الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

أزمتنا مع التاريخ

الماثل أمامك , إنسان قديم له آلاف السنين , رغم أنه لم يتجاوز سن الشباب, هذا هو الإنسان العربى , لاينتج لأن التاريخ قد شاب فى ذهنه وعقليته فأصبح يقتات منه وعليه كل فجر جديد ومع كل شمس تطلع. يتحدث عن الفتنه وهو جالس أمام الكمبيوتر, يناقش الخلاف السنى –الشيعى العقيم بتوتر وتشنج حسب منطلقه وهو يحمل الآيباد والآى فون بين يديه, لنرى كيف تعامل الغير مع التاريخ لكى يتخلصوا من تبعاته وآثار حمله دون فرز وإعطاء الأولويه دائما للحاضر وللمستقبل على الماضى الثاوى فى أجزائه المتلاشيه.
أولا: درسوا الحقب التاريخيه كل حسب ظروفها ونظامها المعرفى السائد فيها حينئذ فأصدروا أحكاما عليها وتقييما لها ضمن تلك الشروط فالحكم التاريخى لديهم ليس مستمر المفعوليه الى اليوم وبالتالى النفسيه المصاحبه لتلك الاحكام من كره أو حقد أو مدح أو ذم نفسيه متوقفه غير مستمره , فإنزاح عن صدر الحاضر كثير من الهم والحقد المستعر الذى يرثه الأجيال جيلا بعد آخر.
ثانيا: خرجوا عن دراسة دور المركز إلى دراسة دور الهامش لتكون الصوره أوضح وأشمل , درسوا دور المهمشين والمبعدين والمرضى بل والمجانين"فوكو" ليعرفوا ظروف كل عصر ومعاناة الانسان فيه , بينما نحن ركزنا على دراسة الابطال والقاده مع كثير من عدم الشفافيه ومع مزيد من الأسطره لشخصياتهم حتى سكن فى الذهنيه إمكانية إعادتهم أو على الأقل محاولة ذلك.
ثالثا: هناك محاولات قليله تاريخيه حول أدوار المهمشين فى الحضاره العربيه كالصعاليك والشاذين وغيرهم إلا أنها مستبعده كون الثقافه العربيه من النقاء ما يميزها عن غيرها, لذلك صورة البطل أو المركز إذا لم تتوفر الآن فإنها تحمل حملا من الماض لتستقر فى الحاضر بشروطه المختلفه.
رابعا: إنتقل الغرب لدراسة تاريخ الذهنيات من أجل فهم حركة الجموع البشريه وهو تاريخ الأفكار والمتخيلات , تاريخ الخوف وتاريخ الموت وتاريخ الطبيعه مع الله فخرج من التاريخ "تداول الأيام بين ماض وحاضر ومستقبل " بحصيله وأرضيه وعمق يفهم من خلالها حركة الانسان ودوافع هذه الحركه ونقاط تمفصلها وعدم إمتدادها كأزليه وحكما أبديا.
هذه أهم نقاط أزمتنا مع التاريخ والمستمره حيث أننا نراه من جانب واحد, فالجنون لدينا حكم مسبق , بينما لديهم الجنون ظهر فقط عندما تطورت العقلانيه أما قبل ذلك فالمجانين كانوا يعيشون بشكل طبيعى.

هناك تعليق واحد:

  1. تحليلك شي لو ما كنت خايف عليك من الغرور لا قلت أنة لا يقل قيمة في عمقة و تشخيصة عن كبار المبدعين من الفلاسفة . ابد مافية مبالغة أو أعجاب زايد و ليست هذة أول ما اقراء لك , لكنة شي حبيت اوصلة لك من قريت أو مقال لك في الوطن االله العالم متى , لكن من أول قراءة قلت هذا شخص مش بسيط و فكرة غير و تحليلة يدل على عمق فهمة و بعد نظرة . افتخر فيك اولا" كمواطن قطري و ثانيا" كمواطن عربي . كمحلل للمشاكل الاجتماعية خصوصا" الخليجية ما مر علي ابد مثلك رغم كثرة القراءة , لو كان بيدي لكان خليت كتابك و مقالاتك من المناهج مثل أي مادة اساسية لان كل شي تنادي بة قمة في التقدم و الفهم و الانسانية .

    محبك محمد الخيارين

    ردحذف