الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

إعلامنا والبوصلة الضائعه




الاشكالية في إعلامنا أنه يخلط  بين الذات والموضوع, بين المجتمع والحكومة , فهو ينطلق من رؤية الحكومة ك" ذات" ليفترض في الموضوع "المجتمع"أن يكون إنعكاسا لها   أو ضرورة العمل بشكل يجعله في توافق معها , فالموضوع " المجتمع"ليس مدركا مستقلا  أو أن له وجود خارجي مستقل    ولهذه الرؤية تبعات بودي لو أتناولها:

أولا :  يصبح الاعلام تبعا لهذه الرؤية الى مجرد أداة تنفيس لاأكثر  عن كل إحتقان يعاني منه المجتمع وليس بحثا عن حلول  عن مشاكله ومما يعانيه.

ثانيا: يشيع نمط من البرامج الحواريه المبستره  , كما شهدنا في برنامج سابق  "لكم القرار" أو البرنامج الأخير "بصراحة" مع تقديري لكفاءة  المقدمان الشابان,

ثالثا: كل تحديث ثقافي هو بالضرورة تحديث إعلامي وليس كل تحديث إعلامي يمكن أن يكون تحديثا ثقافيا, فالإطار موضوع الفعل هو الثقافة, فنحن كمن يصنع الصنم ثم يبحث عن عُباده.

رابعا:هذا التوجه يخلق نفاقا إجتماعيا ملحوظا , كمن ينتقد الوزارة  ويمدح الوزير في آن واحد,  أو كمن يحمل وزارة معينة تبعات الفشل وينسى أن مسؤولية مجلس الوزراء مسؤولية تضامنيه .

رابعا: هناك لبس بين مفهوم الحكومة ومفهوم الحكم , يرسخ إعلامنا هذا اللبس يوميا , الحكم هناك إتفاق مكتمل عليه و لكن الحكومه موضوعا للإنتقاد لأنها مجال التنفيذ .

خامسا:يفتقد إعلامنا  لفكرة الاعلامي المستقل أو الصحفي المستقل فالبالتالي لايبدو إعلاما للراي بقدر ماهو إعلاما  لردود الافعال وكذلك الصحافة كتاب الرأي لايتعدون اصابع اليد الواحدة.

سادسا: لايمكن الإيمان بمصداقية البرامج التراثيه والشواهد  المادية تزال بتواتر مستمر من هنا تصبح الانتقائية واردة ومحتمه.

سابعا:إستسهال مجال الاعلام  وعدم إدراك خطورته,  الاعلام أيها الاخوة فكر , والاعلامي بالضرورة مفكر , عندما إنتقل الشعر من دائرة الفكر الى دائرة اللفظ  جر ذلك الى تخلف الأمة, وهذا ما يقوم به الاعلام اليوم واعلامنا في المقدمة في تحويله من فكر إلى لفظ ويمكن ايضا ملاحظة أن أكثر الاعلاميين"  هم من الشعراء.

أنا على يقين بأن مجتمعنا القطري يملك الكثير من المواهب والقدرات  بشرط أن يترك ليعبر عن ذاته  فهو أكثر إيمانا بقيادته   وأكثر إيمانا بعروبته وإسلامه , فالحل في ترك بذور المجتمع المدني تنمو  أو استزراع مايمكن إستزراعه منها.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق