الثلاثاء، 3 يوليو 2018

المجتمع بين المواطن والزبون

التفاعل الذي أفرزه نمط العلاقات الافقيه في المجتمع القطري السائد في فترتي الستينيات بدأ بالانكماش مع   لتركيز أكثر على المصلحه الفرديه على  حساب  المصلحه العامه نتيجة لنمط العلاقه الرأسيه الزبائنيه  التي  بدأت تصبح نمطا  سائدا في المجتمع القطري إلا فيما ندر. وهي مؤشر"بداوه   اكثر منه مؤشر"تحضر" رغم ماوفره هذا النمط من العلاقات من اشياء ماديه  وكماليات  , وفي إعتقادي أن إقتصاد"الريع" القائم على التوزيع لم يزد المجتمع القطري حضاره بقدر ما "بدوًن "  الحضر       فتحولت الشخصية الحضرية نتيجه للريع وعلاقاته   ثقافيا  الى " نمط من البداوة" وهو ما اسميته في مقال قديم لي  بظاهرة"الفداوي المعاصر" أستثني من ذلك التجار  والملاك الكبار  التي لهم قدر من الاستقلاليه الاقتصاديه  , إلا أنهم سياسيا  مع زيادة الضروره  للتعامل رأسيا مع السلطه  كان لابد لهم  من العلاقه الزبائنيه  لاستمرار مكانتهم ونفوذهم.أكثر المتضررين من تغير نمط العلاقات الاجتماعيه كانت هي العوائل والأسر القطريه الحضريه , لأنها تاريخيا كانت تعتمد اساسا على العلاقات الأفقيه الى حد كبير مع الشيوخ وافراد الاسره الحاكمه, سوى العلاقه مع الحاكم التي كانت بالضروره رأسيه الى حد ما , وكان كبار رجالات قطر   يتناقشون في مجلس الحاكم حول أوضاعهم  وهويستمع ويبادلهم الرأي والمشوره, ولم تكن العلاقه رأسيه واضحه الا مع رجال الباديه  الذي يعملون عند الشيوخ "الفداويه " أو الخويا" والخوي  قد يكون أحد المقربين المحظيين  عند الشيخ أو عند الحاكم لذلك هو أعلى مرتبة إجتماعية من الفداوي. لذلك قل التفاعل الاجتماعي الافقي  بينهم بينما إزداد رأسيا مع الشيوخ  واصحاب السلطه . في تاريخ قطر سنجد العديد من رجالات قطر ممن وقفوا مع المؤسس الشيخ جاسم بن محمد منذ تاسيس الإماره , فالشخصيه القطريه إمتازت أساسا بمحليتها وإرتباطها بالأرض وتاريخها الوطني كان  دائما إيثاريا لم تضع في ذهنها المستقبل وموازناته  وتوافقاته  بقدر ما كان همها  الارض والمحافظة عليها ودرء الاخطار عنها ,و فيما عدا تأثرها بالمد القومي الناصري في الخمسينيات وبداية الستينيات  و وجود   طبقه عماليه انتاجيه  مواطنه  التي كان لها تأثير واضح في تبني  الشعار الوطني والقومي والقيام باضرابات ومظاهرات  في ذلك الوقت, لم يعرف عن الشخصيه القطريه تاريخا  نضاليا  ايديولوجي الطابع, والدليل على ذلك أنه بعد تراجع المد القومي الناصري , عاد الجميع الى  التعامل مع الوضع السائد , بمن فيهم من تزعم تلك المرحله كما كان في السابق . دليلا على انها  مجرد حاله"نضاليه" أرتبطت بظروفها الخارجية اكثر من ارتباطها بواقعها المحلي المعاش 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق