السبت، 26 فبراير 2011

الثورات الثلاث, إختلاف فى مستوى وجود الشعب

نعرف كل شىء عن مصر, ونعرف بعض الشىء عن تونس , ولانعرف شيئا عن ليبيا.    عندما يختفى الوطن خلف الفرد  القائد الى درجة طمس معالمه وحدوده , عندما يتلاشى أسمه ولايكاد يظهر الى جانب اسم القائد الفرد الملهم, عندما يختفى تاريخه الا من مايتعلق بأسم البطل وحده, يصبح العالم فى حيره فى التعامل معه حين أزمته.  هذا هو الفرق بين الانظمه الثلاثه فى طبيعة تعامل العالم  معها فى أحداثها  القائمه والمستمره حتى الآن . العالم يعرف مصر ويعرف تاريخها  ويعرف إمكانياتها , فكانت حيلة النظام البائد لمبارك صعبه  بل مستحيله فى تغيير ماعرف لدى العالم والعالم العربى منه بخاصه, فلا مجال ولامناوره يمكن ان تغير او تطمس من ذلك. تونس أيضا يعرفها العالم والعربى كذلك بدرجه أكبر من ليبيا  ولها تحولات عبر تاريخها ومجتمعها المدنى يضع لها فى الوعى العربى والعالمى تصورا يمكن على إثره التعامل معها وتلمس  بعدها الداخلى. بالنسبه لليبيا العالم العربى أولا  خلال عقود القذافى الطويله وهى تاريخ ليبيا بعد "الاستقلال" لايعرف سوى ليبيا  القذافى, لقد صدق القذافى وأعترف بجرمه عندما أعلن أن ليبيا لايعرفها أحد قبله, لأنه هو ليبيا  مسخها فى شخصيته, وقرنها بأسمه وأى جريمه أكبر من ذلك لوكان يعلم لما تباهى بذلك. مايذكره الوعى العربى بالذات عن ليبيا هى مسرحيات القذافى , ونزواته, وجنونه, حتى أصبح مثالا للتندر لدى الإنسان العربى, لم نشعر بمجتمع ليبى, ولا بحراك شعبى  على أى مستوى, كل الأمر, ظهور العقيد , ومؤتمرات العقيد , وعظمة العقيد المتزايده  عام عن آخر فهو اليوم مفخره للعالم كما قال مؤخرا , لذلك مسؤوليه الاخوه الليبين اليوم كبيره وتضحيتهم ستكون كذلك , لأنه الظهور الأول لهم على سطح الوجود, الذى كان يمثله القذافى  بدلا وعنوه وأغتصابا منهم. لذلك إحتار العالم بادى ذى بدء فى التعامل مع الثوره حيث كان يتعامل مع نظام القذافى فى السابق على أساس أنه ليبيا, وبدأ مع بروز المقاومه التنبه إلى أن هناك شعب وهناك رأى آخر , وهناك إراده جمعيه غير إرادة القذافى , فتغير الخطاب شيئا فشيئا بأتجاه الشعب والامه والاراده الجمعيه.   أن يسمح الشعب لمن يمثله أن يغتصب أسمه  وينتحل إرادته  كارثه .   لذلك الحراك يجب أن يستمر بعد هذه الثورات بدرجه أكبر من قبلها  حتى تكتمل الصوره , ولاننسى حين تسلم العسكر بقيادة القذافى الحكم فى ليبيا منذ 42 سنه, دهرأ بكامله  كانوا قد قدموا وعودا بالانتقال للحكم المدنى بأقصر وقت ممكن فإذابه    نصف قرن إلا  قليلا , ما أصدقه و أعبره من إحساس لدى ذلك المواطن العربى  التونسى الشريف وهو يصرخ    "لقد  هَرمنا, لقد هَرمنا من أجل هذه اللحظه التاريخيه" نعم لقد هرمت الشعوب  العربيه إنتظارا لإحساسها  بوجودها, فلن تفرط فى اللحظه وقد سنحت. 

هناك تعليق واحد:

  1. أريد أن أسألك يا أستاذ بعد أنتصار الثورة الليبية بإذن الله من سيتولى السلطة و تنظيم البلاد,, و لا جيش هناك و لا مرجعية واضحة بخلاف الجيش في مصر و تونس..؟؟

    قطري بأمريكا

    ردحذف