الثلاثاء، 26 أبريل 2011

إعادة صياغة الذهنيه العربيه مدنيا

صياغه مدنيه للذهنيه العربيه العسكريه

فى المجتمع الديمقراطى لايحتاج الشعب الى قائد, المجتمع الديمقراطى المدنى بالضروره لديه برنامج  ورئيس يعمل على تنفيذه. عسكرة العقليه العربيه جعلت من القائد ضروره حتميه  لحياه مدنيه لايجيد فنونها فيعمل بالتالى على عسكرتها بشكل أوبآخر لتناسبه, فيبدأ حلما لينتهى كابوسا . قبل أقل من عقدين من الزمان كان القاده العسكر يحكمون أمريكا الجنوبيه والان يحكم أكبر دولتين فيها نساء. هما زعيمتا حزبين مدنيين. فى الارجنتين والبرازيل. حتى القاده العسكريين فى أكبر جيوش العالم اليوم اصبحوا ضمن برنامج معين ومحدد ويحالون الى التقاعد الواحد تلو الاخر سنويا رغم خبراتهم  وقدراتهم. الدوله المدنيه حَدت  وحصرت من تأثير الكاريزما  وقيدت من  إطارها وزمنها,كنيدى وكلنتون مثاليين لهذه الكاريزما  المدنيه. مجتمع اليوم هو مجتمع التوافقات القائمه على البرامج السياسيه وإمكانية تعديلها بأستمرار.. فلسنا بحاجه الى قاده بالمعنى السائد فى الذهنيه العربيه حتى اليوم.إذا إستطاعت التحولات التى أحدثتها الثورات العربيه حتى اليوم  فى تحويل مفهوم القائد  من مكانه فى هذه الذهنيه الى  مفهوم رئيس برنامج عمل ينفذ سياسه "كما فى النظام البرلمانى" أو    ملك "دستورى يملك ولايحكم  لإصبح المستقبل مختلف ومشرق  لاشك. هذا هو التحول الثقافى المرجو الذى أشرت اليه فى مقال سابق. التحول الذهنى  ضرورى أولا لأنه سيدفع فى إتجاه الممارسه والفعل. لاتزال العقليه العربيه غير قادره على إدراك ذلك ولايزال القائد كصوره تمثل الخلاص. قائمه فى الذهنيه العربيه , الترشيحات المسبقه  لصور ذهنيه لشخصيات  سياسيه  مثال واضح على ذلك . الحياه الحزبيه تنتج قاده ولكن على مستوى مختلف , فهم قاده طالما هم قادرون على تنفيذ برنامج الحزب  وتحسين أدائه وجاذبيته لدى المنتخبين,  هم إذن إنتاج لعقليه مدنيه ترى  فى القائد شخصيه تكنوقراطيه  لاأكثر, بالطبع لايستوى ذلك حتى فى أحزابنا العربيه لإختلاف الذهنيه كما أشرت فقائد الحزب أو رئيسه , صوره مصغره عن قائد البلد وشعبه , يبدأ ديكتاتورا وينتهى بتوريث رئاسته لابنه أو لأحد من أقاربه حتى عُرفت أحزاب بأسماء عائلاتها ومتنفذيها. إذا كنا سنبحث من اليوم لقاده لمابعد الثورات  القائمه وسنلجأ للذهنيه الدينيه التى ترى الخلاص متمثلا فى قائد ترسله السماء. وليس علينا فقط سوى تعقبه وإكتشافه ,فثوراتنا لن تتعدى كونها من سنن الابدال الالهيه , وستفتقد بالضروره الاراده الانسانيه  الحقيقيه والمستمره والواعيه. لانُريد قادهَ  اليوم , نحتاج الى توافق إجتماعى, لانتطلع الى زعيم , بل نرنوا الى برنامج يضع الصالح العام للمجتمع فى مقدمة أولوياته , ولاتخافوا ولاتحزنوا  بعد ذلك سيصبح الجميع قاده  والكل زعماء ,  لأن الطريق واضح ومحدد ومتجدد بأستمرار  وقابل للإصلاح والتغيير , نريد قائد  بمواصفات البرنامج , لاقائدا يضع البرنامج , نريده منفذا لإراده جمعيه , لامتحكما فيها. العاده أن الثورات تصنع المفاهيم فأى مفهوم جديد للحكم ستضعه ثوراتنا هذا هو السؤال؟

هناك تعليق واحد:

  1. متى تتغير الذهنيه العربيه وكيف ؟ والكابوس الغيبى جاثم عليها ولا تنسى الخوف

    ردحذف