الأحد، 16 أكتوبر 2022

التطبيع بين الرأي والفكرة

خرج احد الاخوة الاعزاء منادياً بالتطبيع مع اسرائيل وبأنه سيكون اول قطري يزور إسرائيل ان سنحت له الفرصة، كما سبق للعديد من جميع دول الخليج ان صرحوا بذلك سواء اعلاميين او كتاب او ناشطين في اي مجال وهم مجرد عدد لا كثر و ان تكاثروا، في اعتقادي ان هذا امر طبيعي ، مجرد رأي ، ما يخيفني حينما يتحول الرأي الى فكرة، الفكرة حينما تتبلور يصبح من الصعب ازالتها لانها نتاج التفكير، والتفكير هو أحد أهم ميزات النوع البشري، هؤلاء لايزالون من مرحلة ابداء الرأي ،والنزوع في الرأي اي الشذوذ عادة يكون من مظاهر اختفاء الرأي في ليندلق اثر ذلك على الخارج وليس هناك مسافة اقرب من الاحتلال الاسرائيلي لارض فلسطين ،لم يفكر احدهم في مسألة الاحتلال وتشريد شعب ، لكنهم أبدوا رأيا ً يتعلق بالعلاقات وهو عادةً ما تقوم به الانظمة وليس الافراد ، لان مجموع الافراد يمثل ثقافة المجتمع، ولو تحقق لكل هؤلاء المنادون زيارة اسرائيل والتطبيع معها لرجعوا نادمين خائبين ، من مجرد نظرة الصهاينة الاحتقارية الدونية لهم، اسألوا كثيراً من اليهود الذي هاجروا الى اسرائيل ولم يستطيعوا ان يتكيفوا مع الصهاينة وهم يهود ، فكيف بالله سيُنظَر الى المنهزم الذي اقنعوه ان يستسلم له ويطبع معهم؟لم يتحول التطبيع الى فكرة في ذهن الشعب المصري ونظامه اول نظام يطبع رسمياً مع اسرائيل ان اراء التطبيع التي تنطلق هنا وهناك سببها النظام العربي اواليأس منه، اما فكرة التطبيع فهي ثقافة مجتمع لن يصلها التطبيع ولا يمثلها كل من طبع مع الصهاينة او زار اسرائيل او شاركهم رسمياً افراحهم او اتراحهم اتحدث هنا عن الفكرة يعني عن الثقافة والمثقفين، اصحاب الرأي المطبع او المنادي بالتطبيع ستلفظهم ثقافتنا العربية ان كانوا من اهلها وسوف يستبعدهم المجتمع ان كانوا من الانتهازيين، لا تنزعجوا كثيراً، حيث فكرة التطبيع لن تنفد الى باطن الارض العربية. مايُدان هو الفعل إذا ما أقدم فعلاً على ما أدلى به رأياً فهو مدان ,اما رأي التطبيع فهو تعبير عن حيرة الانسان العربي بين مايسمع من اقوال وما يشاهد من افعال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق