الاثنين، 28 مارس 2011

التغيير ....نعم, شكله وحدته موضع سؤال



إذا كان التغيير والإبدال سنه كونيه إلهيه, فإن درجته  وحدته  فيما يتعلق بالمجتمعات إرادة بشرية بإمتياز.,  فعندما تصاب المجتمعات بحمى التغيير وينتشر بينها فيروسا , فعليها أن تدرك وأن تكون على يقين  وبصيره , بين حدة إنتشار هذا الفيروس ومدى عمقه وتحكمه ف  فالقضية نسبيه , فالتغيير الجذرى قد لايكون حلا فى مجتمع يحتاج الى تغيير جزئى , فى حين أن الاصلاح الجزئى قد يبدو  إنعاشا وليس تخلصا من الشر الذى يستوجب أصلا التغيير الجذرى. الاحزمه الثلاثه التى إعتراها التغيير ويعتريها  حتى الآن فى عالمنا العربى  يمكن مقاربتها من جهة  حدة التغيير ونسبته والتكهن بمصيره من خلال بعض الملاحظات: أولا: الحزام الأول, دول بحر المتوسط العربيه واليمن , كلهم جمهوريات ما عدا المغرب " والجماهيريه" الليبيه. التغيير الراديكالى الجذرى إعترى كل من مصر وتونس وليبيا لامحالة لغير ذلك بمعنى زوال النظام كلية بكل أجزائه, فى حين أن المغرب التغيير يبدو و كأنه تحت سقف الملكيه حتى الان , بينما الجزائر يبدو الجيش وكأنه  هو النظام أكثر من النظام ذاته. فيما يتعلق باليمن , هناك مطالبه مستميته بالتغيير الراديكالى , وهناك قوة رفض واضحه من النظام الذى يبدو لايزال قويا, وهناك إستباحه  لحرمات الدوله من جانب قوى أخرى فى مقدمتها القاعده. هنا يلتبس الوضع تماما بعد الاستعجال بالتغيير الجذرى وبين  العد التنازلى له على إعتبار عدم جر الدوله الى  الحرب الاهليه , كما نشهد فى ليبيا وربما التدخل الخارجى , وهو بالمناسبه سيكون أمرا أكثر خطوره من الوضع فى ليبيا لو حصل وتحقق, لصعوبة البلد ووجود تيارات كثيره ومتصارعه, ولطبيعة الشعب اليمنى القويه فى مواجهة الاحتلال أيا كان نوعه  أو شكله.
ثانيا: الحزام الثانى: سوريه ودول الشام. أنا اعتقد ان التغيير قد بدا هناك  وحزمة الاصلاحات  السريعه دليل على إستشعاره مقدما ولكن نتائجه لايمكن التكهن بها. لو كان جذريا , لاهمية سوريا كدوله محوريه حاكمه فى المنطقه ودورها فى لبنان, وعلاقتها بإيران, ومحوريتها فى أزمه الشرق الاوسط كجبهة ممانعه  تقيم التوازن  الى حد ما.
ثالثا: الحزام الثالث, دول الخليج والمملكه العربيه السعوديه, من يحبذ التغيير الراديكالى فى هذا الحزام , يخيط كفنه ونعشه بيده,  شريط يعانى من فقر ديمغرافى وطنى بالاضافه الى ثروه طائله يحتاجها العالم بأسره , وطائفيه مستعره  تحت االرماد, فمن الحكمه ومن البصيره, ان تعى الانظمه قبل الشعوب ذلك  وتبادر  بالتغيير الجزئى التى يحمى وجودها ويعطى الشعوب حقها فى تقرير مصيرها وخياراتها.
قبل عامين تقريبا من الآن و كان المحتمل والمرجح حصول التغيير فى إيران بعد إنتفاضة الشعب الايرانى  ومطالبته بإصلاحات منها التخلص من الحكم الدينى وسلطة رجالاته, اليوم إختفت هذه المطالبات , وراء مطالبات شعوبنا العربيه بهذه الاصلاحات. فى حين يبدو أن الأمن فى المنطقه والاستقرار فيها  يرتكز أساسا وفى جزء كبير منه على تحول النظام الايرانى الى نظام مدنى , بعيدا عن العقيده الدينيه  ومحاولة فرضها وتصديرها والشروع فى عملية التسليح المرهقه على حساب التنميه والاصلاح المؤسساتى , مما قد يحول الاقتصاد الى إقتصاد ذو بنيه واحده عسكريه  فقط  كما حصل مع الاتحاد السوفيتى السابق , وهو أمر يحتمل فقط إما الدخول فى حرب وإستفزازات دائمه أو الانهيار من الداخل

هناك تعليق واحد:

  1. التغيير سنة إلهية كونية و ربما شكله و حدته ايضا، و هنا أحدد ثلاث حالات:

    1- مصر و تونس: استطاعة الشعب على اتيان تغيير جذري يعني أنه قادر و جاهز ..و راغب و جميع الظروف مواتية لإحداث تغيير جذري.

    2- ليبيا و اليمن: عدم استطاعة الشعب اتيان تغيير جذري دون التعرض لخطر الانقسام و الحرب الأهلية و التدخل الأجنبي كأشباح تتربص حلم الثورة و التغيير، ربما خطأ كبير الانجراف نحو الرغبة في تغيير جذري..فهنالك دائما السيء (قذافي) و الأسوأ (قوات التحالف الدولي).

    3- السعودية و البحرين: فشلت التحركات البسيطة في السعودية و الاعتصام الدامي في البحرين، لاجتماع الوضع الديموغرافي+ الطائفية المسعورة+ الثروة التي تقدم الحلول السحرية، فالتغيير الجزئي في أفضل الأحوال.

    سوريا و بلاد الشام يجب أن لا نستعجل الحكم تماما كما ذكرت يصعب التوقع، ستنضم عاجلاً إلى إحدى الفئات الثلاث أعلاه.

    ردحذف