الاثنين، 24 ديسمبر 2012

الطبقه الوسطى .... مرةٌ أُخرى










للطبقه الوسطى دور أساسى فى بناء الهويه الوطنيه,والهويه الوطنيه هى صمام الأمان للمجتمع وهى الضامن دون سقوطه فى التناحر الأهلى عند أول إختفاء أو زوال للسلطه التى تعمل على تراص تناقضاته وجمع شتاته بالقوه . ننادى بالحفاظ على الطبقه الوسطى وتعزيزها ليس فقط للاسباب التى ذكرت من قبل كونها حاملا ثقافيا وإجتماعيا يمكن الإرتكاز عليه للتحول الديمقراطى وليس لأنها طبقة القيم والوسطيه بين إبتذال العليا وفقر السفلى ولكن لقدرتها على صياغة الهويه الوطنيه وبلورتها ومن ثم ترسيخها, لعلى هنا أذكر بعض النقاط حول أهم صفات الطبقه الوسطى فى منطقتنا الخليجيه وسأركز هنا على تحديد معين من تحديدات هذه الطبقه المتشعبه والذى شاء القدر لهذه المنطقه أن تنتجه نظرا لما حباه الله من ثروه.

أولا: تتكون ممن لايؤهلهم دخلهم وتأثيرهم من الانضمام لذوى النفوذ والقوه فى المجتمع, مثل بعض التجار واصحاب المهن الأخرى كالأطباء والمدرسين والمهنيين.



ثانيا: تصارع الطبقه الوسطى لكى تبقى حياديه ووفيه لمبادئها المنبثقه من دورها ومؤهلاتها فى مجتمعاتنا نظرا لإتساع مساحة المرجعيات الأولى التى يعوق تجسيدها ودعمها إمكانية تبلور الهويه الوطنيه.



ثالثا: إقتصاد الريع يعمل على إزاحة هذه الطبقه عن دورها الطليعى والتنويرى فى المجتمع فتشيع الزبائنيه ويتحول التنويرى الى بوق لمركز قوه أوتأثير.



رابعا:يقتصر دورها على وظيفتها الاساسيه لعدم وجود مجتمع سياسى يساعد على إلتحاقها بتيارات أو أحزاب سياسيه تمهيدا لدور أكبر لها فى صياغة مستقبل البلد والمجتمع.



خامساا: لاتحظى هذه الطبقه فى تقسيمها المطروح هذا بجاه يليق بدورها الحقيقى فى المجتمع لذلك تتسرب أجزاؤها مع الزمن لتندس ضمن آليات    نشاط الريع الأكثر إدرارا للثروه والمال.

سادساا: تتأثر بسرعه هذه الطبقه نظرا لعدم وعى المجتمع بدورها الهام فى تشكيل هويه وطنيه جامعه فتصبح هويات مزدوجه تحمل الشهاده العلميه والولاء الأولى سواء قبلى أو طائفى



سابعاا: دور هذه الطبقه بالذات تنمية الولاء الوطنى وإعلاء شأنه ودوره فى حياة المجتمع لكنها تفتقد مصادر التمويل الحياديه لتحقيق ذلك فيلتبس دورها ويتعطل تأثيرها.



ثامنا : يعوق أداء هذه الطبقه لدورها الحقيقى الالتباس الحاصل فى مجتمعاتنا بين , الدينى والوطنى, والوهم بتعارضهما والتشديد من قبل البعض علي أسبقية الدينى على الوطنى داخل الوطن الواحد.



تاسعا: ليس لها أفق هيمنه منظور نظرا لعدم تطور التشريعات والقوانين فى هذه المنطقه لتكفل نظاما قضائيا محايدا ودساتير وطنيه ديمقراطيه تعمل على تثبيت دورها وتأصيله.



عاشرا: هى خارج التاريخ وكتابته فى هذه المنطقه أو هى تمثل هامشيا لتاريخ القبيله والطائفه الأمر الذى يسرع بأفرادها للإنضواء داخل مرجعياتهم الأولى إتقاءا للإنكشاف
لأن الإنكشاف  والعُرى هنا  غياب ذكر المرجعيه القبليه  كسند تاريخى وجودى
 
أحد عشر: علينا أن  لانعجب ولانتساءل فى حالة غياب  تشكل الهويه الوطنيه  الجامعه  حينما يتحول الجيش الى ميليشيا  أو "شبيحه"  وتتحول السلطه القضائيه الى  كورس  لصوت النظام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق