الأحد، 28 يونيو 2015

الريع الديني



تعاني منطقتنا من شكلين من أشكال الريع , الشكل الاول هو الريع النفطي أما الشكل الثاني فهو الريع الديني.
الريع النفطي أُشبع بحثا وتقصيا منذ قيام الدوله في الخليج وكتب فيه وعنه الكثير الى درجة أنه وضعت سياسيات واستراتيجيات للخروج منه على مر العقود السابقه ولم تفلح الى اليوم من إخراج الدوله من تأثيراته السيئه على الاقتصاديه وعلى تبعية الدوله للخارج وعدم قيام تنميه مستقله تحفظ لها سيادتها واستقلالها.
النوع الاخر هو "الريع الديني" وهو الاخطر اليوم لماتمر به من المنطقه من حمى طائفيه بغيضه تكاد تأكل الاخضر واليابس ولاتوفر مسلما ولاكافر , ولكن ماهو "الريع الديني" الذي أقصده هو فهم النص فهما متعاليا على الواقع عابرا له ولمقتضياته ولظروفه , ومحاولة تطبيقه بهذا الشكل المتعال الذي جعله الله صالحا لكل زمان ومكان حتى تقوم الساعه من خلال تفسيراته للواقع وللظروف تماشيا معها ومع انغماس الانسان فيها حيث هو المقصود من النص , هذا الريع الديني الذي لم يعقلن بعد أو يتفاعل مع الواقع بشكل عقلاني وانساني , يجعل من الحياة دائما ساحة صراع ليس مع الغير المختلف دينيا فقط وانما حتى مع المماثل في الدين وفي العقيده لأن قراءته قراءة متعاليه ليست مراعيه للظروف ولا لتغيرها ., فإذا كان الريع الاقتصادي المتعالي انسانيا على بعض فئات المجتمع يشكل أحزمة فقر ومدن صفيح , فإن الريع الديني ينتج عنه إقصاء تام من الحياة ذاتها تحت مسميات الكفر والزندقه والمروق من الدين واستحقاق العقاب الالهي حسب قراءة أصحابه المتعاليه للنص وتفسيراتهم الضيقة له.
فإذا كان إيجابية الريع الاقتصادي تذهب للنخب الحاكمه والمتمكنه ودوائر حولها , فإن إيجابية الريع الديني تذهب لمشايخ الدين وعلماؤه الذين يوجهون اتباعهم ومريديهم حيث يزيد من تمكنهم وفرض شروطهم , فالفتوى اذا لم تراع الواقع فهي ريع , والحكم اذا متعاليا كالحاكمية لله فقط دون تفصيل وادراك لعمومية اللفظ وخصوصية الواقع فهو ريع,وإذا عزل المسجد عن المجتمغ أنتج ريع , ومن اشكال الريع الديني كذلك هؤلاء المشايخ المتزايد عددهم يوما بعد يوم , المتفنون في تقديم برامجهم بحيث لكل قناة مظهر مختلف وعرض مختلف وموضوع مختلف, بدأنا ببرامج الوعظ الديني المختصر, وانتقلنا برامج الرؤيا وتفسير الاحلام والحياه الزوجيه الدينيه , وإنتهينا بالتمثيل , فهاهو أحدهم يقول أنني مثلت فيلما , وآخر مثلت وقصة إيمانه وورعه أمامه في سابقه لم نعهدها قبل ذلك في الاحياء , فكل ماكنا نشاهده هو إعادة لتصوير أحداث وشخصات اسلاميه رحلت مما يضفي على الواقع شعورا ايجابيا , ولايُحمل الواقع تبعات ما قد يحصل أو يصدر مستقبلا منها .فيما لو تغيرت الظروف , كل هذا يشكل ريعا دينيا يقفز على الواقع وتدرجه بإيجاد صور وشخصيات مكتمله تماما , ونحن ندرك بأن المسلم حالة الصيروره المتمسكة بدينها كالقابض على الجمر الذي يسأل ربه الثبات والعون حتى يلقاه ز جميع شيوخنا محترمين وموقرين لكن ادعوهم ألا أن لايتحولوا لشكل من اشكال الريع , وأن لايحولوا الدين الى ذلك ايضا .كان في مشايخنا فيما سبق عزوفا إرتفع بالدين وورعا حفظ له ولهم مكانتهم ومسافتهم , نسأل الله ان يهدينا جميعا لما يحبه ويرضاه , وان يحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وطريق نجاتنا أنه هو نعم المولى ونعم النصير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق