الاثنين، 21 فبراير 2011

لماذا أخاف على الثورة فى مصر

  


ثلاثه أشياء تجعلنى اخاف على الثورة فى مصر  بالذات وذلك لتوسطها ولقوة انتشارها ولموقع ومكانة مصر فى قلب العالم العربى  حيث كانت دائما ملهمته وقائدته  وقبلته  ولسان حاله . أول هذه الاشياء:  وجود الرئيس السابق فى البلد  ووجود  وزارته التى عينها
ثانيا:  إعتماد خطبة الجمعه  ك ما نفيستو أو بيان للثوره  وخاصة خطبة الشيخ القرضاوى الاخيره

ثالثا: طغيان العاطفه على العقل  مع الوقت .
هذه الاشياء الثلاثه تجعلنى متشائما الى حد بعيد من إختطاف الثوره بقصد أو من دون قصد.  فالرئيس السابق يرتب أوراقه ويعيد   الامور الى جانبه حيث لايزال يحتل موقعا مهما من الارض المصريه وإتصالاته فى تزايد  يوم بعد آخر وعزلته  تتلاشى كل يوم جديد خاصة  مع عدم  تزايد وتيره التغيرات بشكل يجعل منه ما ضيا لايمكن إعادته أو إعادة أوصاله بشكل أو بآخر.خاصة أن الجيش مش "زعلان منه كثير"
 وإعتماد خطبة الجمعه  وهى مناسبه دينيه  إسبوعيه  ليست لها خصوصيه سياسيه معينه وإستجلاب شيخنا  وظهور حرسه الخاص , يعطى الثوره طابعا دينيا وهذا مالا نرجوه رغم ذكاء شيخنا بمخاطبة الاقباط كذلك ولكن المجال والساحه  تؤكد  تمظهر دينى لثوره شبابيه غير دينيه حين قامت وأنجزت بل هى أقرب   لمظاهرات وحركات الشباب الذى عرفها العالم ضد الايديولوجيات بشكل عام .إن ميدان التحرير كان إنصهارا  فليس من الممكن أن يتوج بأى صوره أخرى غير وطنيه بحته  بعيدا عن أى  فئويه أيا كانت ,ولا اعتقد أن الاشاره الى الاقباط سوى كونها إحساسا بهذا الشعور  ومحاوله لتخفيف  عملية الخطف ما أمكن. وإلا بما يفسر سفر الشيخ الكهل ,مع إجلالى  لمكانته لدينا كمسلمون , ولكن هل ينقص مصر  الخطباء او الشيوخ أو الائمه. انا هنا لست ضد  وسطية شيخنا أو منهجه بالعكس ,     ولكن الوقت والزمن سياسى وليس دينى  علينا التيقن من ذلك , وإلا سنتعامل مع الشعب وثورته  فى البحرين أو فى إيران  بمعيار مختلف  وسنعطى البعد الدينى قياسا على الابعاد الاخرى ميزه  فستضطرب الأمور  وسيصبح المعيار الأنسانى لهوا  بين  رغبات. ساعة الزمن لاترجع الى الوراء , ولايجب علينا  التعسف  فى ذلك. فثورة الشباب  حين ندعوا الى عدم سرقتها , علينا أن لا نضع أنفسنا خارج ذلك  الاطار  بل يجب ان ننظر للامور بنظره موضوعيه تجعل من الدين والموقف  والاتجاه على حد سواء أمام مطالبها. ما يخيفنى ثالثا هو طغيان العاطفه على العقل  بحيث يصبح الماضى افضل من الحاضر الذى يستوجب التضحيات, ومع مرور مرحلة اللاحسم يصبح العقل متواريا امام العاطفة وشدتها وعاجليتها. اخشى على مصر بالذات من هذه الامور الثلاث, لان قدرتها على تصدير الافكار أكبر كثيرا من قدرة تونس وليبيا الملتهبه , اخشى عليها  لحساسيتها فى القلوب وتاريخها فى النفوس . إسمحوا لى  بهذا الخوف فى أوج الازمه  فأننى أرى  خيوط لاتزال تعلق بالانجاز   تحاول أن تسترد منه حلاوته وطعمه  فى غفلة من الزمن    وهو لم يستكمل البناء بعد . فحذارى حذارى . إستمرار  الخيط الرفيع بين النظام السابق وحكومته  وحذارى ,حذارى, أن تتحول خطبة الجمعه من موقعها الروتينى الاسبوعى الى منفيستو للثوره الشبابيه  وهى لم تكن أساسا من إنتاجها لحسن الحظ وحذارى , حذارى من العاطفه الغلابه التى تجعل من السابق  خيرا من اللاحق  , وإن جرى البحث عنه وإختباره  فماضينا وتاريخنا هو تاريخ اللحظه الراهنه  والصدر أم القبر, وهو جدير بالاستبدال لقوم يعقلون , فلا يمكن أبدا تبرير الظلم بأنه لابديل   ولا محيص عنه.

هناك 3 تعليقات:

  1. سرقة الثورة او خيانتها او الانقلاب عليها او سمها ما شئت يا سيدي.. هو امر وارد ومطروح منذ البداية ولكني لا اتفق معك في النقاط محور التخوف .

    وجود الرئيس السابق ليس مدعاة للخوف لانه ورقة احترقت تماما وهو على شفا حفيرة الموت ومستقبل ابنه السياسي انتهى .

    اما حكومته؛ حكومة الجنرال شفيق فهي حكومة مخوفة منذ البداية لانها ليست " حكومة انتقالية وطنية " وهو امر تعيه وتنتبه له ائتلافية الشباب وكانت قد دعت الى جمعة النصر وربما ستدعو لجمعة غيرها اذا لم يستدرك المجلس العسكري الذي يرأسه طنطاوي وهو اقوى رموز النظام السابق وكان حليف مبارك ضد الاصلاح فكيف بان يسند اليه التغيير ؟؟ طبعا مفارقة كبيرة وهو ما كان يجب ان تتناوله في مقالتك ؛ المجلس العسكري الحاكم وعناصره التي تلتف مع النظام السابق الذي لم يصبح بائدا !!
    اما مانفستو القرضاوي فهو ليس ملكا للقرضاوي ولا لغيره انه مطالب الثورة ذاتها واكد عليها القرضاوي ويحمد له انه قال بان القدر يستجيب للشعب لان القدر يصنعه الشعب المكون من كل فئات وطوائف الشعب . تحول القرضاوي مدنيا ولم يحول الخطاب الى ديني .

    اما طغيان العاطفة الدينية او سواها او بالاحرى غلبة الثقافة الانفعالية الانطباعية وهي ثقافة سائدة ولكنها لدى الشباب ممتزجة ومخففة فالشباب لا يستبطنون من الثقافة" العربية " كامل عناصرها " المركزة " انهم شباب العولمة والتحرر والامتزاج مع الاخر
    حقا انهم بلا خبرة وبلا حنكة وبلا حيل والاعيب لكنهم ايضا بلا عقد ولا كلاكيع .. ولا اثام ولا احكام مسبقة

    انهم مفعمون بالامل ! ومن الصعب ان نقول نحن ذلك
    ويتطلعون الى البناء والعطاء
    وهم صادقون واطهار ..وحالمون (لا بأس بذلك على ما اظن ) لكنهم بعيدون عن السذاجة والغفلة ..والبساطة .

    ردحذف
  2. مطالب الثوره مدنيا اعتمدها الشباب وقدمها للجيش . هل من الضرورى إصباغ الدينيه عليها بخطبة جمعة قرضاويه ولماذا القرضاوى الان اليس للجزيره إقتران لأنه احد رموزها. اعتقد للخروج من الدائره غستبعاد الدين لأن الطغيان والاستبداد لايحتاج الى الدين لإتهامه هو إنسانيا محرم وممقوت

    ردحذف
  3. أتفق معك يا أستاذي الفاضل بالنقط التي طرحتها و قد حذر البرادعي من خطر وجود مبارك بمصر و طلب إبعاده و تأجيل الانتخابات لمدة سنة حتى تتكون الأحزاب و تعمل و يضعف تأثير شلة مبارك التي تملك المال و المراكز و النفوذ.أما القرضاوي فبالفعل إن إصراره على التواجد في ميدان التحرير غير مطلوب منه و لا منتظر، فالثورة للشباب و هم أساس التغيير.
    مقالات تعبر عن الأمة، مع تحيات قطري بأمريكا

    ردحذف