الاثنين، 19 سبتمبر 2011

الفريج"كذاكرة مواطن


الفريج هو "الحىً" أو الحاره" عند أخواننا العرب الآخرين, ترجم  مره بغباء الى "فريق" وشتان بين  المعنيين., ثقافة الفريج هى ثقافة وطن  فى الخليج حيث الوطن عباره عن "فرجان"  حيث البيوت المتلاصقه والقريبه من بعض  والسكك الضيقه . فى الفريج" كانت تسكن ذائقه الوطن وإحساسه , الفريج له رائحة ساكنيه . قطر لاتمتلك شوارع ماتملكه سوى طرقات , مفهوم الشارع الحقيقى كان فى الفرجان حيث جلوس الافراد على القهاوى والدكاكين حيث الماره الرائح منهم والغادى مثل شوارع الحارات البلديه فى الدول العربيه الاخرى  هذا اساسا هو الشارع , مانستعمله  اليوم وما  نراه على سعته وتنظيمه ليس شارعا بالمفهوم الاجتماعى هى طريق, فى هذه الشوارع الضيقه  تكونت ذاكرة الاجيال السابقه , بل اصبحت انعكاس للفريج , الصديق القريب هو"ولد الفريج" وليس من عرفته من خلال الإنترنت أو الفيس بوك أو توتر, العلاقه مباشره ومحدده  وبلا تفاصيل كثيره  أو مناطق غموض, مانعانيه اليوم كجيل سابق هو فى إختفاء هذه الفرجان , نحن مثلا فى الريان حيث هناك العديد من الفرجان  وكل فريج فيه عدد من العائلات القطريه  وعدد  من المجالس  المعروفه تشكل بؤر تواصل إجتماعى وثقافى للنشْ الصغير حينذاك, مفردات الفريج هى الكرم والفزعه والمشاركه  والتحاب والايثار , عندما أزيل الريان  اصبح يسكن أصحابه  ومن عاش فيه بعد أن كان يسكن الجغرافيا  والبيوت, يلقاك صاحبك وأول ما يذكرك بأنك من أهل الريان, بقي المعنى بعد أن ذهب المبنى  , التمدن ضريبة العصر بلا شك  لكن الانسان يعيش نداء الماضى بشراسه اكثر من صوت الحاضر المسموع, هل من سبيل لإبقاء ثقافة الفريج بعد غيابه عيانا  أم ثمة ارتباط بين المبنى  وجغرافيته وماينتجه من ثقافه , بلاشك هناك ارتباط,  الذاكره فى الخليج لم تتغير من داخلها تلقائيا, ذاكرة الكفاف وذاكرة الندره االسكانيه  والصفاء الذهنى  والتضامن العضوى  نتيجة للتشابه بين الافراد التى كانت  حاضره  إنتقلت بسبب النفط  والعنف فى استخدام عوائده  أحيانا الى  استئصال  لتلك الذاكره من خلال الإزاله التامه  لجغرافيته وما يبقى منه كذاكره. فكرة سوق واقف جيده حبذا لو عممت فى اجزاء اخرى من الوطن مع المحافظه على البيوت القديمه باسماء اصحابها  وابتعدت  عن اشكال التشويه التى نراها هناك . التعامل مع التاريخ الاجتماعى بشفافيه هو سبيل التطور  والرؤى السياسيه  المختلفه وربما المتحيزه يجب  أن لاتطمس التاريخ  أو تخفيه , التلقائيه التى قامت عليها الفرجان لاتعوض بأى تحديث  مهما كان , كثير من المدن تحتفظ باحيائها القديمه جيدا  وتنفق الدوله الكثير لابقاءها على شكلها القديم, من المهم جدا  عدم قطع الذاكره   عن الاجيال بحيث لايدرك القادم كيف كان يعيش  الماضى, لوبقيت الفرجان  كما كانت ما أمكن ما مات أصحابها , لأن الذكر للانسان عمرُ ثان أذا رأيت الفريج أو البيوت تذكرت أو ذكرت أهلها. بودى لوكان التطوير عمليه جراحيه دقيقه تبقى القديم  وتأتى بالحديث الى جانبه ما أمكن  فيكبر الولدان مع الماضى وفى جنباته  ويمتد العمر بالاموات ذكرا الى الحاضر. أتذكر أننى كمن فقد نصف ذاكرته بعد إزالة الريان القديم  ولم أكن أتوقع الا أخيرا إزالة الجامعه التى درست بها ومنها تخرجت فلم تبقى لدى شواهد تدل على وجودى الاجتماعى سوى صورة اللحم والدم.

هناك تعليقان (2):

  1. الطريف هنا في موضوع تسمية الفريج بفريق انه حصل ان استعانت احدى دول الخليج بمستشار عسكري مصري برتبة فريق وقد انتبه ان في تلك الدولة احياء باسم فريق الغانم فريق اسحاق فريق النجادة فريق اسلطه فريق فريق الهتمي فريق الخليفات وهلم جرا فابدى تعجبه قائلا كل هؤلاء لديكم واحضرتوني انتم دولة عسكرية من الطراز الاول ؟!

    ردحذف
  2. و اذكـــــــر أيــــام الحمى ثم انثني على كبدي من خشـــية ان تصدعا
    و ليســــت عشيات الحمى برواجع اليــــــك و لكن خل عينيك تدمعا

    طيب و إنسان المول اللي ما شاف الفريج، صدقني بوكره بيتحسر على المول بعد ما يتهدم و يحل محله (الساموبيل) و الساموبيل هذا من اختراعي و هو عبارة عن مول ضخم متحول، في كل مرة تزوره يأخذ شكل مختلف يتبدل باستمرار كي لا يصاب الجيل المستقبلي بالملل.

    ردحذف