الخميس، 24 فبراير 2011

عبء الحريه



تعيش الأمه اليوم  توترا كبيرا   فى إعادة فهم وإدراك   كثيرا من المفاهيم  السياسيه والانسانيه إبتداء من الدوله الى الشعب والمواطنه من أجل إنتاج عصر جديد هو عصر الميثاق الاجتماعى. هذه الثورات هى الإرهاصات الاولى لبوادر العقد والميثاق الاجتماعى المنتظر. لقد عاشت هذه الشعوب طويلا على المفهوم وليس على تحققه وملامسته والشعور به,  الأمر الذى جعل من هذه المفاهيم تتضارب بين الوعى والواقع فى ذهنية هذه الشعوب وتختلط , فيصبح مفهوم الشعب هو مفهوم الرعيه, ومفهوم المواطنه هو مفهوم التبعيه, ومفهوم الدوله هو مفهوم الشركه الخاصه   ومفهوم الحريه هو أن تقول ما يريده النظام. وهى حاله أشبه بالعصر الأوروبى قبل الثوره الفرنسيه, حيث من اكبر إنجازاتها هى نحت المفاهيم وتحديدها وصياغة العقد الاجتماعى  من لبناتها. الحاله التى يعايشها شعبنا العربى اليوم هى أشبه بمرحلة الانتقال من الحاله الطبيعيه الى الحاله المدنيه وهذه المرحله ليست تلقائيه وممارستها فعليا قائمه لايمكن الاستعاضه عنها بتجارب الآخرين  لأنها مرحله جذريه وتتطلب  إصلاحات جذريه بالتالى هى أمر لايمكن التفريط به تماما من جانب الوضع القائم , حتى الإصلاحات الدستوريه الكبرى كالتحول الى الملكيه الدستوريه تطلب فعلا جذريا وصداما دمويا بالرغم من وجود البرلمان المنتخب فى إنكلترا فى اواسط القرن السابع عشر. العقد الإجتماعى المنتظر فى تونس ومصر وليبيا قريبا  هو عبء الحريه المدفوع ,  فالميثاق أو العقد الإجتماعى  مرحله متقدمه على الاستقلال الوطنى  كما رأينا فى عالمنا العربى , جاء الاستقلال من الاستعمار ولم يأت العقد الاجتماعى  فترحم البعض على الاستعمار وأيامه , فلقد ذهبت العبوديه ولم تأتى الحريه . كلنا أمل  ورجاء أن تكون هذه الأحداث الكبيره الانتقاليه أساسا  لإرساء مفاهيم جديده تكريسا لعقد إجتماعى داخل  هذه المجتمعات حيث انها وليده شرعيه  ومدفوعة الثمن , ولم تعد مستورده شعارا أو تزييفا لواقع مختلف. فمفهوم الوطن يقترن بمفهوم المواساه لذلك كان حُب الوطن فضيله  لانه يدل ويقترن بالمساواه  والمساواه السياسيه مقدمه للمساواه الاجتماعيه ,   هذه ليست طوبائيه ولكنها برامج  ناجحه فى دول كثيره , فحب الوطن البناء  مثلا لاتبرره فقط ولادتنا عل أرضه أو إكتسابن لجنسيته  بل لأنه يشعرنا بالمساواه بالضروره  هذا هو حب الوطن الحقيقى , عندما إختلت الموازين رأينا ونرى من يحرق وطنه بيده  لأن هذا الحب اساسا لم يقم على المساواه سلبا أو إيجابا, قد يرفض احدهم أن يساوى بالشعب  فيقصف الوطن ومن فيه, وقد يشعر الشعب بعدم المساواه  فيشعلها نارا. على كل حال, إن الحريه  ليست مَلَكه موروثه ,بل علينا أن نوجدها فلذلك هى عبء  يحاول الانسان دائما  أن يتحلل منه ما أمكن ولكن فى لحظه معينه يصبح  واجب الدفع مهم كان الثمن  فالتأخر فى دفعه ممكن ولكن التحلل منه  تماما  مستحيل  وإلا توقف تدافع الناس  وبالتالى جريان الحياه واستمرار الوجود وهذا فى حد ذات خروج عن ناموس الكون. إن الحاله الطبيعيه الأولى التى  تعيشها أوطاننا آيله للرحيل بلا شك , مع بزوع عصر الثورات الشعبيه . نعم تأخر القطار , ولكنه وصل فى النهايه ويَهُم الجميع شعوبا أن يحتلوا مواقعهم فيه واحدا بعد الآخر, الى حيث الحريه وفضاؤها الواسع

هناك تعليق واحد:

  1. لو قامت ثوره في بلد واحد لقلنا سيخنقها محيطها الظالم ويقتلع امعاؤها وسيعود الطاغية نفسه بمعونة حلفائه
    لكن اليوم نقول الله اكبركلنا ثوار وكلنا الثوره والمرحلة القادمة بناء الذات وبناء المواثيق وبناء الصلات بين الثورات وكنت اتمنى لو ان الثورات تكون تطهيريه وليست طوبائيه وان تحمل رمح التغيير وليس روح الاصلاح وان تحاكم المفسد لا ان تطرده ولكن اعتقد بان الثقافه العربيه هي ثقافه التسامح الاخرق والنسيان ولو قدر عليهم المستبد فسيبيدهم ويحرق اراضيهم

    ردحذف