الجمعة، 11 مارس 2016

"أخي جاوز الظالمون المدى" و"فسحة "المدرسة

>الفرصه أو"الفسحه"بين الدروس كما نسميها أيام الدراسة النظامية في المدارس كانت تمثل جزءا من منهج الدراسة وهوية المدرسة , لازلت أذكر نشيد "أخي جاوز الظالمون المدى فحق الجهاد وحق الفداء" الذي يذاع في "الفسحة" بين إنتهاء الدرس الثالث في مدرسة قطر الاعدادية, حيث نذهب الى المقصف المدرسي لتناول المرطبات والوجبة المدرسيه من سندويشات "لحم بوعجين أو فلافل" بينما صوت محمد عبدالوهاب الشجي يغذي وجدان الطلبة بكلمات الشاعر علي محمود طه زارعا وعيا بعظمة أمتهم ولغتهم وقضيتهم المصيريه قضية فلسطين."أنتركهم يغصبون العروبة مجد الأبوة والسؤددا , وليسوا بغير صليل السيوف يجيبون صوتا لنا أو صدى" .الفكرة هنا أن المدرسة كانت تمثل منهجا نابعا من خصوصية المجتمع ومن خصوصية قضاياه التي يعيشها ,فهناك تفاعل بينها وبين المجتمع , لذلك كنا نرى الفروق , لكن لم نكن نرى الشذوذ والتناقض والتصادم بين المناهج , كانت اللغة العربية مشتركا أساسيا في المنهج , لايطغي على أهميتها طاغ , كان الوعي الاجتماعي ينتقل من الوطن الاصغر الى الوطن الأكبر, المنهج الديني الموحد في جميع مدارس الدولة ساعد على أداء المسجد لدوره وكذلك للخطيب في منبره.الطابور الصباحي وجبة عروبية إسلامية , فيها الحديث وفيها النشيد وفي خطاب الأمة العربية الواحدة, كان الاستعداد لمعركة جديدة مع العدو الاسرائيلي هو العامل الأهم المسيطر على وعي الأمة , كانت حرب الاستنزاف على اشدها الأمر الذي أرهق كاهل إسرائيل حتى تطلب من أمريكا التدخل لإيقافها بعد ذلك "الفسحة" بين الدروس كانت تنقل الطالب من وعي الدرس الى وعي الأمة , أشفقت كذلك على الاجيال اللاحقة لذلك حيث لاطابور صباحي ولافسحة مرتبطة بواقع المجتمع , والاخطر من ذلك كلة الخلط المسيطر على أذهان الجيل بين العروبة "كهوية" وبين القومية العربيه كتجربة سياسيه لها إخفاقاتها ككل التجارب السياسية في العالم نتجاوزها بتجاوز أخطاءها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق