الأربعاء، 24 فبراير 2016

أنا"مهب رفيق" أنا قطري مثلك


مركز التدريب والتطوير المهني سابقا, كان من اجمل المشاريع التي أنشات في قطر , مع الاسف لم يستمر , كان هدفه إعداد جيل من الفنيين تحتاجه الدولة, رأيت كثير من الشباب ذوي المهارات الجديده في الكهرباء والحداده والنجاره, لو قدر له أن يستمر وأن يُدعم لحقق نتائج باهره , هناك اليوم مدرسة التقنيه على ما اعتقد"الصناعه" سابقا, ألا انها لاتأخذ نفس الزخم من الاهتمام المجتمعي والسبب ليس قصور في الدوله ولكن في نظرة الناس للعمل اليدوي بشكل خاص, والسبب الآخر هو التغيُر الذي أصاب نفوس الشباب لشيوع نمط الاستهلاك المسيطر اليوم على جميع مناحي الحياه الاجتماعيه, الاجيال السابقه , كان لديها استعداد وتقبل بعض الشىء للعمل اليدوي , حيث لم تنغمس في الاستهلاك , ولوكان هناك رعاية حقيقيه من ناحية الاجور والدرجات الوظيفيه لهذه الطبقه المهنيه المتوسطه لأمتلكنا كثير من الفنيين في جميع المجالات. العجيب ان معظم الفنيين من الاجانب سواء الاوربيين منهم أو الاسيويين كانوا بمستوي "البوليتكنيك" وهي معاهد متوسطه بمستوى مركز التدريب والتطوير السابق , لكن المجتمع كان وأعتقد أنه لايزال يرى من خلال عقدة الاجنبي , فنعاملهم معاملة كبار المهندسيين والمشرفيين في السكن وفي الاجور بينما هم فنيا بمستوى خريجي معهد التدريب ,عندما كنت مسؤولا من أحدى المؤسسات التي كان يعمل بها عدد من الانجليز والذين كانوا يحتلون اعلى المناصب, حين سألت عن شهاداتهم و, تفاجئت أنهم لايمتلكون في أحسن الاحوال شهادة "البولتكنيك" وتفاجأ بعضهم بالسؤال حيث كان يعتقد أن جنسيته كانت تكفي؟ أعرف شبابا تخرجوا من مركز التدريب على درجة عالية من الفنيه في العمل سواء الكهربائي أو الاعمال الفنية الاخرى أذكر أنني في بداية عملي في وزارة المواصلات أيام السيد عبدالله بن ناصر السويدي رحمه الله , أول وزير مواصلات في قطر , كنا في حاجة ماسة لكهربائي لإصلاح الإضاءه في مكتب الوزير ,وتم إحضار أحد الشباب الذي كان يلبس "البلسوت" الأزرق ومعه معداته وأخذ في العمل مدة اعتقد انها طالت بعض الشىء , فصحت به " رفيق متى فيه خلاص" لأتفاجأ برده العنيف قائلا" اشفيك أنا قطري مثلك" تمنيت ساعتها لو أن الارض تنشق وتبتلعني. لم اتوقع قط أن هذا الشاب قطري و كنت اعتقد أنه اسيوي بلا جدال , لم اكن متعودا على رؤية شاب قطري يلبس هذا وبيده "سكاريب ومسامير واسلاك" أدركت ساعتها اننا كمجتمع احيانا نكون جزءا من المشكلة التي نسعى لحلها , لعدم ثقتنا في أنفسنا وتأثرنا ثقافيا بما يسمى ثقافة "التابع" وهناك أمثلة كثيره لو تتهيأ الفرصة لذكرتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق