الخميس، 28 أكتوبر 2010

الديمقراطيه كصوره متصارعه فى الذهنيه العربيه

 
 عبدالعزيز محمد الخاطر

دخل مفهوم الديمقراطيه فى الذهن العربى  ليخرج منه شيئا اخر ليس له نصيب منه سوى الاسم, من المعروف ان الفكره اى فكره او

الصوره عندما تنطبع فى ذهن الفرد  لاتخرج منه او لايراها هو كما هى فى ذاتها وانما كما صورها له  ذهنه بما كان يحمله من صور وافكار قبليه نتيجة التجربه  والتربيه بالاضافه الى عاملى الزمن والمكان هذه قررها "كانت" منذ قرون ونقل بها الفكر الانسانى نقله  كبيره من الايمان بان هناك حقيقه  يتفق عليها كل البشر الى  نسبية هذه الحقيقه ليمكن اثر ذلك التعايش بسلام بين بنى البشر. على كل حال  ما يهمنا هنا هو كيف استقبل الذهن البشرى الديمقراطيه كفكره وكيف  تعامل بها  بعد ذلك. كانت فكره طوبائيه يونانيه وتطورت بتطور الذهن البشرى نفسه وكنسه لما قد يحول واستيعابها شيئا فشيئا  عبر تعرجات تاريخيه مؤلمه ومع ذلك  تشكلت هذه الديمقراطيه بما احتواه الذهن البشرى  من تصورات  قبليه  فنرى مثلا الديمقراطيه الفرنسيه تختلف عن تلك القائمه فى بريطانيا  او تلك الاخرى فى امريكا او فى الدول الاسكندنافيه او فى المانيا جميع هذه الاختلافات كانت اساسيا لاختلاف الصور القبليه المترسخه فى الذهن انظر الى المملكات الدستوريه  هى انعكاس للذهنيه القبليه  السائده سابقا لم يستطيعوا محوها ولكن كيفوها مع العصر المعاش , انظر الى الاحزاب الدينيه فى اوروباء لم يتخلصوا منها كصور قبليه فى ذهن الاوروبى للعصر الدينى الذى عايشته اوروباء ولكن  ادمجوها بالعصر, انظر الى  الديمقراطيات الاشتراكيه  لان الماضى الاشتراكى لتلك الشعوب وصوره القبليه فى الذهن لايمكن محوها بسهوله ولكن حدثوها  وجعلوا منها  طريقا للمستقبل.  والامثله كثيره هناك . تعال الان الى عالمنا  العربى واستبساله   فى تلهفه لمفهوم الديمقراطيه فى الوقت الذى يكرس فيه صوره وافكاره القبليه الموجوده فى ذهنيه ولايسمح بأن تمس او تعدل  مسايرة للعصر فتصطدم الفكره بالصوره القبليه المتجسده والمحفوره حفرا فى ذهن العربى ليخرج المنتج مسخا كالذى نراه او نسمعه, جملوكيات ديمقراطيه  وجمهوريات شعبيه ديمقراطيه وديمقراطيات اسلاميه . الصور الذهنيه القبليه من الثبات بمكان انها تطرد او تشوه  جمال الفكره  واصطياد محاسنها, عندما ترتطم  قيم الديمقراطيه  بصور الذهنيه العربيه الاساسيه تخرج شيئا اخر  يدمى القلب ويذبح المفهوم ذبحا. فاصطدام مفهوم المساواه مثلا بصور التمييز الحيه فى ذهنيه العربى يكون النتاج فئويا ومحصورا بلاشك كأن تكون للرجال دون النساء او لفئة دون غيرها,  انظر لما تصطدم قيمه الحريه  بذهنيه العربى وصورها الاستعباديه والتمييزيه الكثيره طبقا للعائله والطائفه والعرق ماذا ينتج  وكيف يمكن للعربى صاحب هذه الذهنيه ان يراها كقيمه. فالكلام كثير عن الديمقراطيه ولكن   الناتج صفر. الصور القبليه او الافكار الاوليه هى صاحبة السياده ايها الساده , هذه تحتاج الى كنس او تشذيب بحيت  لاتدمى ما يصل اليها ويستقر الى جانبها, نحن بحاجه الى التاريخ  لالنعيشه فقط ولكن لكى نتعلم منه كيف  نعتنى بأذهاننا على الاقل , معركتنا مع الديمقراطيه معركه ذاتيه  ليست معركة بوش ولا امريكا  نحن نقول بعدم جدوى استيرادها وفى نفس الوقت نقول لابد من  تصحيح مفاهيمها وقيمها فى اذهاننا  "فالنيجاتيف" داخل الذهن مشوه فأنى للصورة ان تشرق, فاذا سيطرت القبليه على الذهن فالديمقراطية  القادمه قبلية الاطراف واليدين, واذا سيطرت الطائفيه على الذهن كذلك فالديمقراطية القادمه طائفيه الاسنان والانياب وهذا فى حد ذاته جذف فى حق القيم والمفهوم ذاته وتزوير يندى له جبين الانسانيه . اعيدوا النظر فى الصور والافكار  المتجسده فى   اذهانكم واخرجوها من قدسيتها المتصوره ايها الساده تكونوا فى اول الطريق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق