الأربعاء، 9 فبراير 2011

سقوط النخب بين النظام وحركة الشارع






المشهد  كبير وعريض ويمكن إيتيانه من أى جهه أو منحنى , لايدرك مدى التغير القادم إلا من له قدره على الا ستبصار , الرهان  اليوم على المواطن  الذى يفرض رأيه على المشهد , عليه ان لايضيع مثل هذه الفرصه السانحه , قد لاتعود إلا بعد عصر من الزمان يفرض على الاجيال مزيدا من التأخر والعجز. على الشارع أن يفرض نفسه وممثليه . يتحرك الشاعر  بفعل  وبتوجيه وبتصور  لاشك فى ذلك , قد يكون ذلك التحرك ايديولوجيا و وقد يكون  غريزيا  للمحافظة على الحياه. التحرك الايديولوجى  للشارع  غير موجود فى الشارع العربى لطبيعيته الديمقراطيه أصلا . فالايديولوجيا بمفهومها السياسى خارج الاطار العربى. نعم هناك نخب  أيديولوجيه ولكنها اعجز من  تفعيل حركة الشارع لاسباب عده , منها غياب الاحزاب المفعله للإطار الأيديولوجى ثم إقصائها للاخرين ومنها كذلك عقيدتها  المغلقه  التى لاتستوعب الاختلاف. بالاضافة الى اسلوبها الوصولى  الذى افقدها ثقة الشارع  تاريخيا فهى فى موضع شك ولا تزال ولى هنا أن أشير الى بعض الملاحظات.

أولا: إذا لم يكن هناك إطار  سياسى تتحرك فيه النخب  بإيديولوجياتها المختلفه , فلن تكون ذات فاعليه ولن تنشط أبعد من إطارها واهدافها الفئويه الضيقه  , وهو ما تعانى منه النخبه العربيه على إتساع الارض العرض , تسرب هنا وهناك وإنشاق فى موقع وآخر , وإلتحام بالسلطه حينا , وطلاقها بائنٌ معها أحيانا أخرى..
ثانيا: اذا لم  تتمكن  هذه النخب من ردم الهوه بين الشارع والنظام  بشكل يجعل من النظام  مدفوعا على معاملتها وأعتبارها جزء لايتجزأ من الشارع مصدر التغيير الحقيقى  فلا وزن لها مهما عقدت من إجتماعات  ومؤتمرات وهذا الأمر واضح كل الوضوح فى مسرح السياسه العربى و نخب تتحرك ميدانيا داخل الفنادق وأروقتها بينما الشارع يسيل فى جنبيها دون استشعار لهذا الحراك.

ثالثا: أظهر الوضع إرتباك النخب على أشكالها وجعلها تتداعى الى قصعتها , محاولة منها لركوب  تيار الشارع  والاستئثار بجزء منه, فهاهى لجنة الحكماء من النخب  , وهاهم الاخوان المسلمون  واستنجادهم داخليا وخارجيا  بالقرضاوى وغيره  للإنخراط بالشباب فى الشارع , بغية التقرب من مصدر تفجر الافكار  المفاجىء لهم جميعا.
رابعا:  الاتجاه الايديولوجى  لايعنى القدره على التغيير , فالقدره على التغيير تعنى حركه وتضحيه ومواجهة  واضحه مع النظام , وهو ما لاتقدر على إتيانه كثيرا من النخب فهى تعيش فى المنطقه"الرماديه" بين الفكر والنظام إذا أحسن فلها ,إذا أساء واقترب موعد زواله فلها كذلك حق التصرف والالتفاف.
خامسا:من فضائل الازمات أنها تفرض حقائق جرى إستبعادها وتجاهلها طويلا بالرغم من ثباتها كذلك ولكن التوازنات السياسيه قد تغفلها ولا  تتكترث بها طويلا: فضيلة الحوار وكأن الامر جديد على أولى الالباب , يتداعى الجميع اليوم للحوار ويطالب به حتى مع من يرفض الاعتراف بوجوده سابقا, كموقف السلطه المصريه مع الأخوان المسلمين, من اللاعتراف الى الحوار مباشرة, ففرح النظام هنا يوازى فرح النخبه " الاخوان" وذلك بفعل طرف آخر له مطالبه الخاصه وقد قد لايمثل ذلك الاخوان ولا غيرهم.

سادسا: إعادة الاعتبار للأجيال وكسر مسلمات  الامتداد الوصائى لجيل على آخر أو لفكر على فكر, هذه مسلمه لدى الغير  هناك ترتيب للمواقف والافعال من كان يتحرك فى السبعينيات مثل كيسنجر , يمكنه اليوم أن يوصى أو يقترح لاغير , منطق العصر, بينما يشيخ الولدان فى عالمنا مع فكر واحد وبرنامج واحد وشخص واحد , حتى إذا مات , إنبرى تلاميذه يكررون ذلك كتكرار البغبغاء.

إن أزمة الامه تتمثل فى عدم إدراكها للعصر   ولاللإنسان ومحدوديته ,  وفى إغفالها للحاضر  على حساب الماضى كذلك  وعلى إعتبار أن الخبره هى النشاط  والفعل , وعلى إعتبار أن  أن الحاضر لايمكن أن يثمر حتى يصبح ما ضيا, فأى مستقبل ننتظر ونحن نريد منه أن يتحول الى ماض أولا حتى  ندخله فى الإعتبار وفى الوعى. إن الامم  الواعيه هى تلك التى تجعل من الزمان كله مستقبلا , لاغير وهل وجد ت إنسانا اليوم لايفكر فى ساعته القادمه وإحتمالاتها. إنه المستقبل فقط ولذلك تسيد الشباب الموقف , وإن حاول بعض الماضى أن يندس  بين فجوات الزمن ولكنه سيسقط بين  هذه الفجوات إلا من نصيحه أو خبرة ترتجى أو وصيه    تُحىٌ ألباب قوم يعلمون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق