الاثنين، 27 سبتمبر 2021

إشــكاليـــة الانتخاب فـــي مجــتـمـــع منــجـــز

 

J 

الفرق بين التعامل مع الواقع وبناء الواقع نفسه يحدد في اعتقادي وظيفة الثقافة في المجتمع، المجتمع الذي بنى نفسه يختلف عن المجتمع المُنجز، الاول شارك التفاعل في بنائه بينما الآخر اكتفى النقد بالاشارة إلى عثراته ومشاكله وتخبطاته واقصد بالثقافة هنا حركة المجتمع ورؤيته حول حاضره ومستقبله. الثقافةفي الاول حركة بنيوية بينما في الآخر هي بنية فوقية قد تتعمق إذا ما سمح لها وقد تكتفي بوضعها الفوقي وتؤرشف في أدبيات المجتمع لا غير. يدخل اليوم  مجتمعناعصر الانتخاب لاول مجلس تشريعي في تاريخ البلاد   بينما يتصدر الموقف    المثقف التقليدي  الحكومي  وتتصدر كذلك الصحافة الحكوميه والقنوات الجكومية  المشهد الاعلامي وهي بناءات منجزة سابقاً بينما فكرة الانتخاب تعني التغير والتجدد باستمرار لذلك فإن مفهوم االمثقف العضوي  بعد هذا الانجاز المتمثل في انتخاب مجلس تشريعي  يجب ان يحل  محل مفهوم  المثقف الحكومي , بحيث تصبح الثقافة حركة عضوية داخل المجلس ونكون بصدد مجتمع متحرك باستمرار نحو غاياته واهدافة , الفرق المفترض أن يحدث بعد قيام المجلس المنتخب أن  يسري في جميع اوصال المجتمع لا يستثنى   احدأ  ويصبح فوق وعلى الجميع  . الدستور  لا القبيلة ولا الطائفة  على امل ان نضع معادلة معقولة بينه وبين الفكرة التي اسس عليها قانون  الانتخاب  في اقرب فرصة ممكنه, المواطن في مرحلة ماقبل المجلس ضيف يحتاج رعاية بينما  بعده  لبنة من لبنات المجتمع يحمية الدستور وتصون حقوقة القوانين  , كذلك  الوضع بالنسبة للصحافة  والكُتاب وللإعلام عموماً  وللحريات بشكل اوسع عيون وآذان وضمير المجتمع   , الثقافة في المجتمع   بناء وهيكل وليست مجرد رداء قد يلزم وقد لا يلزم.   الثروة  وسيلة لتوفير رفاهية وامن وسلامة الوطن والمواطن وليست  غاية وهدف , هذه بعض تصورات لمايجب ان تكون عليه عملية العبور من مرحلة ماقبل المجلس المنتخب الى مرحلة ما بعده . من المفترض ان يتم    التغيير بطريقة نقدية ذاتية و مراجعات  واصلاح بأثر رجعي ما يمكن اصلاحه  على اعتبار ان الوجود الاصل للوطن وليس المواطن سوى امتداد لهذا الوجود فاستمراره يتطلب تطورالاصل بما يفيض به على امتداده وظله,   في اعتقادي ان حدث الانتخابات الحرة لهيئة تشريعية في اي بلد هي بمثابة استقلال ثان بعد استقلاله من براثن الاستعمار الخارجي لذلك كان حرصي كبيراً على نقد التجربة بإخلاص  ومحبة, سأصفق لها بلا شك ولكن بعد أن اسلط الضوء على نواقصها ولن أفعل كما فعل الكثير التحاقاًعلى حساب وجودهم وعقولهم, من واجب المواطن المخلص لوطنه ولقيادته أن يكون أميناً  في اسداء النصيحة  مسؤؤلية أمام الله قبل البشر  وإن لم يمتطي صهوة حصان الترشيح ولم يركب فرس الرهان , مجتمعنا منجز مسبقاً ولكن لايمنع ذلك  من العمل على  فتح قوسين الانجاز نحو انجاز مستمر , أسأل الله ان يلهمنا من أمرنا رشدا.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق