الخميس، 27 يونيو 2013

أثر غياب المؤسسيه فى تعامل المجتمع مع الحدث

 


حول حدث إنتقال السلطه من سمو الشيخ حمد بن خليفه الى ولى عهده سمو الشيخ تميم, وحدث تشكيل أول وزاره فى عهد سمو الشيخ تميم حفظه الله,و كيف  كان تعامل   المجتمع القطرى  مع  كليهما؟. لى هنا بعض الملاحظات أود لو أسردها:

 

أولا: لم يشهد تاريخ قط الحديث إنتقالا سلسلا للسلطه كما تم  فى هذه الحاله.

ثانيا: التساؤل المشروع عن الملفات  الكبرى التى وضعت قطر على خريطة المنطقه  والعالم  فى ظل  إبتعاد من حملها طوال العقد الماض سمو الامير الوالد ومعالى وزير الخارجيه السابق.

ثالثا: خطاب سمو الامير المفدى الشيخ تميم كان واضحا فى تحديد دور قطر القادم " قطر دوله وليست تنظيم او فصيل أو حزب" وتقف مع الشعوب . ويبدو  من خطاب سموه توجهه قطر الجديد  والاستعداد للتعامل مع الجميع  والوقوف منهم جميعا على نفس المسافه.

هذا عن الحدث ماذا عن المجتمع:

أولا:  من حسن حظ المجتمع القطرى وقيادته أنه مجتمع متجانس  لذلك مهما كان الحدث محوريا وكبيرا  يتعامل معه بنفس روح التجانس  والوفاء الذى تربى عليها, ولذلك هو لايطرح السؤال  بقدر ما  يبادر بالإجابه .


ثانيا: هذه الميزه التى ذكرت تبدو فاعله فى المجتمع فى مرحلة  الدور  المحكوم بقدرة الدوله ومساحتها وامكانياتها البشريه. لكن اذا تغير هذا الدور   فعلى المجتمع أن يطرح آليه أخرى   او يطالب بها   ليكون على قدره ومعرفه بما قد يتحمله من نتائج.

 

ثالثا: لعبت قطر فى خلال العقدين الماضيين دورا محوريا كبيرا اقليميا  ودوليا مع ضمور مجتمعى واضح  فيما يتعلق بدور المجتمع المدنى الغائب  فكانت المعادله قياده اكثر من طموحه ومجتمع  أكثر من غائب أو مغيب  خطورة ذلك فى أن النتائج قد تأتى  أكثر وأبعد تأثيرا وعلى الجميع وقد يكون السبب فرديا   وآثارالنتيجه  جماعيه.



رابعا: إنشغل المجتمع  بالحدث  قبل حدوثه بشهور وسرت الشائعه فى كل الارجاء  وذهبت التحاليل كل منحى وفى مجتمعات اليوم لايكفى أن تظهر النتيجه ولكن أن  تُعرف الاسباب . خطوره  أن تضع النتيجه ذاتها  السبب أو أن  تطرح الاسباب  بعد النتيجه, يعنى أن المجتمع يبحث عن الفضول وليس عن أى شىء آخر.

 

خامسا:أخذت قضية التشكيل الوزارى  قسطا كبيرا من وقت المجتمع  لايمكن لمجتمع يريد أن ينمو وأن يتطور أن يستغرق الانشغال بمن  سيتبوأ المنصب جل وقته. ونظر المجتمع الى هذه القضيه  نظرة  لايمكن أن يصدق زائر  سمع عن دور قطر عالميا واقليميا أن يصدقها. سيضعون هذا الاسم من هذه القبيله  لأنه لم يتم توزير أحد منهم من قبل؟ أو أن فلان سوف يوًزر لأن فلان موصى عليه؟ هذه نماذج من طرح عقل المجتمع فى تبرير  تشكيل الوزاره وطرح الاسماء المرشحه.


سادسا: جميع اشكال التهنئه كان تدل على غياب المؤسسيه فى المجتمع  لم ألحظ تهنئه صادره من مؤسسه مجتمعيه  مستقله , كلها اسماء افراد وعوائل وقبائل  بعضهم عابر للحدود.

 

سابعا:  مع ان اللحظه لحظة إنتقال  ومنعطف تاريخى إلا أننى لم ألحظ  فكرا تقييميا يفيد  القديم والجديد.

 

ثامنا : مجتمع المؤسسات يدرك أن التقييم والنقد  لايمت الى المدح أو الذم بصله  هو فحص مختبرى بتلسكوب  التاريخ  يرى الدوافع  وشروطها فى وقتها ويصدر الحكم بعد ذلك متجردا على الفعل لا على شخص الفاعل وهويته. لكن المجتمع الافراد مجتمع خائف اساسا لايقوى على النقد  والتقييم وان كان يعيشه داخله  ويسكن جوانب نفسه  فيصبح الأمر حالة نفاق.

 

ثامنا:  السلطه فى قطر فى العقدين الماضيين كانت"حاله" بينما كان المجتمع شذرات  هذا التناقض  وضع هوة كبيره كانت ملاحظه  يرى العالم قوه ناعمه كبيره ولايرى الزائر مجتمعا حيا. لذلك آن الأوان أن يتحول المجتمع القطرى إلى "حاله" وهذا لن يتم الا بمجتمع مدنى وبمؤسسات دستوريه نأمل أن تستكمل فى ظل أميرنا الحالى الشاب.

 

تاسعا: المجتمع "الحاله: قادر على إدارة شؤونه وهو خير عون لسلطته وقيادته , قادر على إدارة الحوار   وتناقض الاراء  قادر على إيجاد إعلاما واثقا  ومتحدثا يؤمن بما يقول  واستجابه  علميه وليست  دمويه .

 

عاشرا: فى مثل هذه الحالات  تستطيع أن تقيم المجتمع بسهوله  لضمور العلاقه الأفقيه على حساب العلاقه الرأسيه , فى ساعات التهنئه  نسىء الشعب ان يهنى نفسه واكتفى بأداء التهنئه الى  الأمير  حتى أن الواحد يتحاشى  أن يلتقى بآخر  فى طريقه لاداء مهمته , فى حين  ان العلاقه الأفقيه هامه جدا وأساسيه لتعامل المجتمع مع السلطه وقبول السلطه له كمجتمع.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق