الأحد، 4 أبريل 2021

إصلاح الدولة وليس ترويض القبيلة

شكلت القبيلة هاجس قلق لمشاريع التحول الديمقراطي في دول الخليج العربية , ولو تتبعنا ماكتب عنها من بحوث ومقالات في العقود الماضية في محاولة لفك هذا الاستغلاق التاريخي امام طريق التحول الديمقراطي المنشود في هذة المجتمعات لوجدنا كماً هائلاً قد سُطر ووقتاً طويلاً قد استنفد , ولم نصل الى فائدة تُذكر, والسبب في اعتقادي في خطأ وجهة المقاربة,كان من المفترض أن تبدأ من الدولة وليس من القبيلة لماذا؟ في اعتقادي ان قيام الدولة في منطقتنا كان ظاهرة سياسية حتمتها الظروف الخارجية في معظمها قبل اكتمال شروط قيامها الداخلية بشكل يجعل منها تمظهراً حقيقياً لمجتمعها, سواء كان ذلك بسبب قرار بريطانيا الانسحاب من شرق السويس كما كان يقال بسبب تراجع قوتها ومكانتها الدولية مع بروز الولايات المتحدة أم بسبب اكتشاف النفط واهمية المنطقة عالمياً وضرورة قيام الدولة كمشروع سياسي تبعاً لذلك, والجميع يعرف التوافقات التي قامت بها بريطانيا بين مكونات هذه الدول اجتماعيا لتأمين ذلك.مع مرور الزمن استلزم الامر اجراء اصلاحات مستمرة من جانب هذة الدول لكي تتطور مع العصر , وكان واضحاً اسبقية الاصلاح المادي بأشكاله على الاصلاح السياسي, واحتفظت القبيلة بمكانتها في هذة المجتمعات الا انها اضعف من أن تهدد وجود الدولة التي ركزت كما قلت على حماية وجودها عسكرياً وامنياً بشكل كبير, بل أن القبيلة في احيان كثيره اصبحت ورقةسياسية في يد الدولة وفترة حصار دولة قطر كانت شاهداً حقيقياً على ذلك , فالحديث عن القبيلة كعقبة في طريق التحول الديمقراطي حديث لايمت الى الواقع بصلة, وكل مانشاهده هو استمرار الدولة في المنطقة في استخدام ورقة القبيلة سلباً أوايجاباً كما يحقق اهدافها, المدخل إذن يتأتى من اصلاح الدولة لا من ترويض القبيلة , لو لاحظنا ماحصل في الولايات المتحدة اثناء الانتخابات الماضية يثبت ان اصلاح الدولة هو المدخل والا كادت "قبيلة ترامب" ان تعصف بها حينما احتلت مبنى الكونغرس لولا قوة واصالة المؤسسات الدستورية في الدولة الامريكية, اصلاح الدولة هو المدخل المناسب والوحيد امام مجتمعاتنا الخليجية , اقامة او التحول الى الدولة الدستورية التي تسكن الاقلية فيها في قلب الاكثرية دون خوف ويمارس الفرد حريته دون وجل ضمن قانون الاكثرية , الاشكالية ان الدولة في منطقتنا منذ قيامها ولكي تستمر بشكلها القائم  تراكمت عمودياً ولم تنتشر افقياً وبالتالي سحبت مكونات المجتمع معها رأسياً مما جعله في حالة توتر دائم مع مكوناته وفي مقدمتها القبيلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق