الجمعة، 28 يناير 2011

نتعلم من التاريخ أم نعمل على اعادته :الشعب فى مواجهة النظام أم النظام يكرس الشعب




 بوابة التاريخ الرئيسيه  لاتدخلها سوى الشعوب, قد تصنع الانظمه تاريخا ولكنه تاريخ مؤقت وحساباته مؤجله بمعنى ان الحكم عليه  ليس بالضرورة  يجعل منه تاريخا بقدر ما يكون استثناء من التاريخ ذاته, قد يصنع الافراد والقاده تاريخا لشعوبهم ولكنه قد يجير لفئة دون اخرى او قد يسرق لقلة دون غيرها بعد ذلك. وحدها الشعوب هى من يصنع التاريخ  بشكل يجعل منه مرحلة انتقاليه فاصله بين ما قبل وما بعد. التاريخ يسير لكن استحقاقاته لاتسقط قد تؤجل قد تُطمس ولكنها لاتموت  لان استمرار الحياه يقوم على دفع استحقاقاتها. البوابه الرئيسيه للتاريخ  لاتدخلها  ولاتمتلك مفاتيحها سوى الشعوب, من لايعترف بذلك  من الانظمه يخرج من النافذه طال الزمن ام قصر . تتواجه الامه  والدوله او الامه والنظام  اذا لم تكن الاخيره او الاخير ابنا شرعيا  للاولى وهى الامه. المواجهه هنا حتميه  لان الشرعية لاتلد لقيطا  وان اكتسب  الصفه الشرعيه او زورها اثما وبهتانا وتسلطا وجبروت.  الامه التونسيه تاريخيا اكتسبت الغار والاكليل فى توجيه الامه العربيه الى هذه الحقيقه التى عرفتها شعوب العالم قاطبته ابتداء بالعالم المتمدن حتى امريكا الجنوبيه واطراف اسيا , ذكرت بأن الشارع وهو مأوى الامه ومسكنها  هو ايضا مسرح تحركها  ومستودع مصيرها فيه يصنع وفيه يصاغ. مصر الكبيره اليوم تنتفض فيها الامه فترتج مع انتفاضتها  شوارع تل ابيب ويرجع صدى هذا الارتجاع فى  جدران البيت الابيض, هناك من يريد ان يدخل التاريخ  مرة اخرى ,تاريخ الحريه واحد فإذا جزىء او جرى استلابه  فالحاجة ماسه  او ان عملية دخول التاريخ تبدو ناقصه وغير مكتمله. ولكن هل يمكن للنظام  ان يرسخ شعبا ؟هنا  لابد من ان نوضح نقطتين هامتين
اولا:يمكن للنظام ان يرسخ شعبا  لا ان يلعب على تناقضاته  فجميع الانظمه العربيه تقريبا بعد التخلص من الاستعمار لعبت على تناقضات الشعب الايديولوجيه والدينيه لتكرس نفسها  وتقصى الشعب وتبقيه مقطع الاوصال فيما عدى النظام التونسى" البورقيبى" الذى يشترك مع غيره فى الديكتاتوريه ولكنه رسخ قيم الشعب على قيم الطائفيه الدينيه او الاجتماعيه من خلال القوانين المدنيه والارتقاء بسبل التعليم وحقوق المرأه والعمل النقابى  فلذلك نرى فى الثوره التونسيه اختلافا لما يجرى تكريسه فى العراق  من قبل النظام القائم مثلا من طائفيه ومحاصصه دينيه بغيضه

ثانيا: يجب ان يزول النظام او ان يتنحى عندما  يشعر بأنه  خذل الامه ولم يحقق  ماتتطلبه وتصبو اليه ومثل هذا الامر فى حد ذاته تكريس لحق الشعب وتنازل الرئيس عبدالناصر وتنحيه واعترافه بالمسؤوليه  يمكن اعتباره نموذجا  لذلك    فى مقابله    النموذج العراقى وما جره على الامه من ويلات ايام الرئيس صدام
هاتين النقطتين  من الاهميه بمكان بحيث تجعل  من الفوات التاريخى ممكن الاسترجاع ففى حين يعجز الشعب عن تكريس ذاته كشعب نظرا لظروف قاهره كالاستعمار مثلا لابد للنظام الوطنى ان يعمل   على تكريس وترسيخ الوطنيه  بأثر رجعى  والا فقد وطنيته ولاشك ان نظام مبارك مثلا  استهل فترته      وطنيا  ولكن عدم تكريسه لها فيما بعد  ادخله وغيره   فى مواجهه مع الامه فى حين ان التجربه التونسيه تحكى عن تكريس واضح للوطنيه فى زمن الديكتاتوريه التى عملت على استئصال الابعاد ما دون الوطنيه مثل الطائفيه الدينيه او الاجتماعيه  , ولكننى اراها حالات تاريخيه استثنائيه قد لاتتكرر وأرى المسرح  لايزال مفتوحا لاعاده المسرحيه من  الاول ومن البدء بأن يعمل الشعب على تكريس سيادته ولو طال به الوقت أو تأخر به الزمن.ومع ذلك لاتزال الفرصة سانحة لانظمتنا العربيه التى لم يأت عليها الدور بعد فى العوده لاستخلاص مشروعيتها من داخل الشعب  وعدم الاعتماد على الفرصه التاريخيه التى سنحت لها لان مشروعيتها ناضبه  مالم تستمد جذورها عميقا من  داخل المنظومه الشعبيه التى هى اكبر من الطائفه  او القبيله او العائله  فكم رأينا ونرى حاليا اجتثاثا قائما  للمنظومات الصغيره التى  قامت على دماء الشعب  رغم تاريخها ووطنيتها  ولكن دون أن تشاركه الاحساس او المسؤوليه او المصير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق