الأحد، 14 يوليو 2013


   ثوره أم إنقلاب؟

 

اقحام العسكر فى السياسه  تماما كما اقحام الدين فى السياسه.كلاهما عقيده .   لدى بعض الملاحظات حول  ما حدث فى مصر  أهو انقلاب أم ثوره ؟

 

اولا: الحكم الاخلاقى ينحاز الى المبدأ فى حين الحكم  المعرفى يأخذ بالظروف  والوضع القائم  , لايمكن التبرير لازاحة الرئيس  مرسى مبدئيا بل أن جميع دول العالم الديمقراطيه  أشارت الى ذلك , ولكن  معرفيا  تحدث الجميع عن الوقوف مع خيارات الشعب المصرى الذى خرج يوم 30 يونيو وضرورة البدء فى مرحله  جديده"حكم معرفى".

ثانيا:  الشرعيه "حاله " متآكله  وتعتمد على الاداء والانجاز وليست صك  امتلاك  بينما مشروعية النظام هى مدى تطابقه   مع القوانين والتزامه بالدستور.

 

ثالثا: هناك حالات كثيره قامت فيها الشعوب بثورات واحتجاجات على أنظمه منتخبه وأدت الى استقالة رؤساءها  واجراء انتخابات مبكره, بمعنى ان مثل هذه الأمور ليست بجديده على عالم السياسه.

 

رابعا: سيبدو الأمر أكثر وضوحا وإحراجا للعسكر وحكمهم المخيف للشعوب لو أن الرئيس مرسى  لم يتعامل  مع  الحكم الذى وصل اليه شعبيا بمنطق العقيده  أما الاستمرار او التضحيه بالنفس. ليس فى السياسه مثل هذا الخيار مطلقا حتى ولو كانت نتيجة الانتخابات كاسحه  ناهيك عن انها 51%

خامسا: ماذا  لو لم يتدخل الجيش هل ستكون النتيجه  مرضيه والشعب منقسم كل هذا الانقسام الذى شاهدناه, هناك من يقول  لن تكون اسوأ  مما حصل   ربما هذا صحيح , لكن عقيدة الجيش صماء لاينفع مواجهتها بعقيده اخرى, فإبعاد الجيوش عن السياسه أهميته أن  تكون السياسه فن الممكن  وليست عقيدة المطلق.

 

سادسا: السير نحو انتخابات مبكره من اكثر الحلول السياسه استعمالا  فى دول العالم بل هى روشته معتمده عند جميع شعوب العالم المتحضر

 

سابعا: يوم 30 يونيو  اثبت ان الأمة المصريه وصلت الى طريق  مسدود بل أتساءل كيف  سيكمل الرئيس مرسى حكمه ونصف الشعب يقول لا.

 

ثامنا: كان من الممكن اعطاءه فرصه اطول أو ممارسة ضغوط اكبر عليه حتى يتفاعل سياسيا مع الوضع  ولعل خطابه الاخير الذى كان خطابا ذو اتجاه  واحد , هو ماعجل  بتدخل الجيش.

تاسعا:المرحله الانتقاليه  بعد الثورات هى اهم مرحله, فى اعتقادى انها أجهضت فى مصر  باستلام العسكر لأمور البلاد كان من الممكنْ قيام مجلس انتقالى يمثل جميع الاطياف والتشكيلات التى قامت بالثوره ورسم خارطة  طريق وعدم الذهاب الى انتخابات  الا بعد وضع دستور توافقى يرضى جميع الاطراف, خاصة وان المجال العام فى المجتمع لم يكن متوازنا شأنه شأن  اى مجال عام  عربى  تسكنه الولاءات الاولى  واطيافها من قبيله او طائفه او جماعه.   

 

عاشرا: الوضع الدولى وأهمية دور مصر والظروف القائمه   كل هذه تلقى بظلالها على مايحدث فى مصر ليس هناك  مجتمع يعيش بمفرده فى عالم اليوم, نعم هناك من يتدخل فى مصر  اقليميا ودوليا لايمكن انكار ذلك.

 

أحد عشر:  الزعامات  تبرز فى مرحلة التوافقات أكثر منها فى مرحلة الصناديق النيه يجب أ ن  تتجه الى  ايجاد ارضية التوافقات أكثر من التركيز على إعادة عقارب الساعه الى الوراء, لاأعتقد بإمكانية رأب الصدع الى بتجاوزه.

اثنا عشر: البعد عن  التخوين  والعماله والتكفير والخطاب الدينى المثخن الذى يحيل الى "مظلوميه" سنيه -سنيه, والتعامل سياسيا مع الوضع بشكل يجعل من المستقبل    هو الخيار  الوحيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق