الاثنين، 8 ديسمبر 2014

قمة الدوحه:إنتصار لإرادة الدوله"الخير الأسمى"

قمة الدوحه التي تعقد اليوم ليست مجرد تجاوزا لخلافات بينيه عصفت بأعضاءها, ليست مجرد إتفاق يأتي بعد إختلاف أجندات تحملها كل دولة على حده, قمة الدوحه اليوم إنتصار لإرادة الدوله , الدوله كما أسماها "هيغل" الخير الأسمى, عالمنا العربي يعود اليوم الى عصر ما قبل الدوله, لذلك لاتستطيع جامعة الدول العربيه أن تنادي بقمة للدول العربيه , حيث لانصاب يكتمل ولاعلم يرفع الا لبقايا دول هنا وهناك. لذلك تبقى القمه الخليجيه اليوم هي قمة العرب , قمة "الدوله". تتعرض مجتمعات الخليج لتحديات وجود وبقاء داخليا وخارجيا , تعاني داخليا من تململ الشعوب لعدم تحقق التنميه المرجوه ومن غياب دور المواطن وعن تهميش الكفاءات , كما تعاني خارجيا من حالة وجود غير مستقر في منطقة يعيش التاريخ والجغرافيا فيها في مأزق حيث الثروه الهائله ومصادر الطاقه واطماع الدول التاريخيه المحيطه مع قلة السكان وندرتهم , أيضا هي منطقه مشتعله دينيا حول الشق الطولي الذي قسم الاسلامي منذ خمسة عشر قرنا بين سنة وشيعه, لذلك أرى ان بقاء الدوله في حد ذاته مكسب رغم علاتها الكثيره , قوافل الطوائف والتشكيلات الدينيه تحيط بالمنطقه وتوشك ان تنقض عليها , فهي كما كانت دائما مطمعا للامبراطوريات , هي كذلك اليوم مطمعا للطائفيه الجديده التي تستقوي بالمال تماما كما تستقوي بالنص المطلق الذي يكفر الآخر. قمة الدوحه اليوم هي امل في بقاء الدوله , ولكن مرحلة استمرارها يتطلب تفكيرا جديدا , قمة الدوحه اليوم هي حاجز صدض لااكثر , يجب العمل على إطلاق الدوله الحقيقيه بعدها بشكل أو بآخر , لم يعد العدو خارجيا فنقيم الساتر الحديدي للإتقاء منه , انه في الداخل الذي لم يعد يحتمل اكثر , خمسة وثلاثون عاما من القمم الخليجيه , لم يتحقق سوى النزر القليل , جيل الشباب اليوم غيره في الثمانينيات , , التركيبه السكانيه وحدها تحتاج الى قمم وليست قمه , التعليم الذي افرز القاعده وداعش , يحتاج الى خطى حثيثه مخلصه , الهويه الخليجيه التي سطحتها المجمعات السكنيه بأعداد الجاليات من كل ثقافه , ليست القضيه قضيه أمن بالمفهوم العام , القضيه قضية أمن إجتماعي يفرز هوية تعكس تاريخ المنطقه والمجتمعات. نحن مستبشرون ببقاء الدوله وتغلُب الحكمه على الانفعال مع قمة الدوحه هذه , ولكن الوجود يتطلب إيمانا أكبر بالانسان وبالتاريخ ويغلب المصلحه العامه على المصالح الضيقه , الوجود يتطلب دساتير تحمي المجتمع من نفسه أولا وتنظم علاقاته مع الغير , الوجود لايتطلب فقط أذان يرفع وصلاة تقام, الوجود يتطلب كذلك إيمان بحق الشعوب في المشاركه في تقرير مصيرها وبالاستمتاع بثروات أوطانها , الايمان لايعني الالتفات للبعيد ونسيان القريب صاحب الحق الأول, قمة الدوحه , قمة تاسيس لوجود جديد , أرجو ان يكون بدايه لدوله جديده في المنطقه , دولة لاترجع بتاتا للطائفه ولاللقبيله الا من خلال قراءة التاريخ للإعتبار والتذكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق