الاثنين، 12 سبتمبر 2011

قطرى بين ثقافة"المجلس" وثقافة "التحول"



 المجلس فى قطر  ثقافه, أبناء قطر جميعا خريجوا  مدرسة المجلس حتى قبل أن  يلتحقوا بالتعليم النظامى بل وبعد أن يتخرجوا من الجامعات, رغم جميع التحولات الاجتماعيه لايزال للمجلس بريقه وجاذبيته التى يأنسها  أهل قطر جميعا ولا يجدون دونها ولابعدها بديلا. المجلس فى قطر مستودع  للتقاليد  القطريه الاصليه ولإخلاقياتها الرفيعه, ويمكن معرفة صاحب المجلس من الآخر  من أخلاقيات المجلس ذاتها ولياقتها الادبيه والإجتماعيه. دور المجلس كبير فى الحفاظ على التماسك الاجتماعى لأفراد المجتمع.  المجلس القطرى التقليدى على مدار الاسبوع وليس كما نرى فى بعض دول الخليج  يوما فى الاسبوع كمجلس الثلاثاء أو الاحد , المجلس التقليدى فى قطر عام وليس مسيس  ولايمثل  توجها معينا كما فى الكويت مثلا , من الممكن أن يعطيك المجلس فى قطر إنطباعا عاما عن  الوضع ولكنه لايختص بالتفاصيل  ومناقشتها, بمعنى شمولى , المجلس فى قطر أنتجه التراث  ويقوم على المحافظه  فهو عامل من عوامل الاستقرار وتعبير واضح  عن الشخصيه القطريه وطبيعتها الاستاتيكيه المسالمه . هل طرأ تغيير على  ثقافة المجلس فى قطر؟ نعم هناك تغيير واضح  بعد دخول العالم فى عصر التقنيات التواصليه الحديثه باشكالها المتعدده,  إنفتح المجلس  وأهله بالطبع على العالم بشكل  كبير  فأختلفت المواضيع وبدأت تتشكل التوجهات بشكل أوضح  فى النقاشات الشياسيه  أو الاجتماعيه أو حتى الدينيه بمعنى أصبح المجلس أكثر قربا من الديوانيات فى الكويت  بشكل محدود ونسبى  حتى الآن. أثرت ثقافة التحول التى تجتاح العالم فى شكله ومضمونه بلاشك مع إحتفاظه  بتقاليد الاسره القطريه فى خصوصيات الأدب الإجتماعى وسلوكيات المجتمع, الآن للعائله مجلس كما للقبيله مجلس ,  فكرة المجلس أساسا فكره ديمقراطيه  فالمجالس النيابيه ومجالس الشورى أشكال للمجلس التقليدى وإنما متحوله ومتجاوزه  لمكونات المجتمع الفرديه إلى المجتمع ككل. بمعنى أن ثقافة التحول التاريخيه   التى فرضتها الظروف التاريخيه"  جعلت من المجلس صوره عن المجتمع وليس فقط عن أفراده, وأوجدت  فكرة التمثيل  بدلا عن التجسيد  وهى فكره ضروريه للتحول الديمقراطى إنتقال المجلس من التجسيد     إلى  التمثيل هى ثقافة التحول التى تجتاح المجالس اليوم  حتى فى دول الخليج  وإن بدت تمشى الهوينا إلا أنها المئآل والمنتهى , فالفكره الديمقراطيه متأصله فى قطر كما فى دول الخليج الاخرى بلاشك , ألا تجتمع الاسره للتباحث شأنها, ألا تجتمع القبيله لشأن قد يحدد مصيرها  فبالتالى ألا يجتمع الوطن ليحدد مساراته ومستقبله, الوطن أقصد تمثيلا وليس تجسيدا , علينا أن نبقى ونحافظ على المجلس القطرى  كتجسيد للشخصيه القطريه ونستجيب كذلك  تمشيا مع التطور الذى نراه ماديا  مجسدا الى فكرة التمثيل, بمعنى الإرتقاء بمفهوم المجلس الى فكرة التمثيل, تمثيل المجتمع , حينئذ سيكون المجلس القطرى التقليدى المجسد "بمعنى كل يمثل نفسه"  رافدا أساسيا للمجلس  الوطنى او النيابى التمثيلى  وهو أنصع برهان على إكتساب ثقافة التحول  فكريا بعد أن تم هضمها تماما ماديا.

هناك تعليقان (2):

  1. أنت تتحدث عن الجانب الإيجابي للمجلس و بسحر الكلمات تريد رسم واقع مختلف له، و قد ذكرت أن المجلس تختلف أخلاقياته باختلاف أصحابه، و لكن لجميع المجالس سمة عامة -ليست بهذا الإشراق الذي ذكرته- إذا ما أردت أن تعتبرها صورة مصغرة للتطور نحو الديمقراطية،

    1- مبدأ المساواة في المجلس غير متحقق عندما يكون صاحب المجلس شخصا رفيع المستوى ،،،، يكون المجلس واجهته الاجتماعية التي يسعى من خلالها لتأكيد ما يتمتع به من مقام رفيع لا ما لديه من شعبية.
    فالناس مقامات و هنالك من يتكلم و من لا يتكلم، لا أحد يمنع و لكن آداب الاستماع لمن هم أرفع مقاما تفرض الانصات و يتعين لمن لديه رأي آخر أن يغلفه بلطافة فائقة لدرجة تفقد الحديث طابع النقاش الذي يتطلبه التحول التمثيلي.

    2- المجالس المنتخبة وجدت لتمثل صوت و مطالب الفئات المستضعفة و لتعمل على عنوان عريض هو العدالة الاجتماعية، باعتقادي أن العديد من الفئات المستضعفة في المجتمع لا تحظى باهتمام _و أحيانا غير معترف بها- في المجالس إلا بقدر الإطار التقليدي لتكافل المجتمع و المساهمات الخيرية.

    2- نوعية الأحاديث التي تدور في هذه المجالس التي تختلف باختلاف أصحابها و اهتماماتهم و توجهاتهم يحتل فيها (الصيد و السيارات و السفر و المغامرات التي حصلت أثناء السفر) حيزا واسعا باعتقادي يتفوق على جوانب الشأن العام.

    4- من سمات المجتمع الاستهلاكي(سيكولوجية الإنسان المقهور في المجتمعات العربية) النظر إلى ما لدى الآخرين و غبطهم و أحيانا كثيرة تمني زوال ما لديهم من نعم. سواء كانت هذه النعمة مادية أو معنوية.و حسب ما تناهى إلي من هنا و هناك المجتمع القطري(جزء مهم منه و ليس كله) يكاد يتمزق من فرط عدائية مشاعر الغيرة و حسد الآخر.

    5- لقاء الناس في المجالس أمر إيجابي و جميل و يمثل توق الناس لتواصل دائم على دلال القهوة و الشاي و سحر الجلسة العربية الأصيلة، لكن كم فيه من التكرار و الاجترار لذات الأحاديث التي تتخذ صوت الجماعة المباركة و الفرقة الناجية التي ماأن يدخلها عزف منفرد حتى تتقلص و تنكمش و تستهجن هذا العزف.

    أخيرا هي مجالس ذكورية بطريركية، لا أطلب حضور النساء ، لكن كيف تتناول أحاديث الرجال النساء، هل يهم المجلس رأي المرأة وضعها أو بماذا تفكر و ماذا تريد؟ أم للمرأة جانب من أحاديث المجلس يهمس به همساً بين الصواحب و يتضاحكون بمشاهد ظريفة على أجهزتم النقالة..!

    ردحذف
  2. جميع القطريين على اختلاف مستوياتهم الماديه لديهم مجالس فهى سمه عامه, التركيز على الشكل ليس مهما ويدركه القطريون فهم يقيمون المجالس بأهلها وروادها, نوعية الحديث داخل المجلس تختلف باختلاف الثقافات القائمه فيه ولكن المهم فكرة المجلس كمكان لتبادل الاحاديث والرأى إن لزم وشكرا يا ام حسن"

    ردحذف