الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

فيما يخص المواطن الأبله


  أثار مقال الاخت الكاتبه الفاضله مريم الخاطر "كيف تكون المراجل في قطر؟" الذي نشر بالأمس في جريدة الشرق,ردود فعل  كثيرة في مواقع الاتصال الاجتماعي, كلها تقريبا تؤيد ما ذهبت إليه أن  موقع"الدوحة نيوز" الالكتروني  يعمل بعيدا عن الرقابة الذاتيه والرقابة الاجتماعيه فيما ينشر حتى أنه أتى على مسلمات المجتمع الدينيه والاخلاقيه .في حين أشار المحر أنه لايسعى لذلك وإنما هدفه نشر ثقافة التسامح في المجتمع.كنت الحظ منذ زمن طويل ان الصحف الانجليزيه المحليه أكثر دقة في نقل الاخبار وفي الاحصائيات وبالاحداث التي  تجري داخل المجتمع والتي عادة تخفيها الصحف االعربيه القطريه.المعلومات التي يملكها المقيم  أدق من المعلومات التي يملكها المواطن  العادي, كم من المعلومات استقيناها بدقة من مقيمين, هناك حالة من البلاهة يراد بها ان تسيطر على المواطن, البلاهة نوع من السير المطمئن المؤدي الى المجهول , الابله سعيد  لكن لايعرف الى اين هو ذاهب؟

فإذا كانت "الدوحة نيوز"  تدار بفكر مغترب كما تشير الاخت الكاتبه الفاضله مريم الخاطر في مقالها المثير  وإذا كنا أكثر مجتمع يحتفي بالدعاة طوال العام,  فكيف نفسر فكرالاغتراب وفكر "الصحوة" في مجتمع واحد؟  وإذا كان الاعلام الرسمي منقسم بين "أهل قطر " أو "هل قطر"  وإذا كان المواطن  يستعد من الصيف  لمهرجان"لشته" للتأكيد على هويته , وإذا كانت صحافتنا يوميا تزودنا بإحصائيات تفوقنا وحصولنا على المراكز الاولى على العالم  في نسبة" طول "عمر الانسان , وفي حصة المواطن من الناتج الاجمالي ,هذا التناقض يدخلنا في دائرة البلاهه.   حيث تنشأ البلاهه عندما يفقد المجتمع ثقته في إعلامه , وبالتالي يلجأ الى مصادر اخرى للخروج من دائرة البلاهه, الاعلام الموجه  في داخل مجتمعاتنا  يحترم  الاقليات الموجوده  ويحرص على المصداقية فيما ينشره ويقدمه هذا واضح لكل متابع.منذ الستينيات  كانت مجتمعاتنا تعتمد على راديو "لندن" ولاتصدق خبرا إلا إذا جاء عن طريقة حتى حرب الخليج في التسعينيات , هذا دليل على اننا مجتمعات نعيش على البلاهه لأنها شرط من شروط بقاء الانظمه و تأتي الاحداث ونستفيق قليلا ثم نعاود المسيرة , ما فعلته الكاتبه القديره مريم هي  نوع من التنبيه للغافل المستمر في غفلته  التي اصبحت نمطا لحياته ويصفون بمن يقوم بذلك ب"منبه اللوه" واللوهه طائر بحري اسود أبله في غفلة دائمه حتى وان اقتربت منه لايحس  بك, لذلك يخرج لنا دائما بين الفينة والاخرى من ينبه اللوه فيتحرك ثم يعاود غفلته وبلاهته, إلا ان المشكل هنا أن الكاتبة إستدعت " الفزعه" حيث لم تجد رأيا عاما منظما ولامؤسسات مدنيه ودستوريه وهذه قصة اخرى تعمق من ثقافة البلاهه ومن نمط سلوك "اللوه" ومن طراز المثقف "المنبه" الذي يقرع الجرس ثم يختفي. هناك كلمة أخيرة أود أن أشير إليها , طالما كان المواطنون أقلية فثقافتهم ستبقى دائما ثقافة أقلية"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق