الثلاثاء، 1 مايو 2018

وزير الحد الأدنى


 

وزير الحد الأدنى طيب مبتسم دائماً , يشارك الناس المناسبات, يعشق التصوير مع البسطاء , متواضع يمشى في الاسواق ,يكلم الناس , بسيط  , يعرف ماذا يريد المجتمع  وفي نفس الوقت يعرف قدراتة وإمكانياتة , يقايض بين الأمرين , ينتصر للناس  واستقبالهم والابتسامة في وجوههم, يختزن في ذاكرتة تجارب من سبقه من الوزراء الذين نالوا قسطاً كبيراً من الذم بعد خروجهم من الوزارة لتفريطهم حتى في الحد الادنى الذي يريده المجتمع من المسؤول, يحاول أن يتجاوز ذلك , ليس له مطالب , لايمتلك رؤى , لايُستشار , هو مجرد  وزير تنفيذ  وليس وزير تفويض كما سبق وأشار "الماوردي ", يشعر بأنه محظوظ  بأن تم إختياره وزيراً , لم يفكر طويلاً بين  قناعته وبين الموافقة على المنصب , كل تفكيرة أنها فرصة يجب أن تقتنص وكل ما عليه سوى تحسين شروط توظيفها  مع المجتمع , تهمه العلاقة الرأسية مع السلطة  أكثر من إهتمامه بالعلاقة الأفقية مع المجتمع , المجتمع يستطيع تدبير أمره معه من خلال علاقة "الريع" الاجتماعي, أما السلطة  فعليه أن ينضوى تحت قناعاتها حتى ولو خالفت قناعاته, هوأذكى كثيراً من الآخر الذي ركبه الغرور  وتنكر حتى للحد الادنى الذي يطلبه المجتمع ليسبغ العذر على الحد الاعلى أو الارفع  من واجبات الوظيفة المتمثل في القدرة على  تحقيق متطلبات المنصب ككفاءة والتزام وإقتناع,وزير الحد الادنى  يُمثل ضعفاً إدارياً هيكلياً  لايجب أن يستمر  كسيروره , قد يكون فتره محددة حتى تكتمل الكوادر  وتُصنع الاستراتيجيات,وتوضع الخطط,  المجتمع بدأ يتنبه لخطورة وزير الحد الادنى  حينما يُصبح  ديمومة ونمطاً شائعا, عندما يتآكل هامش الحد الادنى , يطلُب المجتمع فعلاً  ومبادرةً ودوراً إيجابياً ملموساً , بعد إستنفاذ  مخزون اللغة الاجتماعي  يصبح وزير الحدَ الادنى مكشوفاً أمام المجتمع , عندما ينتهي قاموسه اللغوى , يصبح عارياً مالم يكن قد إستلم المنصب عن قناعة وإيمان بأنه يستطيع أن يقدم شيئاً ملموساً لمجتمعة , أرشيف قطر الحكومي مليىْ بوزراء الحد الادنى  وهم من الرجال المتعلميين , في حين تجد القلة من وزراء الفاعلية والتفويض الذي قد لايكون مُعطى دائماً وإنما يؤخذ بإقتناع وقدرة إن لم يكن كلهم فأكثرهم من رجالات قطر الاوائل الذين عاشوا المنصب بلامؤهلات جامعيه  عاشوه إقتناعاً وإيماناً بأنفسهم قبل المنصب  وخبروا الفاعلية والصدق قبل  أن يخترعوا لغة الحد الادنى  لتمرير سنوات التكليف  بإبتسامة, فسلام  فسؤال , فإستعاضة بماسبق عن وجوده الفاعل  وظيفياً وربما إنسانياً كذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق