الجمعة، 29 أبريل 2011

الخوف على "نسبية" الثورات من "المطلق " الدينى



عندما أكتب منتقدا وملاحظا لبعض الممارسات"الدينيه" لايعنى بأننى أنتقد الدين ذاته,لأن الدين كامل ولايمثله أحد  يعانى من النقص كالبشر. اليوم بالذات علينا أن نكون أشد حذرا مما قبل  لأننا أمام انظار العالم نصنع تغييرا مشهودا يرقبه العالم بأجمعه ولايمكن لهذا التغير أو التطور أن يعيد عقارب الساعه الى الوراء ولى هنا إبداء بعض الملاحظات لتوضيح  بعض الأمور الهامه  التى أرجو أن يستوعبها القارىء  بتمييز وبتفهم  لابحكم مسبق  أو برأى مبستر:
أولا: الثورات التى قامت ولاتزال تقوم اليوم فى عالمنا العربى هى تمرد على واقع بشرى مطلق يمثله النظام وشخوصه , حيث أدت سنين التسلط والاستبداد الطويله الى أدخال الانسان الى دائرة المطلق ليحكم وكأنه إلها منشود ورب معبود.

ثانيا: إذن هى حركه طبيعه تعيد للإنسان "نسبيته " وتفتح أمامه الفرصه  لممارستها  وتقيم بالتالى شروط هذه النسبيه من,إبدال وإستبدال وتغيير فى النظم والشخوص  وتنشىء, بالتالى ثقافة المجتمع النسبى القابل للتطور مع العصر وهذا هو أول الطريق  الموصل للحكم الديمقراطى وأشكاله المختلفه, بمعنى القضاء على المطلق"البشرى"
  ثالثا:    إدخال  المطلق الدينى فى هذا التحرك البشرى المدنى , يفككه ويعطله ويقسمه ويذهب  بريحه الى مصلحة المطلق البشرى من حيث لايدرى البعض,  بمعنى من يحرم ويجرم ويهدر الدم بأسم الدين فى هذا الوقت بالذات لايخدم الدين ولا يخدم التحرك السياسى القائم ولا إرادة الشعوب , لانها منقسمه دينيا كطبيعه بشريه ولكنها ملتحمه سياسيا ومدنيا كمطالب مشروعه لها كشعوب , فصرف نظرها وتحريك  البعد الطائفى الكامن فيها  هو ما يبحث عنه "المطلق البشرى اليوم ,الانظمه والحكام لإعاده تقسيمها وتصارعها  وبذلك يقدم من يستخدم المطلق الدينى خدمة جليله جدا ومصيريه للأنظمه البائده وهو لايشعر.
رابعا: تعم الفوضى بعد كل ثوره هذا أمر طبيعى وقد تستمر وتكلف كثيرا , ولكن مع الوقت تتشكل الأحزاب  والكتل السياسيه, وهى عمليه نسبيه ضروريه للتقدم سياسيا, ولاتحتمل لا المطلق "البشرى" ولا المطلق "الدينى" كذلك. هنا يجب التعامل مع الاحزاب كفكر إنسانى بشرى , لايحكم بأسم الدينى ولابأس من أن تكون مرجعيته دينيه.  
خامسا: إعادة تشكيل "الكل" الوطنى بعيدا عن الهويات الجزئيه  فمطلق" المواطنه" هو المطلق الوحيد المقبول والذى يمكن له أن يدفع الى التقدم ,أن تقول أنا "مواطن" فهذا مطلق يقابله مطلق آخر بالنسبة لكل أفراد المجتمع, وهو مطلق متساو, ولايثير  النفس لأنه مطلق"  قانونى"وليس دينى أو طائفى أو جهوى. كلى خوفى من تحول هذا الحراك وهذه الثورات  الى حرب دينيه  فى المنطقه إذا أستمر إستخدام المطلق الدينى بكثره وأصبح الاقتتال  حوله بعيدا عن حياة التعايش النسبيه التى قامت أساسا من أجلها الثورات.


هذا ما أردت أن أشير اليه  ,بناء على قناعات أن كل منا يخطىء ويصيب , ويوخذ من كلامه ويرد.

هناك تعليق واحد:

  1. انتهازيه الاخوان وقفزهم الى حضن الثوره باشهار حزب وهم الذين ناهضوا الحزبيه واليوم يحاولون لا تجيير المكتسبات لصالحهم بل يسرقون رصيد جاهز بانتحال مسمى العداله والتنميه والحريه هذه التسميه او بعضها يوحي بان الاخوان يؤمنون بالتجربه التركيه او يستوحونها وهو امر غير حقيقي ولا مضمون ولا معلن . ربما يحفر الاخوان قبر الحركه ذاتها لانهم يضعونها على المحك ربما بالغوا او وجدوا انفسهم في الكورنر التاريخي وغامروا ..بكل شي طمعا في الكل شي

    ردحذف