الأربعاء، 26 فبراير 2020

الكورونا"الثقافية"



في حين يعيش العالم حالة طوارىء غير مسبوقه لمواجهة وباء فايروس "الكورونا" وتتداعى الدول  في حماية مجتمعاتها  ومواطنيها من هذا الوباء , وتعيش صناعة السياحة والطيران حالةً من الصراع بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة , يعيش المجتمع كورونا من نوع آخر "ثقافي" يضرب  نمط العلاقات السائد في المجتمع, وهو الطمع في العلاقة الرأسية  مع أصحاب النفوذ على حساب العلاقة الافقية التي يحتاجها المجتمع لإستقراره وطمأنينته. سقط مفهوم المسافة الاجتماعية او المسافة من الجميع , لذلك سادت سلوكيات  فايروس"الكورونا"  الذي يقفز من مكان الى الآخر ويتشكل  ويتجدد مع كل مقاومة جديدة , ينتشر هذا الفايروس  بين الجميع مواطنين ومقيمين إلغاء المسافة  الاجتماعية بين السلطة و المجتمع  لايصبح  ذو قيمة  مالم  تحكمه مؤسسات  وليس هوى أفراد , من ينجح في ضرب علاقة رأسية مباشرة قفزاً على المجتمع  هو حصيلة ريع لذلك يصبح أيقونة" الى جانب  السلطة , من الملاحظ أنه سابقاً كان التعليم ينتج مثقفين ضمن حدود الوظيفة والتخصص , اليوم ينتج الريع " أيقونات"  انتقلت وتحولت من حال إلى حال , نمط العلاقات الافقي مهمٌ جداً لايمكن القفز عليه  لأنه  شريان بقاء الطبقة الوسطى , ومكان القيمة المعنوية للمجتمع , بغير هذا النمط من العلاقة يصاب المجتمع بكورونا ثقافية نتيجة سيادة العلاقة الرأسية على حساب العلاقة الافقية  فينتج ثقافة شحم  وليس لحم , مظهر وليس مخبر , شهادات مزورة , تطبيل بلا تفعيل , سيقضي المجتمع الدولي  بقوة الله وقدرته على فايروس "كورونا" الوبائي  , وسيظل القضاء على "كورونا" الثقافي المنتشر لدينا أمل كل محب ومخلص لهذا البلد وقيادة , الفرق بين الفيروسين , أن الاول  يحتاج الى مصل او تطعيم وقائي  من المختبر بينما الثاني يحتاج الى إنسان  يشعر بوجوده الخاص وبقيمتة الانسانية  وليس مجرد شىء يلتحق بوجود الآخرين  كما يلتصق فايروس الكورونا بأنف المصاب لايبرحه حتى يصيبه أو يقضي عليه المصاب.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق