الثلاثاء، 29 يوليو 2014

كويتي أم سعودي ،بحريني أم قطري.....كوميديا الجنسيه والدوله


ماذا يعني أن تختار بين أن تكون كويتيا أم سعوديا؟،ماذا يعني أن تكون بحرينيا أم تصبح قطريا؟مفهوم الخيار هنا يعني أن تكون صالحا ومؤهلا بنيويا وكينونة للطرفين.ولكن العمليه سياسيه تنظيميه لاأكثر، كان يمكن التعويل على ذلك،لولا أن المناداة بها وإتخاذ الاجراءا ت لتفعليها جاءت في وقت جعل منها مسأله وجوديه أو حفاظا على وجود كنا نعتقد أنه وجودا مشتركا، ولى هنا بعض الملاحظات:
أولا:هذه الظاهره تدل بما لايجعل مجالا للشك أن المنطقه سياسيا تعيش ضمن مفهوم الراعي والقطيع وهو مفهوم ديني مسيحي مبكر ارتكزت عليه افكار بداية العقد الإجتماعي،حيث يسرح الراعيي بقطيعه ويحدد له منطقة الرعي ويحاسب الخروف أو النعجه التي تتجاوز ذلك.
ثانيا:تدل هذه الظاهره كذلك على أن المنطقه تنتقل في تطورها بين مفهومين حاكميين قروسطيين ،وهما الريع الإقتصادي ،والفائض عن المعنى الإنساني للدين
ثالثا: تمثل ظاهرة سحب الجنسيه اليوم حفاظا على الدول من فائض الدين"الإسلام السياسي" او الريع الديني "الفهومات التاريخيه المتعدده للدين ودور ه في الحياه "أو إستخدامهما بعد تأصل الطائفيه والإسلام الجهادي كمشاريع قائمه انزلقت اليهما المنطقه بعد أن فشلت في إقامة الدوله الوطنيه.
رابعا:تمثل ظاهرة منح الجنسيه إستخداما سياسيا للريع الإقتصادي بعيدا عن المنظور القومي والأمني الواحد بحيث تصبح هناك دوله جاذبه ،ودوله نابذه أو عاجزه عن المحافظه على مواطنيها. وهنا يظهر بوضوح مفهوم الرعايا وليس المواطنه ،وغياب مفهوم الدوله الوطنيه .
خامسا:تقاطع القبيله مع الدوله مع الدين بحيث تبدو الجنسيه وهي عقد قانوني أقل تأثيرا من الولاء للقبيله أو للدين أو لفهم فقهي ديني معين، وهنا يظهر مدى فشل عقود من إدعاء التحديث والتنميه.
سادسا:سحب الجنسيه أو منحها هنا وبهذه المعنى يعتبر سرقه من الخزينه والذاكره التاريخيه العربيه القوميه للمنطقه وبداية لتذريرها " تحويلها الى ذرات" ،دينيه طائفيه أو قبليه من جديد
سابعا: سحب الجنسيه ومنحها تاريخيا في المنطقه لم يستند الى معايير وطنيه واضحه ولا الى اجراءات رسميه دقيقه ،فهناك وطنيون ومخلصون سحبت جنسياتهم دون سبب سوى إبداء الرأى،وهناكمن جنس لأسباب خاصه لاتعود على الوطن ولا المجتمع بأي نفع.
ثامنا:إنتحار المعنى ،دول الخليج كيان معنوي ثقافي يقوم بدور اقتصادي عالمي إذا تبقى الدور الاقتصادي على حساب المعنى الاجتماعي الثقافي فهناك بدائل كثيره للقيام به ،خاصة ومدى الكثافه السكانيه الواضحه للآسيويين وغيرهم ، لذلك اعتقد
أن تمسك الخليجيين بعروبتهم يجب أن تكون اقوى من أي شىء آخر ،حتى وان كانت رؤيه دينيه او اسلاميه ناقصه ترى في أممية الاسلام تدميرا للحدود وانتهاك للدول.
تاسعا:ستظل قضية الولاء للسلطه او للوطن مفهومان غامضان مرتبطان عشوائيا ومصلحيا ببعض وستظل بالتالى قضية التجنيس تجير لصالح الوطن وان كانت غير ذلك
عاشرا:ستظل اشكالية عدم السماح بحرية التعبير والتمثيل والديمقراطيه بشكل عام تفرز مثل هذه الظواهر من السحب والجذب والتهجير والتسفير والاحتضان على الطرف مقابل قائمه ومستمره وستدفع بالمنطقه الى مزيد من التوتر
أحد عشر:لم يكن الاسلام يشكل مشكله في المنطقه الا مؤخرا،عندما سقط الحامل القومي لها وغياب الشخصيات القوميه الجامعه عروبيا ،كالشيخ عبدالله السالم والشيخ زايد والملك فيصل،،فالمنطقه تحتاج رجال إصلاح إجتماعي يعيدون سماحة الدين كما عهدته المنطقه أكثر من حاجتها الى فقهاء دين ومذاهب.
إثنا عشر:وحدة الخليج مشروع، وتحويله الى طوائف مشروع واعادته الى قبائل مشروع كذلك، وتحويله الى دول وطنيه او الى اتحاد حقيقي مشروع ايضا، علينا التيقن اننا لم نزل رغم كل ما حققناه مجرد مشروع، ابقاءنا كمشروع قائم ومستمر حسب الطلب ،رغبة لقوى عالميه عديده،يبقى الى متى نظل كأدوات ليس لها وجود ذاتي ،وجودنا كوجود المطرقه في يدالنجار ،او المشرط في يد الطبيب، وقمة تجليات عدم الوجود هو،الخيار بين أن تكون كويتيا او سعوديا ،او ان تظل بحرينا او ان تصبح قطريا ،بينما نحن ك دول نركب نفس السفينه ونتجه نفس الاتجاه ونتعرض لنفس العاصفه والطوفان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق