الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021

المرشحون وفخ الهوية

 

 

جميع برامج الاخوة المرشحين الذين استمعت لهم طالبوا بأهمية المحافظة على الهوية القطرية, ولم يشرح احداً منهم مالمقصود بالهوية القطرية؟ ولا كيفية المحافظة عليها؟  الحقيقة ان الهوية مابه تكون  لاتستطيع ان تثبته ولكن تستطيع ان تكونه  فقط  , الذين يعتقدون ان الهوية شيئاً يجب الدفاع عنه مخطئون , وجودك وكينونتك هي هويتك , كيف يمكنني ان ادافع عن كوني قطري , الكينونة وجود متحقق ذو بعد انطولوجي زمني ؟ما يفيض عن كينونتي  من مظاهر تدل عليها زمنية الطابع وقابلة للتغير والتبدل مع الوقت فهي ليست كذلك موضوعاً للدفاع عنها, لأنها عرضة للزمن وتغيراته كما قلت سواء زي او تقاليد او عادات.ولكن قد تكون موضوعاً للمحافظة , ولو لاحظنا ان كثير من العادات تغيرت والسلوكيات كذلك بل ان مفهوم الكرم  ذاته وهو مفهوم جلل في مجتمعاتنا لم يعد يحمل نفس المعنى الذي كان يحمله في السابق  وحتى طريقة اللبس  و قديماً لايخرج الرجل من منزله الا مرتدياً البشت , وكنا نرى الجميع في سوق واقف  يرتدي بشتاً , اليوم نادراً ماترى ذلك الا في حفلات الزواج او مناسبة جداً رسمية .علينا ان نفرق بين الذات وهي موجودة ولا تحتاج الى حماية الا في حالة تعرضها للإبادة, وبين الشخصية وهي الاطار رسمي  تمنحه الدولة لمواطنيها من خلال قانون الجنسية والامتيازات المتحصلة والمترتبة على ذلك , ما يعتقده الاخوان انه هوية هي أمور متعلقة بالشخصية القطرية وليس بالهوية القطرية  وبعضها يخص المجتمع والبعض الاخر  امور سيادية , علم الدولة, شعار الدولة, النشيد  الوطني  تعني بها الدولة, الهوية هي كينونة الانسان القطري,  ماأراه مهماً ليس الدفاع عن الهوية ولكن  ماهي الوسيلة التي تجعل من امكانية التطابق  والاستيعاب بين الهوية والشخصيةالرسمية المكتسبة في مجتمعاتنا في اعلى درجاتها.من خلال قوانين  وتشريعات متقدمة تضع الامن والاستقرار في بؤرة الوعي . الاشكالية التي تعاني منها دول الخليج ,ان  كثيرون ممن يمتلكون الهوية   لايتحصلون على الشخصية  الرسمية للدولة  الذي اشرت اليه " ظاهرة البدون على مستوى الخليج" مثالاً وكذلك ما حصل مؤخراً عندنا دليلاً على ذلك , فليس هناك خوف على الهوية ماثلاً  ولا حتى مستقبلاً, لكن يجب ان يكون هناك سعي  وعمل وادراك على استيعاب الشخصية الرسمية لأكثر محتوى من الهوية بشكل  يعزز وجود الدولة ويحمي الانسان ويكفل له حريته وأمنه ومستقبل اجياله.  دولنا ستتجه راضية او مجبرة لأن تصبح مجتمعات العلاقة فيها وسطية  وستختفي جذور التأسيس مع الوقت مثل النبات الذي ينتشر على الارض بلا جذر .  اذا لم نخرج من سجن الهوية الى افق  الشخصية المدنية سنظل نحتاط من وهَم  الغياب ونحن في عين الوجود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق