خصلة انسانية عظيمة الا انها وحدها لاتبني وطناً، حاولت تفكيك معنى الطيبة المستقر في نفوس اهل قطر فوجدته، مجموعة من الخصال الايجابية مثل الكرم، السماحة، التآرر وقت الشدة ومالى الى ذلك من خصال، شىء جميل ورائع ، لكنني افتقدت في الطيبة، خصلة تحديدالمبدأ ،واشهاره والشجاعة في ابداء الرأي ، والنصيحة في وقتها، وما الى ذلك من خصال بناء الشخصية الحرة الت تبني الوطن. ويتطور معها المجتمع، خصلة الجدل بالمفهوم الفلسفي الذي ينتج عنه رأي أوفكرة جديدة ، الطيبة بالمفهوم السائد في مجتمعنا اليوم تساوي العدم في مفهوم هيغل حيث الوجود الثابت في نظره عدم، والطيبة بهذا المفهوم السائد كما ذكرت ثبات دائم الى درجة الذم " عدم مطلق"، جميع اليات المجتمع العاملة فيه بما فيها مجلس الشورى المنتخب لا تزال في مجال" الطيبة" الوجود الثابت اي العدم لذلك يعيش المجتمع في نطاق العدم وهو يظن انه موجود ومتعافي،لكنه لايتطور ، والحرية فيه كحرية الفلاح في مجتمع راسمالي متوحش، "حر لكنه فقير".ارجو اعادة النظر في مفهوم الطيبة الشائع في اوساط مجتمعنا الصغير لتبدو حركة ونشاط وحوار ايجابي وفكرة ونقيضها ورأي ورأي آخر و لنزيح مفهوم الكرم السائد حالياً وصحون الحاشي والغوزي وصحون الهريس والثريد الى رمضان مكانه الحقيقي ليحل محله مفهوم الطيبة الدينامكي الفعال الذي يعني بعقلية الفرد لا بوجاهة كرشه وزيادة وزنه

الأحد، 16 أكتوبر 2022

التطبيع بين الرأي والفكرة

خرج احد الاخوة الاعزاء منادياً بالتطبيع مع اسرائيل وبأنه سيكون اول قطري يزور إسرائيل ان سنحت له الفرصة، كما سبق للعديد من جميع دول الخليج ان صرحوا بذلك سواء اعلاميين او كتاب او ناشطين في اي مجال وهم مجرد عدد لا كثر و ان تكاثروا، في اعتقادي ان هذا امر طبيعي ، مجرد رأي ، ما يخيفني حينما يتحول الرأي الى فكرة، الفكرة حينما تتبلور يصبح من الصعب ازالتها لانها نتاج التفكير، والتفكير هو أحد أهم ميزات النوع البشري، هؤلاء لايزالون من مرحلة ابداء الرأي ،والنزوع في الرأي اي الشذوذ عادة يكون من مظاهر اختفاء الرأي في ليندلق اثر ذلك على الخارج وليس هناك مسافة اقرب من الاحتلال الاسرائيلي لارض فلسطين ،لم يفكر احدهم في مسألة الاحتلال وتشريد شعب ، لكنهم أبدوا رأيا ً يتعلق بالعلاقات وهو عادةً ما تقوم به الانظمة وليس الافراد ، لان مجموع الافراد يمثل ثقافة المجتمع، ولو تحقق لكل هؤلاء المنادون زيارة اسرائيل والتطبيع معها لرجعوا نادمين خائبين ، من مجرد نظرة الصهاينة الاحتقارية الدونية لهم، اسألوا كثيراً من اليهود الذي هاجروا الى اسرائيل ولم يستطيعوا ان يتكيفوا مع الصهاينة وهم يهود ، فكيف بالله سيُنظَر الى المنهزم الذي اقنعوه ان يستسلم له ويطبع معهم؟لم يتحول التطبيع الى فكرة في ذهن الشعب المصري ونظامه اول نظام يطبع رسمياً مع اسرائيل ان اراء التطبيع التي تنطلق هنا وهناك سببها النظام العربي اواليأس منه، اما فكرة التطبيع فهي ثقافة مجتمع لن يصلها التطبيع ولا يمثلها كل من طبع مع الصهاينة او زار اسرائيل او شاركهم رسمياً افراحهم او اتراحهم اتحدث هنا عن الفكرة يعني عن الثقافة والمثقفين، اصحاب الرأي المطبع او المنادي بالتطبيع ستلفظهم ثقافتنا العربية ان كانوا من اهلها وسوف يستبعدهم المجتمع ان كانوا من الانتهازيين، لا تنزعجوا كثيراً، حيث فكرة التطبيع لن تنفد الى باطن الارض العربية. مايُدان هو الفعل إذا ما أقدم فعلاً على ما أدلى به رأياً فهو مدان ,اما رأي التطبيع فهو تعبير عن حيرة الانسان العربي بين مايسمع من اقوال وما يشاهد من افعال

كأس العالم بين الغيرة والاستعلاء

في اول كأس عالم لكرة القدم اقيم في الارغواي سنة١٩٣٠، رفضت انجلترا المشاركة بدعوى انها مهد كرة القدم وصاحبة اول اتحاد لكرة القدم ومن وضع قوانين اللعبة،شعور استعلائي واضح، وشاءت الظروف انه في كأس العالم التالي والذي اقيم في ايطاليا عام٣٤ هزمتها امريكا المبتدئه في تاريخ اللعبة، عقلية الاستكبار والاستعلاء لا تزال مسيطرة على عقلية الاوربيين كمهد لكرة القدم ، طبعاً امريكا الجنوبية ، وفنونها اجبرت الاوربيين للخضوع وحصر البطولة بينهم وبين امريكا الجنوبية فقط، كان يُعد مستحيلاً على اي قارة اخرى ان تحظى بشرف استضافة هذة البطولة،حظيت بها الولايات المتحدة بملف حمله كيسنجر وبضغوط سياسية، كما فازت به جنوب افريقيا بصوت واحد مرتشي، واليابان وكوريا حظيا به مشاركةً وهما من الدول المتقدمة.لذلك استضافة دولة كقطر يظل اثره دامياً في عقلية الاستعلاء هذه، كيف يمكن لدولة خليجية ان تحظى بهذا الشرف مهما كانت المغريات ؟ شككوا في كل شيء في السماءوفي الارض، وفي البشر وفي الحجر، وازدادت الحملة وتزداد كلما اقترب تاريخ الانجاز القطري،لا تختفي من الوجود دولة تنظم كأس العالم بمعنى انها اعتراف ومحط ثقة العالم الاول حيث الحصول على شرف تنظيمه اعتراف بالكفاءة والقدرة والتميز وبالانسان قبل كل شيء ، شىء كبير في ذهنية الغرب لايفرط فيه بسهولة لذلك تجد الصحافة الاوروبية ، في حيص بيص ، وهي تختلف الاكاذيب، وتشكك، الا ان حقيقة الانجاز القطري ماثلة كانوا يعتقدون انه حلماً او كابوساً سوف يفيقون منه، لكنه يتمثل حقيقية امام اعينهم، اما الجيران فالقضية لا تتعدى كونها غيرة وحسد وتطيُر وكوابيس ليل واحلام مشعلات نارها في مراقد الكائدين بقطر والمتربصين لكل نجاح تحققه، ستقام البطولة بإذن الله وستحقق قطر للعرب نصراً عظيماً يصفق له الجميع حتى من كان ظلوماً لنفسه كارهاً لعروبته ---- ----

ثقافة التقسيط

اعلنت كتارا عن اسماء الفائزين بجوائز مسابقة الروايةالعربية السنوية، وفي جزء منها جائزة للرواية القطرية، لا اعرف تاريخاً للرواية القطرية يجعلها تتفرد بجائزة خاصة ضمن تاريخ الرواية العربية،،اليست الرواية القطرية جزء من الرواية العربية؟ اليست الثقافة القطرية جزء من الثقافة العربية؟ كيف يمكن لقطري إذاً ان يفوز بجائزة الرواية العربية طالما حدد مجال تصنيفة محلياً؟ ليس لهذا التصرف تفسير سوى ضعف الوجود القطري روائيا، وهذا مشهود، وبالتالي لا داعٍ لوضع جائزة أساساً لهذا الصنف من الادب قطرياً والاكتفاء بالتصنيف العربي لماله من شحذ للهمم من ابن اء قطر من المهتمين بهذا الصنف الادبي للارتقاء بانتاجهم اما حصرهم في نطاق لا يكتب فيه سوى شخص او شخصين فهو افقار للجائزة حيث لا منافسة اصلاً ، الرواية صنف راق من الادب تكتبه مجتمعات التحول ويبرع فيه انسان المعاناة، وهي انصهار بين النثر والشعر والانسان وجوديا ً، الرواية في امريكا الجنوبية احدثت تحولاً هائلا ً في مجتمعاتها، لذلك لا يمكن المحاباة فيها كونها تقام في قطر وقطر فقيرة روائيًا ان اضع جائزة ً بدلاً من ان يعيش المجتمع او المهتمين معاناة الرقي الى مستوى الرواية الحقيقية، ثقافة التقسيط هذة قاتلة ، لطبيعة الثقافة فهي لا تميز بين جنسية و اخرى،فالثقافة العربية واحدة، من الممكن ان تجعل القطري ميزة خدمية لكن لا يمكن ان تميزه ثقافياً لكونه قطري فقط، بامكان كتارا ان تجعل جائزة للرواية الخليجية على الاقل ليفوز بها قطري ولو بعد حين، على الرغم من ايماني ان الرواية العربية عموماً في موٰخرة الركب عالمياً ،الرواية القطرية ان كانت على مستوى " قنديل ام هاشم" ليحيى حقي ستفوز عربياً او حتى عالمياً، اما اذا كانت على مستواها الحالي فالافضل ان تنضوي داخل اطار الرواية العربية حتى تتطور افضل لها من الفوز بجائزة بلا منافسه او بما يتحصل من الموجود، ارجو ان لا يؤخذ هذا الكلام بشكل شخصي فأنا أكن للاخ احمد عبدالملك كل الاحترام واهنيئه على الفوز شخصيا لكن الفكرة جزء من الوعي المضلل المسىء للمجتمع لمن يرى باطن الامور لا سطحها اللامع