الثلاثاء، 25 يونيو 2013

حمد ... يختزل الزمن لقطر ثم يسلم الرايه





فى إعتقادى أن خطوة تنازل صاحب السمو الشيخ حمد عن الحكم لأبنه  سمو الشيخ تميم كان فيها من الذكاء السياسى مالم  تسبر غوره معظم التحليلات والتفسيرات المطروحه على الساحه والاعلام العربى.
قضية المرض مستبعده فالرجل لايزال فى كامل قوته ونشاطه الذهنى والبدنى  ولله الحمد  ونسأل الله  ان يمتعه بالمزيد . وقضية جيل الشباب و ضرورة إسناد الأمر له  أيضا متفق عليها بلا شك ولكن  ألا يزال سموه شابا ولعله أصغر حكام الخليج   الموجودين  سنا , وإذا سلمنا  مبدئيا بأن  قضية تسليم الرايه للشباب متفق عليها مع ذلك تبدو خطوته أعمق غورا من هذا التفسير وحده.

فى إعتقادى أن خطوة سموه حفظه الله  يمكن تفسيرها  بصوره أشمل من هذه التفسيرات  الأُحاديه  والفرديه.  إنها نتيجة الصدمه التى أحدثتها سياسته فى المنطقه  وفى العالم  وخلق وعى جديد داخليا وخارجيا  عن قطر هذه الدوله الصغيره  وهو انجاز  كبير  يصنع التاريخ  ويصل به الى  الذروه,إعتقادى أن سموه  حينما تسلم الحكم فى دولة قطر عام 1995 ادخل  قطر فى كبسوله  زمنيه مخترقا بها الزمن  حتى أن المواطنين أنفسهم لايكادون  يدركون  أو يواكبون سرعة التغير الذى يمر بهم أو الذى الذين  يمرون به. إختزل سموه  خمسون عاما من تاريخ قطر الى ثمانية عشر عاما.  إقتصاديا  قطر أسرع الاقتصادات نموا فى العالم. سياسيا  قطر  مركز  أو أحد مراكز السياسه الدوليه. إعلاميا قطر أحد أكبر اللاعبين فى هذا المجال .إستثماريا قطر هى المستثمر الأول  فى عواصم العالم .إختزال الزمن وضغطه  من الخطط الاقتصاديه التى  لاتحققها الا المجتمعات الكبيره ذات القدره الواسعه , إستطاع سموه ومن معه تحقيق ذلك فى فترة لاتذكر.  من  مثالب هذه الخطه  أنها   تحتاج الى تضحيه وفداء  فوق المعدل الطبيعى. فهى حالة استثناء  وهو ماقام به سموه  حينما وجد بلدا  فى حالة من الركود التام وبمعدل نمو لايذكر. فى الدول الديمقراطيه  تسمى مثل هذه المرحله بالمرحله الانتقاليه , يستلم بعدها فريق آخر  إكمال المسيره بعد أن وضع الفريق الأول القطار  على  السكه.  وهنا يبدو ذكاء سمو الشيخ حمد خارقا  عندما يسلم الأمانه لفريق جديد , يدرك سموه  أن  البنيه الديمقراطيه لم تكتمل بعد فى الدوله فيمارس سموه دور الشعب ويستشعر المسؤوليه وعظمها  الشعب ويسلم الرايه لمن بعده   يدرك سموه أن  مثل هذه السياسه سياسه الكبسوله الزمنيه  تُحدث كثيرا من الصدمات هنا وهناك  لايريد سموه لشعبه أن يتحمل   مسؤوليات قد لم تتح الفرصه له بعد ان يشارك فيها  , يدرك سموه أن لمثل هذه الخطه ردود فعل  وآثار جانبيه  كأى عمل سياسى أو إقتصادى فبتسليم الرايه لمن بعده يفتح الطريق مجددا لشعبه ولقيادته الجديده ويعدد البدائل   ويوسع الافق.  حمد مارس ديمقراطية الفرد الواعى الخائف على وطنه ومواطنيه.  ذكاء سموه السياسى  لم  تدركه التحليلات  والاقاويل , أنه بعمله هذا يفتح افقا جديدا  لوطنه بعد أن بلغ به هامات السحب. يبقى على أميرنا  الجديد  أن يُكمل المسيره  ولكن بشروط جديده حيث تغير الظروف  وتبدل الاحداث,  ولقد سمعت شخصيا من سمو الشيخ حمد إهتمامه بالطبقة الوسطى  وبالطبقه الاجتماعيه المواطنه  عموما  لأنها عانت من آثار  التحديث السريع الذى كان لزاما السير فى طريقه عندما استلم سموه  الحكم عام 1995. وكذلك الاهتمام بثقافة المجتمع وبلغته  فهما روح المجتمع .  ثمة شعور متداخل       لمثل هذه المناسبه يشعر به كل قطرى  لكن ,  إشراقة  وجة الشيخ حمد اليوم وإبتسامة سمو الشيخ تميم كانت كفيلتان بإزالة هذا التناقض  وإبداله  بسرور وتفاؤل سرى صداه بين جدران الديوان الأميرى.


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق