الخميس، 10 ديسمبر 2015

فهم جديد للفكر القومي أو مزيدا من الدواعش


أعتقد جازما أن بداية الحل لاشكاليتنا الراهنه هي في بناء الدوله , عندما فشلنا في بناء الدوله الوطنيه , رغم رفض شعوبنا للدوله الدينيه كما شهدنا في مصر وتونس , ورغم رفض شعوبنا في الدوله القوميه المطلقه , إلا اننا ظللنا عاجزين عن بناء الدوله الوطنيه , فكانت النتيجة هي ما نعيشه الان من مسلسل طويل يبدا بالوهابيه" كما توصم وينتهي بالداعشيه مرورا بالقاعده والجهاديه وكثير غير ذلك في طريقه الى الظهور. الأمر إتخذ بعدا اخطر من مجرد العجز عن بناء الدوله الوطنيه ويتمثل ذلك في القضاء على الدولة القائمه رغم مثالبها وعيوبها. أنا أعتقد أن المحافظه على الدوله القائمه هي بداية البناء نحو الدوله الوطنيه , وليس القضاء عليها سوى الاتيان بدواعش تتكاثر حتى تملء المكان ويصبح الامر أمرا وصراعا لاهوتيا اخرويا ضد الفكره وضد الله .عندما اخرجنا الدين من غطاره الفردي وربطنا بفكر الجماعه أمكن للايديولوجيا من السيطرة عليه وتسييره نحو اهدافها , الدين في مجمله وفي حكمته يتطلع حيث مصلحة الانسان سواء كانت في الشرق أو في الغرب في الشمال أم في الجنوب, الدين يقبل الحياه الدستوريه , وحقوق الانسان والدوله في حقيقتها ترتكز على حقيقة الفرد ولايمكن ان يكون الفرد مواطنا الا من خلال الدوله ولايمكن ان يمارس حريته الا من منظومتها , فشل العرب في بناء الدوله لايعني الاتيان على الدولة القائمه , فشل العرب في الوحده , لايعني الاتيان عليها كفكره تتحقق باساليب متعدده و فشل الدوله القوميه لايعني السقوط الى ما قبلها من مرجعيات تتناثر هنا وهناك . خيارنا واحد فهم جديد للفكرة القوميه أو مزيد من الداعشيه تنمو هنا وهناك وتتكاثر كما يتكاثر الفطر في أرضه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق