الأحد، 16 أغسطس 2015

قبل ماترميني في بحورك مش كنت تعلمني العوم؟


إنفتاح سوق العمل القطري بهذا الشكل السريع والكثيف , بعد عقود من دولة الرعايه الاجتماعيه , وروشتة "أنا قطري" التي تصرف في كل مكان وإتجاه في الدوله , ليس فيه من الانصاف شىء يذكر بالنسبة للمواطن . نحن مع إعداد المواطن للمنافسه , وليسنا مع طرحه منافسا قبل أوانه , الفرق كبير بين الحالتين , لازلت أعتقد أننا نستطيع المؤامه بين إعداد المواطن للمنافسه مع إحتفاظه بمزايا دولة الرعايه , خاصة أن الوافد الجديد ذو الخبرة والدرايه يستفيد وعلى قدم المساواه وربما أكثر من مزايا دولة الرعايه الاجتماعيه حيث لايشكل المواطنون رقما يذكر من مجموع السكان الحالي والمتزايد. علينا أن ندرك شيئا هاما وهي قضية "التحدي" التي تعد الانسان للمنافسه , خلق التحدي تدريجيا للمواطن أولى من إلقائه في خضم المنافسه مباشرة , وخاصة وأن الاخوه القادمين للعمل في دولة قطر معظمهم أو جميعهم قادمون من مجتمعات يشكل فيها التحدي قوام الحياة والنجاح . لااعتقد أن من المعقوليه وضع سلم المنافسه في وظائف تعتبر سياديه ومن حق المواطن أن يشغلها كونها تحتمل طابع الهويه والاشراف مثل مسؤولي التوظيف والموارد البشريه في الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكوميه, الخبره تقول أننا لانستطيع التخلص من جانب المحاباه بسهوله خاصة عندما يتولى مثل هذه الوظائف عنصرا غير المواطن متعللا بضرورة ايجاد الخبره والدرايه لدى المرشح . في عقود مضت كان القطري لا"يُفنش" لايطرد من العمل , وكان تعيينه عن طريق الأمير , ربما كانت تلك خطوة ضروريه في حينها , لتثبيت حق المواطن , ربما تحتاج الدولة اليوم الى اسلوب آخر للنهوض بالعمليه الاداريه وهي فتح باب المنافسه للعنصر الأفضل تعليما وخبرة ودراية مما يساعد على تطوير العمل , كل هذا مبرر ولكن لابد من وضع خطه واضحه لإعداد المواطن للمنافسه وإبقاء بعض الوظائف الحساسة حكرا عليه إلا في أضيق الحدود, مثل هذ السياسه متبعه في عدد من دول الناميه , المهم هو صنع التحدي المطلوب تدريجيا أمامه حتى يتعامل معه بعقلية جديده تمكنه من العوم في بحر المنافسه العميق. أو كما قال سيد مكاوي رحمه الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق