الاثنين، 7 فبراير 2011

النظام يسقط الشعب أم الشعب يسقط النظام؟ "محاولة لإستعادة الهرم المقلوب"


 

شعار  الشعب يريد إسقاط النظام المرفوع منذ بداية الثوره فى مصر ولايزال مرفوعا حتى  الان له دلاله تاريخيه  كاشفه عن عمق الأزمه  التى تعانى منها شعوبنا العربيه. شعار بهذا الحجم  والشموليه  لم يكن ليتبلور  لولا  سيطرته على الوعى بحيث يفرض نفسه , والمطالبه بتنحية مبارك  رمز لتحقق هذا الشعار . إن مبارك رمز للنظام العربى  الذى يواجه اليوم  محاكمه تاريخيه شعبيه فى الشارع وأمام مرأى من العالم  ثمة  ملاحظات لابد من ذكرها هنا   :
أولا: عبر العقود الماضيه كان النظام هو من يسقط الشعب  والاستفتاءات  الرئاسيه  خير دليل على ذلك  فى كل الدول العربيه دون استثناء  فبالتالى اصبح النظام  وتزوير الاراده الشعبيه  هو القاعده  وهذا تجاوز  لايمكن الاستمرار معه الا بحاله من الطوارىء الدائمه المعلنه أو غير المعلنه.
ثانيا: لكى تستمر حالة القاعده" الاستثناء" هذه  يلجأ النظام العربى بدرجاته وعلى مستوياته فى إقامة بدائل  للقوى الوطنيه سواء كانت جيشا او طبقه أو شعبا, فيوجد  قوى أمنه الخاصه ويحرك فى الطبقات الاجتماعيه بطريقه  يخلخل فيها إمكانية الاجماع  فى حالة تحققه فيقرب طبقه وينشأ  حزبا  ويجذب طائفه أو يجتبى قبيله وهكذا  لحماية حالة الاشتثناء  التى يعايشها  ويمد من أجلها.

ثالثا: إبطال الفعل التاريخى للشعب بإستجداء الدين والتراث  والنظام الابوى . بقوانين مثل  قانون العيب وكبير العائله  والحفاظ على سمعة الرئيس وتاريخه   "وده مش من تاريخ الشعب المصرى " حسب قول رئيس الوزراء المصرى المعين  عند الحديث عن إمكانيه الرحيل لمبارك.....الخ  وفى غير مصر من الدول العربيه كذلك , كما جرى فى السودان إبان حكم نميرى والدعوه لتطبيق الشريعه ,  وتونس أيام المجاهد الاكبر  والنظام القبلى أيضا ليس بعيدا عن التأثيرات التاريخيه السلبيه  االذى يكرس  القبيله أو الطائفه على حساب الوطن ككل  فينسب الوطن للعائله أو للقبيله كالدوله الامويه أو العباسيه....الخ

رابعا:  مع أن فكرة الرحيل فكره  دينيه"وأستعدوا ليوم الرحيل" الا أن الانظمه العربيه لاتحبها وتتجنبها مع استعارتها لكثير من المفاهيم الدينيه كطاعة أولى الأمر والانصياع لهم خوف الفتنه الى غير ذلك. إلا أن فكرة الرحيل فى تضاد دائم وغير قابل  للطرح وبذلك حتى هاجس الرحيل الانسانى النفسى  يجرى استبعاده حتى اللحظه الاخيره الامر الذى يزيد من تورط السلطه العربيه فى البشاعه. لأن هاجس الرحيل مؤشر نفسى إنسانى  يكتمل مع مرور الزمن  وإستنفاذ العمرولكنه  لا يبدو كذلك  داخل أروقة السلطه العربيه , مبارك مثالا 84 سنه وزين العابدين 75سنه والباقون  كذلك كلما يتزايد العمر يتناقص الشعور بهاجس الرحيل مفارقه  بكل المعانى وتحت أى الصور.الا من رحم ربى.
 خامسا:مفهوم الاصلاح لدى النظام العربى مهترىء  يستعيره استعاره فقط  كيف يصلح الآن من لم  يصلح  عبر عقود؟ , كيف يصلح النظام من نفسه وهو  فى مرحلة ضعفه ما لم يقم به فى قوته . فالتنازلات تحت الضغوط ليست إصلاحا  وإنما إنتزاعا . الاصلاح مفهوم متكامل  يستند الى قوانين وانظمه ينصاع لها الجميع دون إستثناء , فالاصلاح عندما تطرحه السلطه او النظام العربى هو شماعة التمسك والتشبث بالسلطه  لا أكثر
سادسا: رغم دعاوى الاصلاحات الدستوريه الشائعه إلا أن النظام العربى يعمل على دمج السلطات مع بعضها تحت السلطه التنفيذيه وسيطرتها  وهذه اداه هامه جدا لاسقاط الشعب    فى كل حين أو إستفتاء  فى إشاره واضحه  لتأبيد الاستثناء القاعده المشار إليه.

ألآن : إن أمام الشعب العربى  فرصه اليوم كما نرى فى الحراك المصرى من إشاعه لمفاهيم دستوريه وبرلمانيه قد تكون جديده على الكثير ولكن اشاعتها وتداولها يجعل منها مرتكزا لثقافه جديده  للشارع العربى . ليس أمام الشعب العربى ولا أنظمته القادمه سوى الدساتير وتشكيل أسس الرقابه الشعبيه وتداول الرأى والمشوره  وتشكيل اللجان.  ربما يقدم لنا نظام مبارك  الراحل فرصه  ثمينه يدرك كل من عاشها معنى الحريه والديمقراطيه والدستور الديمقراطى والتعايش بين الاديان . إن ميدان التحرير اليوم , شمس اشعاع  تشرق على الارض العربيه ناشره ثقافتها الجديده , ثقافة الأمل والرجاء للإنسان العربى الذى طال به الليل حتى اضحى  سرمدا  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق