الاثنين، 22 يونيو 2015

تغييب"الله" وتبضيع" القرآن"

هل تعاملنا مع الخالق عز وجل ومع كتابه الكريم تعاملا صحيحا ولائقا بخالق الوجود وكلمته التامه له؟ عندما يتكلم أحدهم بإسم الله عز وجل أليس هذا تغييبا لله سبحانه؟ عندما يهدي أحدهم للآخر مصحفا مذهبا أليس مايفعله من قبيل " التبضيع" أي تحويل القرآن الكريم إلى بضاعة أليس إضفاء الذهب عليه هو مايجعله مختلف في نظر المُهدي والمُهدى إليه عن غيره من المصاحف الموجوده في المساجد؟, صور تغييب الله و"تشيي القران" جعله شيئا وجدت على مر التاريخ الاسلامي , لكنها اليوم تصبح أكثر ظهورا الى درجة الانفصام بسبب الاستخدامات الظهوريه للقرآن وقيام التدين مكان الدين نافيا إياه من المجال العام. عندما إدعى فرعون الأولوهيه , نفي أو غيب وجود الله, وعندما رفعت المصاحف على أسنة الرماح تم تبضيع القرآنز فدخل الله عز وجل والقرآن عالم الانسان وأنغمسوا فيه الى درجة أنهم أصبحا من أدواته المتداوله لتحقيق مآربه., ذكر الله العظيم عظمة النص القرآني بقوله "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله" ويحدثنا التاريخ عن رجال صعقوا لما استمعوا الى آياته ولم تتحمله اجسامهم الضعيفه , والجبل لم يتحمل تجلى الله عز وجل له فأنهار ليخر موسى صعقا., يصل بنا الحال اليوم أن نتعامل مع الله عز وجل كبدائل عنه , نغيبه لنحل مكانه, وأن نحول القرآن الكريم الى بضاعة , وقرأت مره ان مفتي المملكه العربيه السعوديه الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ تصدى لظاهرة بدأت تنتشر وتروج لها بعض المدارس الدينية وحفظة القرآن وهي ظاهرة صنع المصحف الشريف على شكل حلوى ثم تناولها تدليلا على حبه والتمكن منه واستيعابه وهذه إن صحت قمة "التبضيع للقران أو صنع حلوى المصاحف المنتشره في تركيا كما حدثني البعض و هذه نوع من الوثنية الجديده تماما كالذي أضحكت عمر بن الخطاب وأبكته عندما كان يصنع صنمه ويأكله عندما يجوع. الافراط في التدين حتى التمثل يخرج الانسان من دور المتلقى الى دور المتجسد ويخرج القرآن من دور الهادي والمنهج الى دور الغرض , الا تلاحظ كيف تنتشر آياته على السيارات وعلى الحيطان وفوق الجدران في كل مكان بعيدا عن الاعتبار أو التمثل الحقيقي لماتعنيه وماترمي اليه., , إشكالية بعض الاتجاهات الغربيه الحديثه في أنها عملت على تغييب الله وذهبت تبحث بديلا عنه , تماما كما نفعله نحن بلا وعي ولا إدراك عندما نضع تديننا الفئوي والطائفي والفرقي مكان الدين , أو نعلق القران ونبحث في صوره كبضاعة نتهاداها. نحن نعيش تطرفا مركبا , بين تبجيل المقدس الى درجة تصنيمه "كحديث الفرقة الناجيه", وبين الاندماج فيه الى درجة الحلول محله وتغييبه كظاهرة صنع المصحف على شكل قوالب حلوى نتناولها أو نتهاداها. والأمران لايستقيمان لذي علم أو بصيره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق