الجمعة، 11 ديسمبر 2015

إحذروا : تكاثر اللوبيات داخل المجتمع


كل جنسية من الجنسيات التي تستوطن الدوله لديها"لوبي" وهو مصطلح يدل على أصحاب المصلحة المشتركه دون الاعتبار منهم بالمصلحه العامه أو التي يفضلونها على المصلحه العامه . فجنسية تتحكم في سوق الكراجات , وجنسية أخرى في عمل الجمعيات , وأخرى في سوق السيارات والارقام , وثالثة في سوق الدواء , ورابعه في سوق البناء وهلم جرى. بينما "لوبي" المواطن لوبي لغوي , يجرى خلف التاريخ والتراث بحثا وتنقيبا , خاصة هذه الايام . هذا المنظر المؤذي لايدل على موقف صحي يتمتع به الوطن على المدى الطويل , تتشكل اللوبيات في وضعها الصحيح في المجتمعات السياسيه الشفافه التي تعدت مرحلة الصراع على الوجود الفعلي وانتقلت الى الصراع على الوجود السياسي وبرامج العمل , ما يقوم في مجتمعنا هو صراع على التمكين والحيازه وهذا خطير مالم نتبه لعواقبه , خاصة ان الاستقدام الكبير والهجره الى الدوله تتزايد يوما بعد , رأيت أفرادا لم يجددوا استمارات سيارتهم منذ سنين ولم يمروا على الفحص الفني ويتجولون بكل حرية في شوارعنا في سياراتهم المتهالكه لأن اللوبي المستحكم هناك يعفيهم أو يتجاوز عنهم, سمعت عن عمالة سائبه بأعداد مهوله تتحكم بهم لوبيات السوق وتعرف كيف تخفيهم وتخرجهم من البلاد دونما صعوبة , سمعت عن ادوية بالملايين تخرج الى السوق الخارجي , هناك مجتمع آخر داخل المنطقه الصناعيه لاعلاقة له بالمجتمع القانوني , يعيش فيه الهارب من عمله ومن كفيله سنوات حتى يأتي من يخرجه من البلد دونما مساءله او رقيب .على أقل تقدير هناك وضع لابد من تصحيحه و يبقى المواطن "ولوبي" الوطن الذي هو مسخر للصراع حول التاريخ تاريخ الوطن وأحقيته وفصائده واشعاره , والطريف في هذا اللوبي ان عليه ان يكرر ذلك دائما في كل عام, لوبي لغوي تاريخي ماضوي بينما الارض من حواليه تسير بإتجاه آخر يكرس المصلحة والجهد والعمل . يجب ان لاتسمح الدوله بوجود لوبيات أو أن تعمل جاهدة على التخلص منها , ليس من مصلحتها ولامن مصلحة المجتمع تكون ذلك , وفي نفس الوقت يجب التنبه الى أن قضية التراث ليست قضية إعادةف" لوبي "التراث الحقيقي في استحضاره وليس في تعبئته والافراط في مكانته, مكانته الحقيقه في قدرته في تكوين هوية حاضرة اليوم للمجتمع , ردم الهوة بين التراث والحاضر بشكل يجعل المجتمع لايتصارع مع ذاته هو الطريق, يصر لوبي المجتمع على استحضار التاريخ , بينما تصر لوبيات "المجتمع الجديد" على الدخول في العشوائيات لتضمن لها هوية تقابل هوية الدفع التاريخي الذي يدفع باتجاهها المجتمع . أقليه تاريخيه في مواجهة مع أكثريه عشوائيه. نؤمل على الدوله واكتمال بنيتها الدستوريه والقانونيه . فقط نريد أن نلفت النظر لهذه الظاهرة الخطيرة لتكاثر اللوبيات الغير مشروعه لتعيق تطور المجتمع وتدخله ضمن صيرورة البحث عن الوجود بإستمرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق