الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

عندما تتحرش الحكومه بالمواطن


إرتبط مفهوم التحرش في االذهنيه العربيه عامة بالجنس , لكنه في الحقيقه يحتمل معان عدة حيث أنه يثير المشاعر ويدفعها نحو التأفف والاشمئزاز , لأنه فعل ضد التوقعات وضد ماتمليه الفطره السليمه. يتوقع من الانسان أيا كان منصبه أوو ظيفته أن يتصرف ضمن نطاق أخلاقي معين متعارف به داخل المجتمع , يبدأ التحرش عندما يحدث العكس تماما ويصل الى ذروته حينما يكون ضد الجنس الاخر. ولكن كيف تتحرش الحكومه ؟ نطاقي التحرش هنا هما , الحكومة والمواطن , يتوقع المواطن من الحكومة أداء يرتقي الى مستوى المواطنه دائما , فإذا أخلت الحكومه بهذا المستوى دخلت ضمن مفهوم التحرش بالمواطن .عندما تضع الحكومة مؤشرات وملصقات توجه من خلالها المواطن الى الالتزام بدوره في المجتمع , ثم لايرتقي أداءها الى مستوى شعاراتها يصبح المواطن في وضع المتحرش به وعليه أن يدافع عن نفسه ويرفع صوته ويبدي إستغرابه , عندما تضع الحكومة شعار "قطر تستحق الأفضل" ثم نجد أن أداءها لايرتقي الى مستوى الفضل في حد ذاته , عندما ترفع هذا الشعار على مشاريعها الكبيره من شوارع وطرقات ومبان ثم لاتحتمل هذه المشاريع وهذه الطرقات ساعة واحدة من مطر منهمر حتى تصبح برك السباحه بالمجان بدلا من الشوارع, يصبح شعارها "المواطن يستحق التحرش" وليس الأفضل, عندما تضع إدارة المرور الرادارات المخفيه والمتحركه اصطيادا في ماء عكر لترفع من إيراداتها , تتحرش الحكومة بالمواطن, عندما تغيب الشفافيه يبدأ التحرش في الظهور , المواطن صادق ويصدق دائما ماتقوله حكومته , لكن ينتهي الأمر غالبا بأنه يقع فريسة لتحرشها أكثر من كونه هدفا للتنميه. مطر الاسبوع الماضي فضح مفهوم الافضليه التي تدعوا الحكومة الى تبنيه من أجل الوطن والمواطن , أكبر شوارع الدوله وأحدثها إختفى تماما من الخارطه بعد أقل من ساعتين جميلتين عاشتهما البلاد تحت وابل كريم من مطر منتظر , صور المواطنين عبر الواتس أب والانستغرام وهم يخوضون برك الماء وسط الشوارع المفترضه في صحراء خاليه لايعقيها جبال ولا إنحدارات تجعل من التخطيط شأنا عظيما. أرض منبسطه في صحراء مستويه , كيف تستوي شوارعنا تحت منسوبي مياه الامطار الموسميه بهذه الصوره , ماذا لوإستمر المطر فترة أطول ؟ ماذا عن الدوارات؟ إذا كان البر وهو هبة المطر لانستطيع التخطيط له بشكل يجعل من الامطار نعمة وليست نقمه فما بالنا بالمدينة إذن , أين شعار قطر تستحق الافضل , أليس هذا هو قمة التحرش بالمواطن ؟أن يكون هدفا وضحية في نفس الوقت , أليس عدم وجود غرفة لمواطن مريض في مستشفى حمد تحرشا بالمواطن؟, أليس عدم وجود مواقف للمراجعين أمام مؤسسة حكومية يوميه تحرش بالمواطن ؟؟ عندما يخرج المواطن من بيته صباحا يستمر ملصق وشعار "قطر تستحق الافضل" طول الطريق , ويبدأ معه كذلك مستوى التحرش بالارتفاع شيئا فشيئا حتى يعود ثانية الى بيته , لكن ان يكون المطر وهو الخير العام الذي يهرع المواطن اليه فارا من زحمة الشوارع وتكدس السير والسيارات الى البر الى الفضاء الرحب مثارا للتحرش كذلك فهذه قصة أخرى تستحق شعار آخر هو" لا للتحرش بالمواطن والوطن"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق