الخميس، 9 مارس 2017

يا أغنياء "الريع" تحملوا مسؤوليتكم

كيفية خلق الثروة قبل النظر في اقتسامها  أمر جدير بالنظر. وكيفية توزيع الدخل  في المجتمع الريعي أمر في غاية الخطر, أعتقد الآن  بعد ظهور بوادر طبقية  واضحة في المجتمع لم تكن لتظهر أو لتبدو في السابق , وبعدما اتجهت سياسة الانفاق  الى الانحياز للاغنياء أو لخلق طبقة غنية , ان يتجه  التفكير في توظيف هذه السياسة لتحفيز النمو  وليس لمزيد من الطبقية الحادة ,  في الدولة الرأسمالية تتجه السياسة المنحازه للاغنياء بهدف  أنها في النهاية ستتقاطر على الفقراء وستعزز النمو, بدلا من السياسة المتجهة للفقراء التي ستضعف النمو, لكن في المجتمع الريعي  تبدو  السياسة المنحازة للأغنياء قاتلة للفقراء, مالم يتبعها  إجراءات حقيقية تجعلها قاطرة للنمو المستهدف  في طبقات المتجمع الفقيرة, الذي يحصل أنه لايحدث تقاطر  بإتجاه الأسفل بهدف النمو  وانما بهدف الاستغلال  , فإعادة التفكير في هذه السياسة أمر هام جدا , ولعل هناك وثوق كبير في أن السياسة الاقتصادية المتجه للأسفل أو بتوزيع الدخل للأسفل للفقراء أكثر نجاعة من توزيعه على الأغنياء  إذا لم يتحول  لقاطرة نمو حقيقية, فالاتجاة لفرض ضرائب على الأغنياء أعتقد انه سياسة سيكون التفكير فيها جديا إذا ما حاول المجتمع الحفاظ على استقراره  ووسطيتة , أو بمطالبتهم "الأغنياء" بإستثمار أعلى  داخل مجتمعاتهم بحيث يحمي الفقراء  من الازدياد فقرا, فزيادة الانفاق على الأغنياء لايجعل بقية المجتمع  غنيا دون هاذين السبيلين , فرض ضرائب أو بإستثمار توازني أعلى داخل المجتمع من خلال إجراءات تشجيعية   ثم تقاسم  هذا النمو بشكل يحفظ رفاه نسبي للمجتمع, إن مانراه من تكدس  هائل للثروة في أيدي قليله بدون تمريرها إلى الأسفل أمر في غاية الغرابة والخطورة, على الأغنياء أن يتحملوا مسؤولياتهم أمام مجتمعهم , كما على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها أمام المجتمع ككل بالتدخل لحفظ التوازن في  توزيع الدخل , نحن مطالبون بذلك دينيا قبل أي شيء آخر من خلال فريضة الزكاة  التي لانذكرها الا عندما نسأل عن أركان الإسلام  وليس لها آلية واضحة , ناهيك عن مسؤوليتنا الاجتماعية في ثروة هذا البلد  وأجيالة القادمة , علينا أن ندرك أن مفهوم الفقر في مجتمعنا قد تغير , كما أن مفهوم الغنى كذلك قد تغير , تسابقنا في البنيان  وتطاولنا في الكرم  الممجوج حتى أصبح  بذخا فاقعا يسىء الى إنسانية صاحبة, فأصبح الغني هو المجاهره بالنعمة بشكل الهدف من وراءة تعزيز المكانة الاجتماعية وهذا إصطناع وزيف, والفقير هو من يشعر بالخوف من عدم تمكنه من الحصول على قطعة من الكعكة التي توزع.
نحن نعيش بلا قاعدة إنتاجية حقيقية , فالغني فينا على المعظم, غنىُ بفعل الريع المباشر   والفقير فينا من لم يحصل على جزء من هذا الريع بشكل أو بآخر أو لسبب أو لآخر, فليس هناك داع لكل هذا التنكر  لواقعنا , بودي لونتنبه قليلا  ونعيد استثمار أموالنا في الداخل على شكل مشاريع اجتماعية  أو توزيع الدخل الى الأسفل بشكل لايترك طبقة  إجتماعية فقيرة أو تعاني من شظف العيش وحرمان الحياة.كان استثمارنا انجع في السابق سواء في المجال الاجتماعي او الثقافي , علينا أن نقارن مثلا بين إصدار مجلة الدوحة  في حينه  ومسابقة القلائل وكلاهما فعلان ثقافيان , لكن اصدار مجلة الدوحة  كان يمتلك تقاطر النمو الى أسفل , بينما مسابقة القلائل , إنفاق في الطبقة الغنية ولايمتلك مردود التقاطر الى أسفل, وهناك العديد من الأمثلة , حتى وصل بنا الحال الى بروز  طبقية  في المجتمع تزداد يوما بعد آخر وقد يصبح علاجها عسيرا إذا لم نتدارك الوضع ونضع الحلول  لدخل أكثر عدالة.
"اللهم إجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه" 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق