الأربعاء، 31 مارس 2021

القبيلة والدوائر الانتخابية"2"

لاغنى عن القبيلة كمصدر لكثير من القيم في مجتمعاتنا فهي مكون اجتماعي رئيس والجميع ينتمي الى قبيلة بشكل أو بآخر لكن الخطورة في التأسيس لها كمحور في تشكيل الدوائر الإنتخابية في مجتمع لم تُغرس فيه بذور مجتمع مدني مواز للدولة بعد ,لايأتي من طبيعة القبيلة وانما يأتي من طبيعة الدولة, هل وجودها اي الدولة غاية في حد ذاته أم كان وسيلة لتحقيق غايات اخرى؟ إذا كانت غايةفي حد ذاتها فلاإشكال البته حيث الجميع شارك في نشوءها , أما اذا كانت وسيلة فذلك يعني أن عناصر خارجية عنها عملت على التأسيس لها واعني هنا بالعناصر الخارجية الابعاد الميتافيزيقية كالدين او الله أو الخلافة او العائلة الشريفة أو المقدسة, هل هي دولة الله؟مثلاً أم دولة دين معين أو قبيلة تنتمي الى النسب الشريف مثلاً أم لانجاز ماضوي حققته هذه ام تلك؟ طبيعة الدولة هو ما يجعل من القبيلة عاملاً ايجابياً ام عاملاً سلبياً وظيفياً, لذلك من الاهمية اولاً العمل على دستورية الدولة ما أمكن وتنشيط بذور المجتمع المدني لاهميته , فهيغل مثلاً يرى أن مايحقق رغبات وحقوق المواطنين هو المجتمع المدني وليس الدولة, انزال الدولة الى حيز الواقع يجعل من القبيلة مكوناً ايجابياً محايداً , وكلما كانت الدولة بُعداً ميتافيزيقياً متعالياً اصبحت القبيلة أوالطائفة وغيرهما من المرجعيات الاولية ادوات تستغل ووسيلة في يد الدولة المتعالية. فالبداية تكون من الدولة والدوائر الانتخابية يجب ان تحضر فيها الدولة كمعنى محايث قبل القبيلة كوجود محايث , ارجو لدولتنا كل التوفيق ولمجتمعنا المتحاب كل الحظ في نجاح تجربتنا الانتخابية الاولى حفظ الله قطر وقيادتها وشعبها من كل مكروه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق