الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

المثقف بين الثبات على المبدأ والطمع فى الغنيمه

المثقف بين الثبات على المبدأ والطمع فى الغنيمه
 عبدالعزيز محمد الخاطر
من الصعب  على العربى  ان يثبت ان موقفه تجاه اى قضيه  فى بلده موقف "مبدئى" اى يقوم على الايمان بالمبدأ وليس على اى شىء اخر, ومن السهل جدا ان يقال له انه  لو اصاب شيئا من الغنيمه لتغير موقفه ولربما انقلب  رأسا على عقب , وحده الموقف من العقيده  لدى البعض وليس الكل يمكن ان يكون استثناء . تاريخنا العربى  هو تاريخ" الغنيمه  بأمتياز, وتاريخ الولاءات بدرجه مماثله. لذلك  يضرب المثل بالمعارضه العربيه  عندما يأتى الحديث عن الظرف والانتهازيه  لا عن الاجنده  والمبدأ. المولاه والمعارضه  فى عالمنا العربى  لعبة كراسى موسيقيه  كل فقره تنتهى يتغير فيها  الكرسى وصاحبه من موقع الى اخر. لذلك كثير مما يثار فى الصحف والمجلات وكثير مما يكتب  لايخرج تقييمه عن ذلك  , لو اصابه شى من الغنيمه  لانتقل الى الضفه الاخرى  لايستطيع حتى الصادق اثبات غير ذلك  لانه لم يتعرض للاختبار بعد. قل لى كم وزير رفض الوزاره والمنصب  رغم انتقاده للسياسات وتوجهها, فقط فى الكويت ترفض الوزاره للفوز بكرسى البرلمان  مما يعنى غنيمة اكبر . الموقف المبدئى يحتاج الى بنيه تحتيه مختلفه تماما  غير متوفره فى عالمنا العربى, ما يفعله العربى  هو اداءه للدور  لااكثر  ومهما كانت درجة تقمصه لهذا الدور يظل الخروج منه سهلا وميسرا. العربى صاحب مبدأ  من السلطه  حتى  تلوح له  او تغريه الغنيمه التى يقوم عليها عقله السياسى كما ذكر الجابرى رحمه الله .الم يكن المتنبىء مفخرة الادب العربى وحاضره الغائب  اسطع مثالا  على  هذه الصوره , لكن المبدأ من السلطه ليس هو بالضروره المبدأ من الحياه. تاريخنا شاهد على اعتذاريات مثقفينا  وتراجعهم  وانخراطهم  وعودتهم وتنكرهم لما قاموا به    والعود احمد  وحتى لولم يتغير السبب او يزول ولكن ظروفهم تغيرت  اما سلبا  واحيانا كثيرا ايجابا.
لذلك  لاتعبأ العقليه العربيه وحتى ونحن  فى عصر ثورة الاتصالات  وسرعة  وسائل النقل بما يكتب وتعبأ به الصحف والمنتديات , لانها تدرك حسب تجربتها الطويله التاريخيه التى  عاشتها او قرأتها تاريخا  ان القضيه  قضيه  نصيب من الغنيمه لم يتحصل بعد, ولا تكترث السلطه كذلك به لانها تملك الجزره وتستعملها حين ومتى تشاء . ربما هناك استثناءات  عبر التاريخ بسيطه جدا  لاتكاد تذكر  فى ثنائيه  الفرد والسلطه بالذات. لست ممن يؤمن بالحتميات  ولكن الخروج منها يتطلب حفرا تاريخيا  وخروجا عن  المرجعيه التاريخيه التى تؤبدها. هل يعذر العربى عندما يكون موقفه زئبقى حسب ترائى الغنيمه له ؟ الم يكن متماشيا مع تاريخه الذى يقرأه ماضيا ويعيشه ويصنعه معهم حاضرا؟ وهل يلام من ينتقد مثقفى هذا العصر بأنهم وقتيون و  حسب مصالحهم ؟ جميعنا ينتقد من اجل الصالح العام   الكل يقول ذلك ولكن ماذا اذا  انتفى تقابل الصالح العام مع الصالح الخاص, او ماذا لو ضحكت لك السلطه يوما  هل تقوى على مقاومة اسنانها الذهبيه ام انك خارج التاريخ العربى هذا هو السؤال؟  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق