الأربعاء، 4 مايو 2011

الدوله والبنيه الإجتماعيه : المثلث المقلوب



إذا كانت البنى الإجتماعيه فى المجتمع أعجز فى التعبير عن ذاتها أمام الدوله, فاننا أمام تحولات  لايمكن التنبؤ بمسارها وشكلها, ناهيك عن أنه إساسا ومن المفروض أن تكون الدوله تمظهرا توافقيا لطبيعة هذه البنى الإجتماعيه, وهو مايبرز اليوم أو فى طريقه للبروز رغم المعاناه ولو بعد حين فى بلدان الثورات العربيه القائمه الآن. فى الدول العربيه التقليديه التى لم تصلها الثورات , البنى الاجتماعيه لاتشكل الدوله وإنما تختفى تحت عباءتها, والدوله ذاتها  بنيه إجتماعيه مسيطره تحت مسمى دوله. البنى الأجتماعيه المسيطره فى المجتمعات التقليديه هى محصله تاريخيه لإلتقاء القوه بالفرصه التاريخيه. تصبح البنيه الإجتماعيه عائق للتطور إذا  لم تعبر عن ذاتها بشكل مستقل وذاتى. وهى سواء كانت  طبقه, أو طائفه أو قبيله  أو جماعه, فى حالة إستيلابها سياسيا أو دينيا أو جهويا كما مشاهد فى مجتمعاتنا التقليديه , عنصر إستقرار ,أما فى حالة تمردها ونشوزها على الإستلاب  بأنواعه المذكوره فتصبح مشروع تغيير راديكالى, طبقة الشباب  المنهك , هو من أشعل ثورتى تونس ومصر, والطائفه الشيعيه أساسا فى البحرين هى من تمرد على النظام ,  والطبقه  والقبيله أسا سا التمرد فى اليمن , وفى سوريا الطبقه والطوائف الاخرى. تستكين البنى الإجتماعيه  لمدد طويله  ولكن التعبير عن ذاتها هو محور التطور للوطن وأول مهام صناعه الدوله المدنيه. عالمنا العربى يعايش اليوم  نهوض هذه البنى الإجتماعيه فيه بدورها التاريخى. على الدوله أن تكون من الاتساع لتحركات هذا البنى لأن الصدام كما نرى محسوم لها ولنضالها ومطالبها. على البنيه الإجتماعيه  أن تتخلص من علاتها حتى تتمكن من أداءها لدورها  المرتقب وفى مقدمة هذا الدور. التعبير سلميا عن ذاتها ومطالبها,فالملاحظ فى مجتمعاتنا أن  هذه البنى الإجتماعيه بُنى  التحاقيه وليست ذاتيه الوجود والمطلب, فالقبيله مدمجه فى النظام والطائفه ملحقه بالدين والمراجع الدينيه, والطبقه صنيعة الدوله أو النظام. هنا  يظهر عدم قدرة هذه البنى على صياغة  متطلباتها  بشكل  , شمولى ,فأما تكلفة إعاده صياغه وبناء الدوله كما هو مشهود اليوم فى بعض بلداننا, وأما  بقاؤها مستلبه لهذه النخب. والإمعان فى التأجيل ليس أكثر.  الأنظمه تصر على بقاء هذه البنى الاجتماعيه مفرغه من المحتوى لزوم بقاءها أى الدوله أو النظام بالاحرى, فكلنا يعلم هشاشة القبيله فى الخليج رغم وجودها الديكورى الإحتفالى, وكلنا يعلم قدرة الأنظمه على إنشاء الطبقه  بدون إفراز حقيقى لوجودها من خلال السياسات السكانيه الجائره, وكلنا يدرك  التمييز على أسس بعيده عن المواطنه وإحقيتها سواء كانت هذه الأسس دينيه أم عرقي أم غير ذلك. السياسه فى منطقتنا  مرهونه بتطور هذه البنى , فالذى نعايشه حقيقة ليست السياسه بمعناها  الحقيقى  الذى نعايشه لايتعدى كونه عمليه إخضاع ودمج , هذا ما ثارت عليه مجتمعاتنا العربيه , رغم وجود "الاحزاب" السياسيه      , والكتاب ألآخضر , بل والدين وإستخداماته السياسيه  فى التحريك هنا وفى التثبيت هناك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق