أعني بالنص هنا القران الكريم , بلاشك ولاجدال , نحن أمة أنشئها النص , وعلى مر تاريخها لديها إشكالية ليس فقط في فهم هذا النص بل وفي إسلوب تطبيقه,والجدال والفتنة التي حصلت في أول عهد الامة مصدرها الاختلاف في فهم النص وفي تأويله ,وحتى اليوم والسياسة والحكم أو التأمر عبر تاريخها أيضاً مرهون بإستخدام النص وتوظيفه.والجميع يدرك عظمة النص القراني وكثافته وسرمدية إمكانية فهمه لجيل بعد آخر كلما تطورت أساليب الفهم والدليل أننا نحظى سنوياً بأجيال تتجدد مع فهمه وتتفنن في استخراج كنوزه وجواهره,فهل هو داء الأمة أم دواؤها؟
بالطبع ليس هو داء بل دواء ولكن بأي جرعة فهم وبأي مقدار تطبيق ؟
وهل كيف يمكن المؤامة بين النص الثابت والواقع المتحرك؟
هل ثمة شيٌ خارج النص , أم "لاشىء خارج النص"؟
ماهو مقدار الحرية وما هو مقدار الحتمية في كل من فهمه وتطبيقه؟سواء للفرد ام المجتمع؟
هل الأمر مناط بالفرد أم بالسلطة؟ الفرد أم المؤسسة؟
ماهي حدود حرية الفرد في فهمه ؟ وماهي نسبة الاحتكار في ذلك سواء كان ذلك لمؤسسة دينيه أم جهاز سلطة دينية؟
هل يكفي صلاح الفرد لصلاح المجتمع أم يجب إصلاح المجتمع من خلال فرض رؤية شمولية ترى الدولة انها الانسب ليلتزم بها الفرد فهماً للنص القراني؟
هل القران كتاب هداية وإيمان أم كتاب علم ونظريات علمية وجميعنا يدرك هبة التفسير العلمي للقران التي سادت ثم إنحسرت ؟
القران كتاب يبهر الانسان حين يتمعن فيه لأن في طبقاته من الكنوز الكثير كلما ازداد الانسان إدراكاً كلما إكتشف جديداً مبهراً. ولكن في إعتقادي يبقى هناك شيء خارج النص , وهو النص المرئي أو المشاهد وهو الطبيعة بشكل عام وحوادث التاريخ ومشاهد آثاره " قل سيروا فأنظروا كيف بدأ الخلق " وغيرها من آيات السير والنظر في القرآن وهي كثر بمعنى ليس فقط الذهنية الايمانية وانما الذهنية العقلية لها دور في النظر والاستقراء والاستنتاج ,وهو أمر يرجع الى النفس البشرية ومرجعيتها وهو مجال للحرية خارج النص لايمكن إهماله أو الاستهانة به.ثم أي فهم لأي نص ؟ يبني الأمة ويعزز اللحمة ويدخلنا العصر ؟ هذا سؤال جواهر , نحن لانزال خارج العصر رغم وجود هذا الكتاب بين ظهرانينا لاكثر من الف وخمسمائة عام,. أعتقد أننا نتحرك في فهمه إنطلاقاً من عقلية الحتمية وليس انطلاقاً من مبدأ الحرية, بمعنى أننا نريد أن ندخل العصر في داخله أو نفرض فهماً معيناً له على العصر, وفي اعتقادي أنه يحتمل كل العصر وتغيراته بشرط أن نفهم آياته الكونية من حيث الإبدال والاحلال وشروط كل منهما, ونترك فكرة العصر الذهبي المستعاد لاستحالة ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق