السبت، 2 أغسطس 2014

أطفال غزه و الإنسانيه العربيه الغائبه


أن تنهزم الجيوش العربيه ،فالحرب نصر وهزيمه،أن تتواطأ الأنظمه العربيه، فالتاريخ العربي عرف التواطئ منذ القدم،أن نتآمر على بعض ،فالتاريخ العربي مليئ بقصص التآمر والاغتيالات ودس السموم،أن تكذب الانظمه على الشعوب أو أن تسرقها بأسم الاصطفاء الالهي والاجتماعي وغير ذلك ،فعلم الاجتماع العربي من فروعة الهامه،العصبيه القبليه والدينيه،والمحاباه، كل ذلك في كتاب التاريخ العربي مسطر ومنشور ،لكن ماا نلاحظه اليوم مع حرب إسرائيل على غزه مؤشر جديد ومخيف وله دلالاته الخطيره على وجود الشعب العربي،أنه مؤشر يدل على موت الشعوب العربيه،ولى هنا مؤشرات أود أن أسرد بعضها :
أولا: لم تشهد المنطقه مجازرا كالتي تترتكب حاليا للصغار وللكبار وللنساء والشيوخ في غزه على يد القوات الاسرائيليه, وفي نفس الوقت لم تشهد المنطقه سكونا للشارع الشعبي كما تشهده حاليااثناء ذلك.
ثانيا: الشارع في كل مكان تحركه العواطف الانسانيه والمناظر التي تخدش الكيان الانساني وحرمته وكرامته, وليس هناك أكثر خدشا للانسان وكرامته والتمثيل به مما تقوم به إسرائيل اليوم في غزه , ومع ذلك يبدو الشارع العربي عديم الحس, عديم الانسانيه تجاه ذلك وهي مرحلة لم يعهدها التاريخ العربي من قبل, من قتل انسانية الشارع العربي ؟
ثالثا: تحرك الشارع الغربي والامريكي وقامت المظاهرات والدعوات لمعاقبة اسرائيل وطرد سفرائها, بل من داخل اسرائيل ذاتها, تطالب بالتوقف عن هذا الاجرام بحق الانسانيه والتاريخ.
رابعا:تشترك الشعوب العربيه مع أهالى غزه في الدين وفي العروبه وفي الانسانيه , ومع ذلك لم تُحرك ساكنا , بينما الشارع الغربي يشترك معها فقط في البعد الانساني فقط وقد أقام الدنيا ولم يقعدها بعد, مالذي حدث ؟
خامسا: شاهد الرئيس السابق شيراك مقتل الطفل محمد الدره في التلفاز قبل سنوات فهب من مكتبه غاضبا ومنددا , دون التفكير في موقف فرنسا السياسي أو من يتحمل المسؤوليه.
سادسا: الشخصيه الغربيه أنضجتها التجربه السياسيه ففصلت ما بين البعد الانساني والبعد السياسي والايديولوجي فيها , فهي تتحرك انسانيا بعيدا عن موقفها الايديولوجي المتعلق باسرائيل والمحافظه على أمنها, بينما مسخ الاستبداد العربي الشخصيه العربيه وأمات حتى الجانب الانساني فيها , الذي كان واضحا في السابق, فأي تحرك إنساني قد يُفسر أيديولوجيا أو سياسيا أو عقائديا.
سابعا:دخول المنطقه في نفق الاسلام الفرقي السياسي الضيق, حرم الشارع من التعبير إنسانيا عن اسلامه المتسامح الذي يقف ضد الظلم مهما كان مرتبه ومع الضحيه مهما كان مذهبها ودينها.
ثامنا: إغفال البعد العربي وإزدرائه , أفقد الشارع العربي قوة دفع هائله, فليس هناك خطاب ُ عربيٌ جامع يحرك المجاميع والكتل .
تاسعا: خرج الشارع العربي في الربيع العربي بشكل لم يحدث من قبل , ولكنه لايحرك ساكنا اليوم وغزة تُباد, من عدو الجميع التاريخي , ثمة خلل هوياتي , أفرزه الربيع العربي, فلم يكن مستقبلا كما كان متصورا له بقدر ما كان كسرا لتاريخا كان قد توقف ويعاود المسير من جديد مارا بجميع مراحل الانتقال التي سبق و أن مرت بها الشعوب المتقدمه.
عاشرا:أعتقد أن الشارع العربي الذي لم يحرك ساكنا بينما أطفاله تقتل ونساؤه وكهوله تدفن أحياء في غزه, يمر بمرحلة عدم إتزان هوياتي, بعدما أطلق الربيع العربي عش دبابير الهويات من كل جانب, عدم الاستقرار الهوياتي هذا , مرحله قريبه من مرحلة الموت وهي مرحلة صراع داخلي قد تطول وقد تقصر, الأمر الذي أثر على المساحه الإنسانيه المشتركه والواسعه داخل الانسان العربي التى أخرجت المختلف عقائديا وعرقا ولونا نصرة لاطفال وشيوخ غزة ,لحساب مساحات الهويات الضيقه , التي أحجمت بالانسان العربي عن الخروج وحبسته داخل محيطها وشرنقتها الضيقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق