الخميس، 8 مايو 2014

الثوره والهويه




من قام بالثوره لم يشغلهم سؤال "الهويه", الانفس الكثيره التى ملات الشوارع والازقة والأماكن, لم يكن دافعها الرئيس السياسه وشكل الحكم وهوية النخبه الحاكمه , لم يكن خروجهم استجابه لدعوه دينيه سياسيه أو لنداء حزبي , الحريه قيمه في ذاتها لاتقبل ان تمارس عليها الهويه اي نوع التسلط مهما كان مصدر هذه الهويه ,قضية الحريه والهويه , قضية شائكه , فلا يمكن الحديث عن حرية بلا هويه و كما لايمكن الحديث عن هويه فعليه بلا حريه, فعندما يكون السؤال من له الاولويه يأتى الجواب للحريه طبعا. لايمكن للحريه ان تقود مجتمعا للخلاص من براثن وتسلط الهويه إلا إذا تحولت الى فن ذو معنى مشترك, عندما يحاول العلمانيون ان يضعوا الحريه على حساب الهويه فشلوا , وعندما حاول الاسلاميون فرض أولوية الهويه على الحريه ثار الشباب فأسقطوهم عن الحكم, ومع ذلك لاحرية بدون هويه , ولكن اية هويه؟ إن مجرد تغيير لافتة"الرعيه" ك هويه , بلافته"المواطنه " ك هويه لايكفي., المجتمعات تحتاج الى طمأنتها أمام أي بروز "هوياتي" أيديولوجي . عندما قدم العلماني والاسلامي نفسيهما بعد الثورات العربي كهويتين , أحدهما يصر بأولوية الحريه والآخر بأولوية الهويه, سرقا الثورات من مفجريها الحقيقيون , لم يتركوا فرصه لصيرورة الحريه أن تتشكل بشكل يحول الحريه الى قاسم مشترك, فالحرية والهويه قاسمان مشتركان في قلب كل انسان , الثورات تغلب أحدهما على الاخر طبقا للظروف التى يمر بها الفرد والمجتمع , ففي حالة الظلم , تصبح الحريه أولا, أما في حالة الانسلاخ الاخلاقي تصبح الهويه مقدمه. فثورات الكرامه لايمكن تحويلها لثورات هويه منجزه, قبل أن تتشكل هويه حقيقيه تقوم وترتكز على مفهوم الكرامه الذي قامت من أجله الثورات اساسا. فشل النخب العربيه يعود الى تاريخ الحريه وأفقها المسدود في عالمنا العربي, ونسق الهويه المغلق تاريخيا والجاهز سلفا والمستعد لاقتناص أي فرصه للتعبير عن الحريه لتجييرها لصالحه , ولايسمح لها بالتعبير عن نفسها وفق شروط عصرها وزمانها , لذلك تحولت ثورات الحريه الى ثورات هوية جاهزه , وتحول شبابها الى نقطة الصفر من جديد بحثا عن الحريه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق