الاثنين، 11 مارس 2019

إنقذوا المجتمع منهم

 


اذا تحول المدح الزائد"التطبيل أو الذم الغير مبرر الى ثقافه وهما في الاساس موقف فانت امام مجتمع معوق لانه حول الموقف المتغير الى ثقافه ثابته ،على كل حال ،فان طيف الحراك المجتمعى فى دول الخليج يتحرك على خط أُفقى طرفه الأول الإحتجاج بدرجته القصوى المتمثله فى النزول الى الشارع ولكن الأعم في النقد في وسائل الاعلام  والاتصال المختلفة, الى طرفه الآخر الأقصى المتمثل فى المدح الزائد عن العادة أو التطبيل,ولى هنا بعض الملاحظات على فكرة الاحتجاج  وغرض المديح:

أولا: النقد  صوره من صور  الرد التلقائى على أمر أحدث  ألما  وضررا  لشخص ما أو لمجتمع معين وهو حق  تكفله جميع الدساتير.

ثانيا: التطبيل   هو مدح تحول الى" ثقافه"  وبالتالي الى طبقه تسمى "المداحون أو المطبلون"فأصبح مديحا  لايرى سوى الحسن ولو كان  الأمر سوءا وشرا مستطيرا. حتى أن المرء ليُسىء ومع ذلك يمدح على إساءته كما يذكر الشاعر محمود البارودى/ وأعظم شىءُ أن ترى المرء ظلما يُسىء/ ويتلى فى المحافل حمده.

ثالثا: التطبيل كثقافه هو إحتجاج سالب إنقلب على  صورته الجدليه  المتمثله  من "فعل/ إحتجاج/  فعل مركب يحمل  فى أحشائه حلا." إلى فعل/ناقص لعدم القدرة او الخوف من الاحتجاج او لانتهازيه مفتعله/ أثمر تطبيلاً."

رابعا: المجتمع الديمقراطى يقوم على الاحتجاج السلمى ويستهجن التطبيل  لأنه يضع العمل فى إطار المسؤوليه  والمسؤوليه  فى إطار القانون.

 خامسا: النقد البناء دليل على  حيوية المجتمع  والتطبيل "الاحتجاج السالب" دليل على  أنه مثير للشفقه.
سادسا: تتأثرجميع أوجه الاحتجاج  عندما يعجز المجتمع  عن بلورته ذاتيا أو نتيجة الخوف وتعرضه للقمع , فيشيع الابتذال فى الثقافه ويتحول النقد البناء  نقدا شخصيا وربما مؤجورا ويصبح الرأى  خادما   للإملاءات  وليس رأيا حرا .

سابعا: إذا شاعت ثقافة التطبيل   أصبح المجتمع مسرحا مهيئا للمؤامره والفرز بأشكالهما المتعدده  لتعطل الصوره الجدليه  التى تقود الى التغيير  بديناميكيه  وحيويه .وأصبح المطبلون هم رواد الثقافة فيه.

ثامنا: الثبات كثقافه موجوده فى تاريخنا العربى والاسلامى  تستمد قوتها من  فهومات وتفسيرات كثيره منها الدينى ومنها الاجتماعى , فلذلك يبدو الاحتجاج  مقصدا لكثير من  الفتاوى المستهجنة له كخروج عن الطاعه وإجتماعيا كمعصيه  للثقافة الابويه.

تاسعا:
قيام المجتمعات على مركزية الصوت كما يوصفها "دريدا" يساعد على  تكون" الاحتجاج السالب" الذى ذكرت, مركزية الصوت تتطلب منبرا لايحتله سوى فرد معين  أيا كان شكل هذا المنبر  دينيا أم إجتماعيا,
عاشرا:  يصبح المجتمع  معرض للإنفجار  بصوره أعنف من غيرها  عندما يختفى النقدالايجابى والصحى ويشيع التطبيل بصوره ممقوته لأنه سقف مقفل ويتيح للانتهازيين التكسب من الريع والمزايدة على اصحاب الضمائر والمواقف, لذلك ربما يستدعي الامر دراسة"حالة" لكل مطبل أو حتى لكل  قادح بشكل  يتعدى النقد الايجابي او البناء.حتى ينجو المجتمع من هذه الظاهرة المستهجنة.
المطلوب من المجتمع الوعي بهذه الظاهرة  ولايشجع على إتساعها أو إظهار أصحابها بمظهر أكبر مما يستحقونه, فلا تصوت ولا تشجع ولاتتبع إلا من يقدم للمجتمع قيمة مضافة سواء في تغريد أو في مقالة أو رأي مسموع في وسائل الاعلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق