الجمعة، 11 فبراير 2011

ذهب المستبد فهل يذهب الاستبداد

ذهب المستبد  فهل يذهب الاستبداد؟


مشكلتنا فى عالمنا العربى ليست فى وجود المستبد لأنه راحل  لامحاله, مشكلتنا فى وجود الاستبداد كثقافه, رحل مستبدون كثيرون وطغاة عديدون ولكن إستمر الاستبداد  ولم يرحل الطغيان. إن أهمية الثوره فى أى مكان فى العالم  فى كونها تقوم على عملية إحلال ثقافى لمفاهيم جديده , الشارع يفرض روحه ,حيث البسطاء يتكلمون عن أحلامهم وأمانيهم, هى تختلف عن  عملية الاستيلاء على السلطه  بأى إسلوب كان , سواء انقلاب عسكرى أو إنقلاب من داخل القصر أو من سواهما من أشكال  التغير الفوقى الذى لايلامس ولا ينتج مفاهيم جديده  وبالتالى  لايتعدى كونه إجراء عملى  أو جراحه خارجيه لتغيير الشكل فقط ولا يحتمل أى بعد ثقافى قادر على تدشين مرحلة جديده فارقه. من هنا يأتى استبشارنا بالثوره المصريه وبالثورة التونسيه قبلها , ويجعلنا نستشرف عصرا ثقافيا جديدا  يذهب فيه الاستبداد أولا لكى لاينتج المستبد, عصرا خاليا من الطغيان  لامكان للطغاه فيه, عصرا خاليا من العبوديه  أو نظام السخره . هذا هو منطق الثورات  الشامله التى تفجرها الشعوب  بدماء البسطاء من الناس ولنا فى الاشاره هنا الى بعض الملاحظات.   
أولا:  يجب القطع مع مكونات  ثقافة الاستبداد  التى تنتج المستبد فى نهاية المطاف  ولقد رأينا الرئيس مبارك فى خطاباته الاخيره يُذكر الشعب بفترات سابقه له لم يكن فيها مستبدا بل كان وطنيا  صادقا , وكأنه يقول  أن ثقافتكم هى من جعلنى مستبدا و كما قال نابليون مره "أنه ليس مستبدا  ولكن الشعب هو من اراده كذلك.

ثانيا:أول مكونات الاستبداد تتمثل فى جمع السلطه مع الثروه أو مع إقتصاد البلد وقد ذكر إبن خلدون مره بأنه لايجتمع السوق مع السلطه.فيفسد الاثنان.

ثالثا: لايجتمع الدين مع السياسه  لإختلاف طبيعتهما فلذلك كانت الدوله الدينيه ولاتزال وبالا على الشعوب , الدين يبرر والسلطان  ينفذ ويجنى ويستبد بأسم الدين

رابعا: يأتى دور النخب بعد الثوره  لاعمال التوازن والائتلاف المطلوب  وليس لسرقة المكتسبات  التى يحققها بسطاء الشارع  بدمائهم.

خامسا: دور الجيش هام جدا هنا فلذلك تحرص الدول  على أهمية أن يكون فعلا جيشا وطنيا , مرتبطا بتراب الوطن ,

سادسا: مشاركة الجميع فى صياغة الدستور الذى يكون رادعا وحائلا دون  رجوع ثقافة الاستبداد والتمييز. ومشتملا على كل ماسبق
سابعا: العمل على إعادة بناء المواطن العربى  نفسيا  بل وإعادة ترتيب  وعيه  وتخليصه من الخوف المسيطر عليه دائما  وبإزالة  الشركيه الذهنيه القابعه  فى وعيه  وذلك عن طريق تبدل الشخوص  وتداول السلطه  والتركيز على أن البقاء للشعوب وليس للقاده , "نداء الثوره الحالى"  , يجب أن لايكون ومضه فقط تنسى مع القادم الجديد , بل لابد وأن يكون هو مايخالج الوعى دائما ويحكم التصرفات.
هذه بعض ملامح ثقافة الاستبداد التى يجب أن تزال لأن بقاءها واستمرارها  حتى مع تغير الاشخاص  لايضمن المستقبل ولا يحفظ للثورة مكتسباتها  أبدا حتى وإن أتى بعد قسم مثخن أو وعد ثقيل بالاصلاح , تحيه لشعب مصر ولشباب مصر ولعمال مصر ولشيوخ مصرفى ميدان التحرير وغيره من الأماكن وفى مقدمتهم الشيخ المحلاوى إمام مسجد الاسكندريه الذى يقول الحق وينطق بالنصح وهو فى قلب المعركه ووسط الجموع وفى مرأى من أعين البلطجيه.

هناك تعليق واحد:

  1. نعم اوافقك في كل ما تقوله واؤكد على انه لابد ان تعرف الشعوب انها لم تنتصر وان كان يحق لها الاحتفال ولكن اقصد انها في بداية درب النضال وكل مكتسب وكل ارض تحتلها وكل موقع تستحوذ عليه وكل قربان تقدمه ..سيكون عليها ان تطالب مقابله بمكتسب اخر وتحميه ..وتضحي من اجله . لقد بدأ الامر ولم ينته . فلنتعلم من الكفاح الممارسات والصمود والحيل واكتساب الخبرات وهو عمل يستغرق اجيالا.. لكي تمحى ثقافة الاستبداد وتتبدد .. و تغرس ثقافة سواها (ضدها وبديلا عنها) ويجب ان نحمي الغرس ونسقيه عرق ودموع ودماء . بقدر ما في كلامي من انشائية الا انه صادق وحقيقي

    ردحذف