الثلاثاء، 22 فبراير 2011

فتوى القتل فى الحرب حَل أم أزمه؟




أفتى الشيخ القرضاوى بجواز قتل الرئيس القذافى نظرا لما سببه لشعبه  من مجازر  وسفك للدماء. ودعا الجيش للقيام بذلك    , ولعلها الفتوى الاولى  التى تصدر  من عالم سنى كبير بجواز قتل  رئيس دوله علنا, وحدث سابقا فتوى بقتل الرئيس السادات من عمر عبدالرحمن المسجون الان فى أمريكا إلآ انها لم تكن علنيه  ومباشره وأعتقد أنه نفاهاأو حاول التملص  منها بعد ذلك . على كل حال.هناك بعض الملاحظات أود أن أُبينها
أولا: هل كان الشعب الليبى بحاجه الى مثل هذه الفتوى  وهو من قََبل بالتضحيه ومجابهة النار بصدور وأجسام عاريه؟ هل تحتاج المجابهات المصيريه أو المعارك الى فتاوى  بإباحة القتل , وهل فيها سوى القتل أصلا,أو تصفيه  أحد الطرفين للطرف الاخر؟ إ  
ثانيا:. خطورة الفتوى بإهدار الدم أنها تقوم على أرضيه قابله للتأويل  فقد تنتقل    التصفيه  لتصبح بسبب الفكر لاالفعل ذاته   , كما حدث لفرج فوده .

ثالثا: مجتمع الفتاوى  ليس مجتمع مدنى قانونى,  والمؤ مل اليوم فى بناء مجتمع  مواطنه مدنى  , هذه هى معركة الأمه, وما تضحيات الشعب الليبى اليوم إلا فى هذا الاتجاه والأمل بلاشك.
رابعا: جميع الأنظمه العربيه ستدافع  عن رأس النظام بكل شراسه بلاشك  فرأينا ضحايا فى تونس وفى مصر وفى ليبيا اليوم , ولولا دور الاعلام لاستخدم العديد منهم أساليب أبطش وأوحش فكم فتوى بإهدار الدم نريد إذن. الجيش فى البحرين بطش بطشا بالتجمع  ووصفت بأنها مجزره حقيقيه, فالأمر جدا دقيق  ,إدخال الفتوى الدينيه  فى النزاعات  الدمويه والصراع على السلطه منذ تاريخنا الأول والفتنه الكبرى وما تلاها و وإستمرار الوضع بنفس العقليه لايخدم الامه الا بخطوات الى الوراء كلما خطت خطوه الى الأمام مع الأسف.

خامسا: إذا كانت الفتوى منهجا ناجعا لحل أزماتنا مع الأنظمه الأستبداديه , فنحن بحاجه الى فتاوى على درجات كل حسب درجة إستبداده وطغيانه على شعبه. فالذى يقتل شعبه جوعا وبطاله , وثروات البلد  متكدرسه يراها الاعمى قبل البصير , يحتاج الى فتوى  وإن لم تكن قتلا , فلتكن نفيا ,أو عصيانا مدنيا فهل ننتظر من شيوخنا  حلولا من هذا القبيل طالما أن الفتوى  هى السبيل الوحيد  .
سادسا:  اين موقع الفتوى  من الدستور  إلا إذا كنا نريد مجتمعات لادستوريه كما هى الان فى الأغلب و فإصدار الفتاوى الآن بالذات قد يضيق أُفق التحول المرجو ويعيد الأمر الى سابقه الغير دستورى بل يكرسه.

سابعا: آلية تنفيذ الفتوى , قد تسبب  شقا للمجتمع وتعرض  سلمه الإجتماعى للخطر , لأن الدوله لاتلتزم بالفتوى  ولا تقوم بتنفيذها, ولقد سبق أن أفتى الخمينى بفتوى بقتل سليمان رشدى منذ ربع قرن ولم تنفذ حتى الان , وكذلك هناك فتوى بقتل تسنيمه الكاتبه البنغاليه ولم تنفذ كذلك و بل أصبح الاثنان نجوما رسميين فىمجتمعات ووسائل الاعلام الغربيه المدنيه.

ثامنا: هل يمكن أن نضع  مسافه ونحددها طالما أن الأمر السياسى يحتمل الفتوى بين معادلة" ملك غشوم ولافتنة تدوم" وبين الفتوى بقتله ,  ومتى تصل درجة  غشمه الى  حد إباحة دمه, وهل الغشم أو الظلم درجات  على الشعب أن يتحمله طالما لم يصل إلى درجه تستدعى الافتاء بإباحة وهدر دم مرتكبه, فنحن إذن بحاجه الى درجات متعدده من الفتوى تتسق ودرجة الظلم كما ذكرت. وكم هى كثيرة فتاوى الإبقاء على حاكم بالرغم من ظلمه خوفا من الفتنه أو من خطر أكبر.

على كل حال .أنا اعتقد بأن الأمه تخوض معركتها أمام الظلم والأستبداد , وهى معركه قدر أصحابها  ثمنها واستعدوا له , فلا البيانات ولا الخطابات ولا الكتابات ولا الفتاوى كذلك  لها متسع والمعركه قائمه  فكل ماأتمناه هو التخفيف على هؤلاء الشباب  من الضغوط  فهم كما ذكرت أدرى بأهدافهم وأوعى بسبلها  من جميعا , بل أنهم هم من يمثل الدين الحقيقى الذى يدعو التغيير ويدعو الى الثبات والتضحيه  من أجل الكرامه  فنصرهم واجب بلاشك  ولك علينا  التيقن  من سلامة الهدف   وهو بناء الدوله المدنيه القانونيه الدستوريه هذا هو هدف الأمه  وما تحاول شعوبها تحقيقه بدمائها.

هناك 4 تعليقات:

  1. كلامك مقنع جداً .. أيها الفاضل ..

    الإشكالية تأتي ..اكتساب هذه الشعبية الكاسحة .. بعد التصريحات المناسبة لرغبات أصحاب الثورات ..
    والشعور بالقوة اللفظية .. تجعل منه بطلا في نظر الكثير .. وبالتالي استخدام اللغة والفتاوى التي تنفس عن رغبات الكثير .. تصبح أمر طبيعي ..

    اعتقد مثل هذه الفتوى .. قد تكون حل للأزمة الليبية .. ولكن ما هي قانونية مثل هذه الفتوى .. امر اتفق معك فيه للنخاع ..

    تحياتي


    بنت سيف

    ردحذف
  2. الى عزيزه نفس
    تحياتى لك وأريد أن أوضح
    أن الفتوى تفتح الباب لفتاوى ولا اعتقد انها حل للازمه الليبيه لأأالحل هو ما يقدمه الشعب الليبى الآن من تضحيات
    مع تحياتى

    ردحذف
  3. الحقيقة فوجئت بفتوى اهدار الدم ! وفوجئت بصيغتها كذلك . تبدو الفتوى وكأنها اجازة بالقتل لشخص معين لجريمة لا يعاقب عليها اخرون بالضرورة !! كان يجدر وكان يجب بالطبع ان يقال في حق كل رأس نظام "ان يحاكم بعدالة" وهذه " العدالة" بكل اسسها هي المراد لا اكثر ولا اقل .
    هل يمكن الانتصار في ثورة بالاغتيال ؟ ربما
    ولكن بقتل سببه فتوى اهدار دم !!!

    طيب لماذا لم يهدر دم حسني مبارك ؟
    حسني مبارك مسؤول مباشرة بصفته وموقعه من النظام السابق عن جرائم قتل وقد قال الشيخ نفسه " مبارك يذبح شعبه "
    كما انه - كما اعلن - قد امر الجيش بالتصدي للتظاهرات الشعبية ولكن الجيش أبى ! يعني مبارك ايضا مجرم حرب بالمقياس نفسه فلماذا لا يهدر دمه ؟؟

    وكذلك قبله زين العابدين الذي قيل انه اراد ان يتدارى وراء الجيش ودعا جيش البلاد لضرب المتظاهرين بل انه امر قوات الامن باطلاق الرصاص الحي على تظاهرات واودى بحياة اكثر من 80 شخصا من شعبه !
    طيب ماذا عن اهدار دم انظمة تقتل شعوبها منذ عقود في الاقبية والسجون واحيانا في الساحات في مذابح معروفة لي ولكم .
    تلك الجرائم امرها معلوم كما كان امر مبارك وبن علي والقذافي معلوما منذ عقود من السنين ولكن ظهرت اليوم مقالات تدبج في انشاء التنكيل " بانظمة " سقطت بالفعل !! واين كنتم ؟ وهل جهلتم امرها ؟
    طيب اكتبوا عمن لم يسقط بعد يا فرسان القلم في الصحف.
    اعتقد بان فتوى اهدار الدم رأي دموي ! رأي متحيز ضد شخص واحد سقط في الفخ وكان قد مارس ما يفعله اخرون مبجلون حتى اليوم موفورو القدر والمقام .. بلا اهدار دم !!!

    هل يجب ان اذكر اسماء ؟؟

    لا احتاج الى ذلك اليس كذلك ؟

    ردحذف
  4. اعتقد أن الشيخ القرضاوي قد أخذته العاطفة منفردة بعيدا عن التروي ... وقال مايقوله الفرد العادي البسيط ‏الذي يتابع الأخبار ويصرخ ياله من مجرم لايشفينا فيه سوى القتل والسحل ..‏‎ ‎‏ الشعب الليبي كان يحتاج ‏للموقف المساند الداعم وليس بحاجة لفتوى بحل دم أحد ... القذافي ذي دم مهدور بسوء فعله ... ولذا نشفع ‏لشيخنا الجليل حيث كان مأخوذا بالعاطفة التي شملت الجميع ... ومثل هذه الفتوى ربما يكون فيها فتح لباب ‏له تداعيات واشكاليات ضررها اكبر من نفعها لكون قول العالم له وزن وثقل يختلف عن قول الفرد العادي ... ‏والقول فيه حكم عادل فيما اذا نطق به قاض في محاكمة عادلة تماشيا مع عصر يتربص به العدو للنيل من كل ‏حكم يمت للدين بصلة ... ومما لاشك فيه أن بعض قادتنا اللذين تبين وتأكد للجميع كونهم لصوص .. قتلة ‏وعملاء يستحقون عقابا صارما ربما يكون الإعدام فيه رحيما فيما لوحوكموا محاكمة عادلة ورئيس مثل ‏القذافي - هذاالمضلل المعتوه المحرف في الدين ، ولم يكن مثل هذا الأمر خفيا قبل اليوم - يستحق عقابا اكبر ‏من القتل ... وارى من الضروري في حال اسره لانحره في المواجهة وهذا وارد العمل على التعرف على ‏اسراره ... من كان وراء تملكه لليبيا .. من ساعد على بقاءه طوال هذه المدة .. وماهي الأجندة الأجنبية ‏المضطلع بها ... وشكرا لكاتبنا على هذا المقال الذي تكامل في رؤيته لكونه نظر للأمر بنظرة بعيدة في مداها... ‏فالقضية اكبر من كونها متعلقة بفرد حاكم فهناك مثله الكثير مع الفارق في النسبة ... و ثورات الشعوب تهدف ‏لبناء الأوطان ومواجهة قضايا اهم واكبر من تسلط حاكم حانت لحظة الخلاص منه بفضل الله وقد أتى أمره ‏‏... شكرا على هذه الرؤية وهذا المنطق الهادئ الرصين وكلنا بشر نصيب ونخطئ ... ونأمل من شيخنا الجليل ‏اعادة صياغة لما تلفظ به في لحظة انفعال اصابت كل مواطن عربي وكلنا بشر ... تحية لشيخنا القرضاوي ‏وتحية لكاتبنا القدير ...‏

    ردحذف